لطالما كان نزع السلاح النووي من أقدم أهداف الأمم المتحدة، فقد كان أول قرارات جمعيتها العمومية عام 1946، كما أنه لم يغب عن جدول أعمالها الدوري منذ عام 1959، وفي جلستها الخاصة بنزع السلاح عام 1978وضعته على رأس أولويات نزع السلاح في العالم.
في أيار/مايو 2010 أجمعت 189 دولة عضو في اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية على ضرورة تحقيق السلام والأمن في العالم دون أسلحة نووية، ولما لم يتحقق شيئاً ملموساً على هذا الطريق حتى الآن، قررت الجمعية العمومية للأمم المتحدة اعتماد 26 أيلول/سبتمبر من كل عام يوماً عالمياً للتخلص الكامل من الأسلحة النووية، يوماً يسلط فيه الضوء على أهمية التخلص نهائياً من هذا السلاح الذي يبلغ نحو 19 ألف رأس نووي، وتبلغ كلفة عمليات صيانته وتحديثه ما يزيد عن 105 مليار دولار سنوياً تنفق من موازنات الصحة والتعليم والعمل ومكافحة الفقر، إن التخلص من هذه الأسلحة من أهم أساسيات الأمن الحقيقي للبشرية جمعاء، في الحاضر والمستقبل.
وكانت المكسيك قد شهدت خلال الفترة 13-14 شباط/فبراير 2014 انعقاد مؤتمر "نايريت" الدولي الذي هدف إلى دراسة العواقب الكارثية للاسلحة النووية، والوسائل المقترحة من دول العالم للقضاء عليها، وقد جاء المؤتمر الذي حضرته 147 دولة لمتابعة مؤتمر أوسلو خلال آذار/مارس 2013 لبحث آثار الاسلحة النووية الكارثية على الإنسان والبيئة. وقد أجمعت الدول المشاركة في المؤتمر الذي غابت عنه الولايات المتحدة والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة وفرنسا والصين بالإضافة إلى اسرائيل على ضرورة مواصلة المفاوضات، والسعي بعزم، وبدون إبطاء من أجل حظر استخدام الأسلحة النووية، والقضاء عليها, بشكل تام, من خلال اعتماد صك دولي ملزم قانوناً، لأن في التخلص منها، يكمن الأمن الحقيقي للبشرية جمعاء، في الحاضر والمستقبل.
في ختام المؤتمر الذي شهد فعاليات متعددة للمجتمع المدني، والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ودعاة السلم ونزع السلاح في العالم، أكد رئيس المؤتمر عزم دول العالم إلى استكمال خطوات بناء اتفاقية ملزمة لحظر الأسلحة النووية ووضع برنامج زمني محدد، داعيا المجتمع الدولي أن يحقق ذلك مع حلول الذكرى السبعين لإطلاق القنبلتبن الذريتين على هيروشيما وناجازاكي في عام 1945.
يتبين من ذلك أن قطار اتفاقية حظر الأسلحة النووية الذي انطلق مع اختتام مؤتمر أوسلو حول العواقب الإنسانية للأسلحة النووية في ربيع 2013 قد اكتسب زخماُ جديداً مع اختتام مؤتمر نايريت في المكسيك وهو في طريقه إلى فيينا في شهر كانون أول/ديسمبر من هذا العام لاستكمال خطوات وضع اتفاقية دولية ملزمة لحظر الأسلحة النووية.
بمناسبة هذا اليوم العالمي الأول للتخلص الكامل من الأسلحة النووية، لابد من تسليط الضوء ودعم الجهود العربية الحثيثة منذ عام 1974 من أجل جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وكافة صنوف أسلحة الدمار الشامل.
في هذه المناسبة أيضاً نجدد مطالبة الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، وكذلك وسائل الإعلام، المقروءة والمسموعة والمرئية، أن تدعم هذه مسيرة حظر الأسلحة النووية ، وتجعلها حدثاً يدخل التاريخ، بتمهيدها الطريق، نحو إرساء اتفاقية دولية، تعمل على حظر استخدامها، وصناعتها، ونقلها، والاتجار بها، أو الاستثمار فيها، بالإضافة إلى تفكيك الموجود منها، ووضع المنشآت النووية تحت الإشراف الدولي الكامل من أجل سلامة وأمن ورفاه المجتمع الإنساني في كل مكان.
إضافة تعليق جديد