آخر الأخبار

أوساخ وطن . الدولة و المواطن
تصنيف التدوينة: 

أعلنت مسبقا براءة الدولة "كنظام" من حالة اللاأخلاق و الفساد التي نحياها بكل جوانب حياتنا اليومية على صعيد الوطن بكل ابعاده و قلت أن المواطن الفرد هو الفاسد .
كثير من الناس قد لا يرضيهم هذا الطرح و يقولون " لماذا تلوم الفرد و النطام أساسا لا يحاسبه ؟؟ ما الذي يستطيع مواطن بسيط مثلي و مثلك أن يفعل ؟؟ "
في الحقيقة الجواب على هذا التساؤل أبسط من البساطة في ذات ذاتها .
من اين جاء هذا الفرد ؟ من المريخ !!؟؟ من أمريكا الإمبريالية أم من الصهيونية العالمية ؟؟ أم من جبلة و حلب و الشام و طرطوس و اللاذقية ؟؟؟
من رباه و وضع فيه الأخلاق الفردية و الجمعية ؟؟؟ الدولة أرضعته و ربته أم أمه و أبوه و الشارع الذي تربى فيه و المدرسة و إلى ما هنالك ... ؟
لم ارى مراضع للدولة و لم أرى مدارس خاصة تخطف فيها الدولة أطفالا و تعدهم ليصبحوا مسؤولين فاسدين و تعلمهم أصول السرقة و الإحتيال .
أما ما الذي تستطيع فعله أنت و أنا فهذا السؤال غريب عجيب , يعني حتى الأطفال قد يعرفون الإجابة عليه و لكن تداعيات الإجابة أخطر من الإجابة نفسها : علينا أن لا نكون فاسدين بدورنا ببساطة . لا تعطي الشرطي 100 ليرة و لا ترشي الموظف , و لا تبيع قسائم المازوت و لا تعطي الضابط مالا كي تتنعم بإجازة أثناء خدمتك , لا تكون طبيب محترم بالإسم و تعالج الناس من امراض غير موجودة فيها بس منشان الفلوس آخر النهار . وووووووو و لبكرة الصبح فينا نعد تفاصيل نحن السبب فيها .
يقال " طيب يا اخي أنت امتنعت و لكن أحدهم اصر و افسد عليك الموضوع "
سؤال : من هو هذا الشخص ؟؟ أليس له بيت و أسرة و قرية و مدينة ؟ من اين جاء ؟؟ الدولة أمه و ابوه و اللي خلفوه ؟؟ أم أن له أم و أب ربوه و طلعوه حرامي ابن حرامي ؟؟؟ كلب أبن كلب ساقط ابن ساقط لص ابن لص
و أخفى وجهه القبيح بعبارات "اللي ما بيشتغل هيك حمار !!!"الله جعلني أكبر حمار إذا هيك
"شو هالمعقد !! قال ما بيرتشي !!!؟؟ صار اللي ما بيرتشي معقد ؟؟؟؟؟!!! يسلملي المفتح و ابن الزمن ... هدا مو ابن زمن هدا ابن حرام .
"يا أخي بدنا نعيش " إن شاء الله بتعيش ألف سنة و كل سنة عقلبك الف مليون ليرة حرام ...
ألم يسأل أحدكم " أين الأخلاق الجمعية ؟؟ من المسؤول ؟؟ ما الذي يحصل في البيوت ؟؟ ما الذي يسمعه الأولاد ليكبروا فيصبحوا هذا الفاسد العفن ؟؟؟
إن الأخطر من الفساد هو إلقاء اللائمة على الدولة و تمييع المسؤولية الأخلاقية برميها بإتجاه لا يحملها أحد فيه . الأب و الأم هو المسؤول الأول , الشيخ و القس و الأستاذ و الأخ الأكبر . الضابط المسؤول "كفرد" هو المسؤول ...
نحن كأفراد أساس الفساد فمن غير الممكن أن تقوم دولة على الفساد , الفاسد لا يقيم دول بل يهدمها .
هل الدولة بريئة لهذا الحد ؟؟
طبعا لا و لكن لكثرة الكلام عنها صارت مظلومة , جل ما تسطيع الدولة فعله و تقصر حتى اليوم فيه هو المحاسبة و الملاحقة و لكن المغيظ أن الأشخاص المسؤولين عن هذا الموضوع تبين أنهم فاسدين و بحاجة لملاحقة و محاسبة ؟؟؟؟!! شي بيوجع الراس
و هنا اساس المشكلة :
بناء الفرد
يجب على الدولة إيجاد صيغ منهجية لإعادة هيكلة البناء الأخلاقي للمجتمع السوري على أسس وطنية جديدة و عدم القاء المسؤولية في هذا الأمر على الأهل و البيت و الجامع و الكنيسة فكل هذه لها مبرراتها لجعل الدولة في المرتبة الثانية مثلا : الجامع يجعل الطائفة أولا و الوطن ثانيا , و الكنيسة أيضا . و الأهل يجعلون الفرد و أخوته و أقرباؤه أولا و الوطن ثانيا و هكذا حتى نجد أن الدولة عندنا ليست في المرتبة الأولى إلا عند من رحم ربي و لهذا أسباب منها أن الأفكار الحزبية سواء حاكمة أم غير حاكمة كلها لها اهتماماتها الأخرى .. فذاك سوريا الكبرى و يفكر في لبنان و الاردن و فلسطين ... و آخر همهم سوريا الحالية (طبعامو بالمطلق) و آخر الأمة العربية و الصومال و جيبوتي , و ثالث أممي فالأخ السوفييتي جوعان ؟؟؟؟ إي و ابن القامشلي مو أهم ؟؟
و الرابع الأمة الإسلامية ؟؟ بدو يحرر باكستان و أفغانستان .؟؟؟!! و ربى لحيتوا و ستين عمروا شارع الحارة ما ينضف ؟؟!!! بيجيك عبقري بقلك " بس يا أخي الدولة ما بتسمحلك تحكي لهيك بتروح أنت لمعادلات لا تؤذي الحكم ؟؟؟؟" إي عم تضحك على حالك ؟؟؟ الدولة رح تحبسك إذا ما رشيت موظف ؟؟؟ الدولة رح تعتب عليك إذا ما دفعت للضابط لتنزل إجازة ؟؟؟
إذا صارت سوريا تبعنا هلق هي حبك الأول و الأخير رح تجي دورية مخابرات و تسجنك , أو عفوا !!! بس ما يكون مفهومنا لحب سوريا هو القتل و التفجير و اللي ما بيعملي دولة شيوعية أو إسلامية أو أو أو بدي اقتلوا هادا كافر أو رجعي أو أو أو ...
عيب .. عيب
عيب كتير
نحنا الغلط و الغلط نحنا
النظام هو قوانين جامدة و نحن أدواتها المتحركة و نحن الروح تبعها . لما نصير أخلاقيين و نحب سوريا أكتر من علويتنا أو سنيتنا أو مسيحيتنا أو إسلاميتنا أو شيوعيتنا .. لما سوريا هي البيت الوحيد اللي بيحمينا كل شيء بيصير سهل و بيظبط البلد.

إضافة تعليق جديد