عزيزي عمرو
تشكر على غيريتك على الشعب السوري وحرصك على الأمن الوطني بامتياز وذلك في مقالك الذي يحمل عنوان ( حين يجرم معاون وزير الصحة بحق الشعب السوري ) في هذا المنتدى الكريم ، والذي ان دل على شيء فهو يدل طيب أصلك وأنك تحمل في داخلك بذرة صالحة ورغبة قوية في المحافظة على أبناء وطنك من كل سوء وهو أمر نفتقده في الكثيرين من جيلك .أقول ذلك بصدق ومن كل قلبي . الا أنك من حيث لا تدري قد وقعت في مغالطات قاتلة أفقدت مقالك ذلك البريق من حسن النية حين قلت :
1 – تقول : (أوليس رجال الدين هم من طالما نشر الوعي بأن الأرض منبسطة و كل من يقول بكرويتها هو كافر يقام عليه الحد؟ ) . انتهى كلامك .
لكنك لا تحدد من هم هؤلاء رجال الدين وفي أي عصر عاشوا ، ولماذا تخلط بين رجال الدين المسيحيين في القرون الوسطى وعصر الانحطاط الأوربي وغيرهم من رجال الدين في عصور أخرى وهذا نوع من التمويه والتعريض يدل على نية سيئة وهو غير مقبول من مثقف مثلك .
وللعلم فان أخطاء العلماء كل في مجاله حتى بداية القرن العشرين كثيرة وقاتلة فهل نرفض العلم لخطأ وقع به عالم ، أو نرفض الدين كله لأن مدعي متخلف دينيا أفتى فأخطأ؟
2 – عبارتك الثانية تقول فيها (لكن القضية هي قضية أمن وطني بامتياز. هي قضية مرض إن لم يتم التصدي له بفاعلية فإن بإمكانه أن يستأصل الشعب السوري من الوجود ) . انتهى كلامك .
هي عبارة مدعاة للضحك حتى القهقهة لأنك توحي للقارئ أن مرض الايدز يستهدف الشعب السوري دون سواه وأن علينا أن نستنفر وإلا قضى علينا المرض جميعا واستأصلنا من الوجود ، وهي نفس اللغة الصبيانية التي كنت تتكلم فيها في المرحلة الثانوية مغرورا بتفوقك العلمي .
3 – تحيل معاون وزير الصحة إلى مقالات عن عدد العاهرات في البلد ثم تحسب له لو أن عاهرة واحدة تحمل الفيروس وعاشرت كل يوم مواطنا واحدا فقط لكانت المحصلة 365 مصابا( أشهد بالله أنك قوي بمادة الحساب ، يمكن من كثرة ما لعبت بالمنقلة) فما بالك لو كان عدد العاهرات يعد بالآلاف .
وأسألك هل النظام العلماني المنتشر في كثير من دول العالم هو الذي لا يشجع على انتشار الدعارة ويوعي الناس لمخاطرها أم هم رجال الدين المهمشة قيمتهم والمحولين الى مغنين ومطربين في الاحتفالات الرسمية ، وأكثر الناس تعرضا للاعتقال بتهمة ( الاخونجية) في بلد بلغت درجة اهتمامه بالدين والأخلاق واستهتاره بهما أن جعل تدريس مادة الدين في مدارس الدولة مهزلة تاريخية بامتياز وحذف مجموع مادة الدين من مجموع الثانوية العامة لينشئ جيلا شبيبيا خاليا من القيم ، ثم تقول وليس من حقك أن رجال الدين هم ( ثلة من ناشري الجهل يرى كل منهم نفسه أعلم من انيشتاين) .
4 – تسمي في مقالك رجال الدين ( ديوك الله الرومية) وأن عقولهم ( قروسطية) و ( متحجرة) وأنا هنا سأجاريك وأقول : إن منهم من هو كذلك لكنهم في الغالب المقربون من السلطة أو من يسمون ( مشايخ السلاطين ) فهم من أسوأ الناس وأغباهم .
فأرجو أن توضح للقارئ هل كلامك يشملهما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
5 – أضحكتني عنما ذكرت مصطلح ( تابع أسي ) فقد ذكرتني بمصطلحات مشابهة .
6 – تتهم رجال الدين بالصفقات وبنشرهم للجهل والظلامية وأنهم مصدر للشر ، وتتهم الشعب السوري بأنه يتبعهم كالقطيع ليفتحوا له اوتسترادا الى الجنة والحور العين ، وأن الشعب السوري خانع قانع.
هلا قلت لنا مع من يعقدون صفقاتهم ؟ ومن قال لك أن الشعب السوري يتبعهم كالقطيع؟ ولماذا اصبح هذا الشعب خانعا قانعا وعلى يد من ؟
7 – جميل تقسيمك شباب سوريا إلى قسمين أحدهما وطبعا أنت منه ( يمارس الحب) وهؤلاء كما تقول:(هؤلاء لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ذلك أنهم غالبا ما يرتبطون بعلاقات عاطفية مستقرة و طويلةالأمد... و هذه تخفض خطر العدوى لدرجة يحق لنا اعتبارها معدومة على مستوى البلد)... انتهى كلامك . وكأنك تنصح السوريين بممارسة الجنس ( وأسميته حبا على الطراز الغربي) مع خليلة واحدة لا يمكن تسميتها عاهرة ، أحسن ما تتبعوا نصائح رجال الدين ثم والكلام لك (سنفترض أن الشباب السوري سمع
منه و صدقه و تحلى بالفضيلة المزعومة لمدة 364 يوما في العام... ثم إنه "ضرب" ضربا واحدا... ثم تاب توبة نصوحا و استغفر ربه و إلخ... فما الذي يقوله لنا معالي مساعد الوزير و ديوك الله الرومية المحيطة به؟) . انتهى كلامك .
وأجمل ما في عبارتك السابقة أنها سوقية محلية فكلمة( ضرب ) قد لا يفهمها كثير من مواطني سورياالذين لم يكتب لهم فرصة العيش في الساحل السوري العظيم خصوصا المراهقين من الشباب والبنات ، وهم لم يعرفوا الضروب في سن مبكرة كما عرفها أدونيس في سن 12 سنة كما قال في ذكرياته عن قصابين عندما سحبته فتاة تكبره سنا نحو الوادي قرب القرية ؟انظر قوله في هذا المنتدى (وبدأت باكرا باكتشاف جسدي- في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، حيث تلقنت درسي الأول في كيفية اللقاء بين ذكر وأنثى. كان ذلك ليلاً، في واد صغير، وراء القرية، وهي التي أخذتني اليه.) انتهى كلام ادونيس .
8 – أشكرك نيابة عن الشعب السوري الجاهل أنك أوضحت لنا ما يلي : (... أما السيدا فهو مرض يمكن له أن ينتقل عن طريق... استخدام ماكينة الحلاقة! ) انتهى كلامك .
اذ وقتها فقط علمت مدى غزارة المعرفة التي وهبك الله اياها عن هذا المرض وطرق انتشاره .
وأشكرك ثانية لوصفك نفسك ورفاقك أنكم من ( أولئك الذين يشعرون بالاشمئزاز تجاه "الفضيلة" المزعومة إياها فيعيشون حياة جنسية طبيعية) . انتهى كلامك .
وأما عبارتك (يا معالي سعادة معاون الوزير . ومن شابهك أقل ما يمكن أن يقال له :مجرم بحق هذاالشعب!) .انتهى كلامك .
فليس من حقي الرد عليها وأترك ذلك له وللوزير الذي عينه في هذا المنصب ولمن اختاره وزيراغبيا غير مؤتمن على الجنس والدعارة في البلد ليختار مثل هؤلاء المعاونين المجرمين له دون أن تمر أسماؤهم على الجهات الأمنية المختصة .
إضافة تعليق جديد