آخر الأخبار

نحو قواعد أخلاقية
تصنيف التدوينة: 

نحو قواعد أخلاقية
يصدمك المؤلف من بداية هذا الفصل حين يقول ان فكرة قدوم العصر المثالي الذي نجد فيه كل شيء كاملا ومثاليا ,آخذة بالتلاشي بسرعة واصبحت كثير من الكتابات المستقبلية تتجه نحو فكرة عصر الانهيار.
ولكن يعود ليبعث الأمل فيك من جديد عندما يقول , انه قد تظهر نتائج وسطية تسير بعض من جزئياتها الى الأسوأ وبعضها الآخر الى الأحسن , وأنه من المأمول ان تستمر حضارتنا , ولكن يجب وضع المقياس الصحيح والآن فورا , وهو يقول ان الأمر بسيط , ان نضع قاعدة بسيطة (ماهو مرغوب فيه وماهو غير مرغوب فيه) , وبكلمة أخرى (ان طريقة العمل التي تحسن قدر الانسان مرغوبة والتي لها تأثير معاكس غير مرغوبة) , ويسجل انه ليس من السهل التحديد وبعبارات دقيقة ماهي المستلزمات الحقيقية للانسان , ولكن ممكن الوصول الى اتفاق معقول , دون الدخول في التفاصيل , فمن المنطقي القول ان بقاء الجنس البشري له الأولوية القصوى , لذلك من السهل الاتفاق على تحسين مستويات الاسكان والتعليم والصحة والتغذية أنها من الأمور المرغوبة , ويساعد في ذلك العامل الغريزي , وكعادته يفاجئك بلكن لسوء الحظ فان هاتين المقدمتين في صراع , فالرغبة في تحسين الأوضاع هو ماهدد البيئة والموارد , ولكن يبشرنا ان هذا الصراع هو صراع مصطنع بسبب الخطأ الذي أحدثته الفورة التكنولوجية , لذلك علينا وبسرعة وضع القواعد الأخلاقية والعلمية لاستخدام التكنولوجيا , ولابأس من وضع القاعدة التالية أيضا كأن تعطى الثروة الى بعض ممن يقدمون للبشرية خدمات متميزة وبشكل يزيد عن المعدل الوسطي , بينما يوزع الجزء الأساسي من الثروة بشكل متعادل الى حد ما , في حين انه الى تاريخه كان الوصول الى الغنى يتم على حساب الآخرين , ويقترح سبيلا آخر هو تخفيض تكاليف المعيشة (تقليص الانفاق على الوقود والكهرباء والغذاء وحتى ساعات العمل ) بدلا من زيادة متوسط ميزانية العائلة , مما يدفع بالأسرة للتفرغ الى تحسين مستواها بمبادرة ذاتية , كانتاج الغذاء محليا وهذا كله يمكن تحقيقه باستخدام التكنولوجيا الحالية ودون هدر متزايد للموارد , ويتحفنا بالقول بان بعض المجتمعات الأوروبية بدأت بالفعل بذلك (ربما يقصد الاسكندنافيين) .
ويقول أنه هناك الكثير الذي يجب عمله في حقل القيم والأخلاقيات , وخاصة أن المؤسسات القائمة لاتغذيه ماليا بقدر ماتغذي الحقول الأخرى , ويستدرك فيقول انه من السخف ان نحاول اثارة اهتمام رب أسرة بمستقبل الانسانية , وهو يفكر بوجبة الطعام التالية لأسرته , والجواب ان الفرد في الغرب لا يقلقه ذلك في الوقت الحاضر , ولكنه قريبا سيقلقه ذلك , اذا لم تصبح لديه فكرة عن المستقبل والضمان والطمأنينة , ويقول ان مايبعث السعادة في الانسان بشكل فطري ان يعلم انه يساهم في الاتجاه الصاعد لمجتمعه , مما يكرس مفهومي العدالة والحب لدى أبناء المجتمع ويمنحهم التماسك , واذا اختفى هذا التصور فان النتيجة حرية للجميع ولكن غير مسؤولة وسيحاول كل انسان ان يحصل على ماتطاله يداه , فتكون النتيجة تقسيم الحصيلة الى أجزاء أقل من المجموع , ان الانسان لايندفع في حياته كما هي انبوبة معجون الاسنان مثلا , بل هناك مايجذبه الى الخلف بقدر ما وهذا ناجم عن تصوراته وأحلامه , وهنا تكمن الارادة الحرة , لذلك يجب ان يوضع امامه خيارات مستقبلية اكثر انفتاحا , وهذه المرحلة هي الانعطافة والخط الفاصل في التطور البشري (مرحلة التحرك مما يسيرنا في الماضي الى مايشدنا في المستقبل) , وهو مايستدعي معرفتنا بالمستقبل , وقد قيل ان المعرفة قوة وانا اقول (الكاتب طبعا وان كنت من المؤيدين له) ان المعرفة هي الحرية.
والى لقاء في فصل آخر.

إضافة تعليق جديد