ملاحظة : المقالة موجهة لنساء العراق لإنشاء دولة متخيلة خاصة بهن ، تدعى نسوان ستان
..
أصبح الحديث جهرا ، و دون مواربة ، كأنه أمر واقع حول تقسيم وطننا الجميل العراق الى مجرد قطع أراض دون انتماء لحضارة وادي الرافدين..و لصالح من ؟ لصالح مذاهب صنعها الذكور ، لا نحن..
كل يوم نودع قلوبنا أمانات في أجساد أولادنا لتتمزق مع تمزقهم ء كل يوم نودع أولادنا ، و كأنهم ذاهبون بمشيئتهم نحو الموت.. ليس اليوم فحسب ، بل منذ حرب ايران و ما سبقها، و الذكور يتصارعون على كراسيهم ، و يدوسون على قلوبنا ، و دموعنا ، حتى أصبحنا من سكان المقابر جوار أحبتنا....نحملهم وهنا على وهن تسعة شهور ، و نضعهم كرها ،..نرضعهم ، و ننسى حلاوة النوم كي يشبعوا، و يكبروا كأجمل حلم ، و أمل لنا ، يحلو في أعيننا نموهم ، و ضحكهم ، و نجاحهم ، و فرحهم ،
و حتى يشب من يصل الى سن الشباب فيهم ، يكون شعر الرأس فينا قد شاب ، و نخرت أجسادنا أمراض الضغط و القلب و السكر.. الذكور الظالمون لا يدركون ان أولادنا ، و إن أصبحوا راشدين ، فهم قطع من قلوبنا ، لذلك لا يعنيهم ان تحولوا برمشة عين الى عدم ، و قبور تجلس عندها أمهات ثكلى تبكيهم.. القطة التي لا تمتلك عقلا بشريا تحارب من أجل صغارها الى درجة يخشى فيها الانسان أن يفكر بالإقتراب منها ، رغم ضعفها ، و صغر حجمها ، و تنتقل بهم من مكان الى آخر خوفا من أن يأكلهم الهر _ابوهم بايولوجيا_ و هو جائع ، فما الذي يمنعنا نحن الأمهات عن حمل أولادنا بعيدا عن الهررة الذكور من البشر ، كي لا يصبحوا زادا لهم ،
و هم الجائعون أشد الجوع الى المال ، و السطوة ، و العرش على حساب دمائهم؟
ستقوم دولة سنيستان لتنأى بالسنة عن الشيعة ، و تقوم دولة الشيعة بعيدا عن السنة ، اما كردستان فقد قامت مع صمت الصامتين ، و كأن الحدود الجديدة ستمنع حربا بين ذكور لا تتوقف أطماعهم عند حد ، و لا تسعهم عروش حتى تسقط غيرها ، و من منا لا يعلم ان هذا تم عبر مؤامرة طويلة جدا ، و عبر أجيال تشردت ، و قتلت ، و عذبت في السجون ، و أعدمت ، و الأمهات تنزف ألما و حسرة لعقود مرت عليهن كأزل لا ينتهي لشدة ما ظلمت هذه القلوب الأنثوية الرقيقة ، لا لشيء الا لأن هناك عوالم عبر البحار تشيد حضارة لا يمكن أن تستمر دون النفط الذي في أراضينا.انظرن خارطة الشرق الأوسط الجديدة المعلن عنها في نيويورك تايمز:
http://www.youtube.com/watch?v=ZGbHr86SBEU&desktop_uri=%2Fwatch%3Fv%3DZGbHr86SBEU&app=desktopالطامعون في نفطنا ذكور ، و من يبيعون الشعوب لصالح حضارة الغرب المشيدة بدم الأبرياء ذكور ، الموضوع كله يدور حول الذكر و سلطته ، و دوامها ضد مشيئة الإنسان و سلامته و أمنه ، فما شأننا نحن الأمهات و أكبر آمالنا أن يعيش أولادنا بسلام؟.
. ان الذكور اليوم يحققون أحلام (رالف بيترز ، اليهودي المتطرف) في خارطة الشرق الأوسط الجديدة ، المسماة بحدود الدم ، شيعة و سنة ، و بحماقة شديدة ، و تعصب أعمى بين منتقم لضحايا السنة ، و آخر لضحايا الشيعة ، و الشيعة و السنة براء من دم بعضهم البعض ، انما هي لعبة الدين المسيس ، او ما يسمى بالإسلام السياسي الذي فرق الناس تحت رايات الطوائف ، و الأعراق ، و الأديان كي لا يكون بينه ، و بين السرقة ، و السلطة المطلقة من ينتفض بوجهها ، و لذلك في بغداد بالذات التي لا يستحقها المفرطون بها من السنة و الشيعة و دورانهم في دوامة عمر بن الخطاب ، و علي بن أبي طالب منذ 14 قرنا ، رغم ان عليا لم يقتل عمر ، و عمر لم يقتل عليا ، بل لشدة تعاونهما مع بعض من أجل المسلمين قيل "لولا علي لهلك عمر". هل فكر المتناحرون من الرجال كم من أم سنية في العراق و أولادها من الشيعة؟ ، كم من أم شيعية و أولادها من السنة؟ ، كم من عربية و أولادها أكراد؟ ، و تركمانية و أولادها عرب ، و كردية و اولادها عرب أيضا؟ ، و كم ؟ و كم ؟ ، و كم؟ ، و الأمثال لا تحصى؟...
هل تسكن الشيعية في شيعيستان تاركة زوجها و اولادها في سنيستان؟ ، أم تسكن السنية في دولة سنيستان تاركة اولادها في شيعستان؟ ، و هذا المثلان ينطبقان على كل العوائل العراقية التي اختلط دمها بدم البعض... ، فهل من منكر ان هناك مسيحيات بأولاد مسلمين ضاقت بهن بلاد الرافدين فغادرن نحو بلاد الغربة في زمن القتل على الهوية و المذهب و العرق و الدين؟. يستحيل علي أن أسرد كل قصص الحب التي قامت تحت النخيل على ضفاف دجلة و الفرات ، و كونت هذه الأسر الملونة الجميلة كلوحة فنان مبدع.. بعد هذا الإمتزاج الذي لا فكاك منه ، يأتي القتلة من بلاد كانت ملكا للهنود الحمر فأبادوهم ، و كونوا قوة عبرت المحيطات نحونا لتبيد أولادنا ، تمنح بعض خونتنا سطوة التلاعب بنا ، فيفجرون مراقد الأئمة ، و الجوامع ، و الحسينيات ، و الكنائس ، و بيوت عبادة الصابئة المندائيين ، و الأيزيديين ، و يجعلون منا مجرد وحوش لا يردعنا دين ، و لا مذهب عن ذبح بعضنا البعض ، و اسرائيل على مقربة منا ترقص فرحا و طربا لإنتصارها العظيم؟ أين الرجال مما حل فينا يا نساء و في أولادنا؟..
اليهود على إختلاف عروقهم إتحدوا في وطن لا يملكونه ، و نحن نقسم وطنا واحدا منذ بدء التأريخ تحقيقا لحلمهم في دولة تمتد بين الفرات و النيل؟..
ما سر خضوع الذكر الشرقي خضوع العبد لذكر الغرب؟ ، و في بيته يغدو ملكا لا تجادله المرأة في قوامته عليها؟ ، علام هو قوام و حاله حال ربات الحجال أمام عدوه؟ ، يتذكر الدين حين يتزوج أربع ، و ينساه حين تستباح الأرض ، و يقتل الإنسان البريء ، و تؤكل أموال اليتامى ، و حق الفقراء في زكاة الأغنياء؟ ، إذا كان بعض الساسة و دعاة الدين قد قدموا مع الدبابات لنهب ثروات الشعب ، و وضعوا أقدار العراقيين في أيدي من لا يود لهم الخير ، فما بال الفقراء منهم يتبعون لصوصهم تحت رايات مذهبية ، و حزبية ، و هم لا يملكون قوت اليوم القادم ، و لم يمنحهم حزب ، و لا معمم حصتهم في عوائد بحيرة نفط يعوم فوقها العراق؟ ، يجهلون في أية لحظة ستنفجر مفخخة ما تخطف أعمارهم ، أهناك وطن في العالم تمتد فيه الأنهار من شماله الى جنوبه و تتفرع كأغصان الشجر ، و كل فرع منها قامت عليه حضارة ما ، في زمن ما تحت ظلال النخيل؟ ، أهناك وطن فيه خير الكون كله ، و يستورد حتى الماء من أهل الصحراء في الجوار؟.
يا أمهات العراق ، مامن أمل في ذكور ماتت رجولتهم يفرطون بأرضهم مجانا و دون ثمن من أجل عدو دفع بهم الى حرب لم تخطر على بال سنية تزوجت من شيعي ، او شيعية تزوجت من سني فأنجبت أولادا لا يعلمون لأي أرض ينتمون..........و كذا الحال بالنسبة لكل الوان الطيف العراقي.و لا يتبع التفريط بالأرض سوى التفريط بالعرض ، فهل ننتظر متى سيقيمون سوق عكاظ مجددا ليبيعونا شرعا وفق فتاوى دينية و مذهبية لصالح بني اسرائيل ، و بلاد العم سام؟..علينا مواجهة الحقيقة المرة ، لا رجال في العراق ينتصرون لدموعنا ، و نحن نرى الى نثار اللحم بعد كل إنفجار دون أن نعرف أية قطعة لحم منها تعود لولد كان يوما جنينا في بطن واحدة منا تنتظر ولادته بشوق.
هي جمهورية تحفظ حق أرامل الحروب بدءأ من حرب الخليج الأولى و انتهاء بحرب الطائفية التي لم تضع أوزارها بعد ، و حقوق الأطفال جميعا كله بسبب الزيجات التي كانت تحدث بشكل طبيعي بين مختلف الأعراق ، و الأديان ، و الطوائف ،فوجدوا أنفسهم مشتتين بين كردستان ، و شيعيستان ، و سنيستان ، و لم يبلغوا بعد سن الرشد ليقرروا مع من سيقيمون ، مع آبائهم من السنة؟ ، أم مع أمهاتهم من الشيعة؟ ، و بالعكس ، و هذا ينطبق على فسيفساء الوطن كله ، فلا ذنب لهم بأطماع دول الغرب ، و أزمة الطاقة و الرأسمال العالمية ، و عملائهم المقيمين تحت حماية جيوش معولمة ، و توزيع ما نملك وفق جهودهم في حربهم ضدنا.
حلنا الوحيد إزاء مصير دموي و حتمي ، الأم أولى بالحكم من ذكر لا يثأر ضد ظلم ، و لا تأخذه غيرة على وطن ، و لا يرى أبعد من شهواته ، و ليس له من دافع لحماية أولاده ، نحن من أنجبنا كل من يمشي على الأرض ، و مامن رجل كان أو يكون دون تضحياتنا التي لا يقدم عليها سوى مخلوق شجاع اسمه المرأة ، و لأنها من صنعت الحياة فليست بقاصرة عن إدارة شؤونها دون سطوة الذكور ، فمن إرتضوا التقسيم بخضوع شديد ، عليهم أن يستجيبوا لإرادة النساء ، قد عدمت الخيارات أمامنا ، و من هنا عليكن السير نحو أحلامكن بخطى ثابتة و واثقة ، في سبيل ما أنجبت البطون نجعل المستحيل ممكنا ، و للجبناء أن يكسروا حدودنا القائمة تحت شعار:( شحده اليوصل يم حدنا)*
__________________________________*مثل عراقي يعني لن يستطيع أحد بلوغ حدودنا.
إضافة تعليق جديد