لم كل هذا العنف ؟ لم كل هذه الغوغائية ؟ أديننا الحنيف يحثنا على كل هذه الهمجية ؟ أو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يحضنا على التدمير والتحطيم والحرق وسفك الدماء والعقول وإزهاق الأرواح ؟! لا وأيم الله .
متى كانت الغاية تبرر الوسيلة , حتى تكون لمثل هذه الغاية الدنيئة وسيلة عالية كل هذا العلو سامية كل هذا السمو كمثل رسول الله محمد ؟ من استنجد بهؤلاء المدعين الإسلام , بالزود عن رسول الله وحبيبه ؟ ! من سمح لهم أن يعيثوا بأرض الله الفساد باسم الإسلام ؟
و الإسلام منهم براء.
أنحن في حرب لإعلاء كلمة الله ورسوله و لا ندري ؟ لو كان الأمر كذلك , لم قمنا بتخريب وتدمير وإحراق مبانٍ في وطننا ، لأشخاص آمنين في بيوتهم سواء أكانوا أغراب عنا أم لا ، وكونهم أغراب فالزلة أكبر فمتى كان الإسلام ينتهك الحرمات عموماً وحرمات ضيوف في ديارنا خصوصا . ً أما إذا كنا ننادي بنصرة رسول الله نبينا الأعظم ؟! فالأحرى بنا أولاً : أن نبتعد بديننا الحنيف عن كل الملل والِنحل التي تخللته وغيبت جوهر الإسلام . وثانياً أن نترفع بديننا الحنيف عن كل الخلائط والشوائب من عادات وتقاليد لاتمت الى الإسلام بصلة وبعيدة كل البعد عنه . ثم نتساءل نصرة من ؟! يا الله أمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ننصر ؟! ونحن بالكاد وبصعوبة بالغة نستطيع أن ندفع عن أولادنا وأنفسنا مالحقنا من إفساد للعقول والضمائر ، و من إقحام للنفوس في شرك الهوى ، ومن محاولة إلصاق لرواسب مهترئة لدثار الدين ، ومن امتهان لكرامتنا ، فإذا كنا لا نستطيع نصرة أنفسنا والعيش الكريم ، فكيف ننصر نبينا ؟! فيا رسول الله محمد خذ بأيدينا عن كل الفتن المضرمة نارها . إن الله عز وجل قال وهو أصدق قائل : { واعلموا أن فيكم رسول الله } فمحمد عليه الصلاة والسلام لم يزل فينا دائما وما اعترى الموت منه إلا الجسد ، فما غاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عنا ليعود إلينا مرةً أخرى , ثم متى احتاجهم رسول الله ومتى استغاث بأمثالهم ليغيثوه , و متى استباح رسول الله البيوت الآمنة حتى يحلوا لأنفسهم استباحة البيوت الآمنة ، إن محمداً أقدس من أن يطاله فسقهم وإن ذات محمد أشرف من أن يدنسها مجونهم , فو الله هم الكفر بعينه ومعناه ، يعمون أعين الناس ويصمون أذانهم عن الحق ، وكل ذلك باسم رسول الله فقد قاموا باستخدام كلمة : رسول الله أطهر خلق الله لتهييج مشاعر الناس السامية تجاه رسول الله ، لمطامع دنيئة فهَمُهم الأوحد وشغلهم الشاغل مصالحهم الشخصية ، قاتلهم الله و لعنهم وأخمد نيران ما أشعلوا .
وامحمداه
يا من عرفتُ فيه نفس قد استْودِعَت
محض خيرٍ, بمحاسن الخُلقِ اكتملت
روحاً خالصاً مُستَخَلَصاً ,عقلاً إن خاطبت
سحراً جمالاً خالصاً , نوراً نظرت فوجدت
فما العمر كله إلا لحظة حقيقةٍ أبصرت
فيها رسول الله شمسا دفئا شبيها جذبت