آخر الأخبار

هل من جديد تحت شمس لبنان؟ 2/2

اقتباس:
فهل هذا جديد -سواء في لبنان أو في هذا الكوكب العربي (...)
هل هذا جديد؟

طبعا لا.

الإستبداد العرباني -و أرجو من الزملاء الماركسيين المعذرة: هذا ليس الإستبداد الشرقي ، إنه الإستبداد العرباني ...
ذلك أن إيران و تركيا بلدان شرقيان لكننا لا نلاحظ لديهما الوخم العرباني...
ذلك أن الهند و باكستان بلدان شرقيان لكننا لا نلاحظ لديهما الوخم العرباني...
ذلك أن ماليزيا و أندونيسيا بلدان شرقيان لكننا لا نلاحظ لديهما الوخم العرباني...
إلخ...

أقول:

هذا الإستبداد العرباني الذي ورثناه من منطلق و كنتم خير أمة ، و من منطلق و لن ترضى عنك اليهود و النصارى ، و إلخ... هو استبداد يتجلى في النقاط التالية:

- جعل معتقد الشخص يعلو فوق معتقدات الآخرين بما لا يدع أي مجال للحلول الوسط: و و اقتلوهم حيث ثقفتموهم ، و لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، و لا صوت يعلو فوق صوت معرفة الحئيئة ...

- و منه منطق التخوين لكل من يحاول أن يشير لأي نقطة أخرى: فمالك بن نويرة قـُـتل لأنه جرؤ أن يناقش في خلافة أبي بكر، و الحزب القومي السوري استؤصل لأنه عارض توجهات حزب البعث، و المظاهرات التي تطالب بتخفيض سعر المازوت في لبنان هي مظاهرات خونة (و إن كان الإستئصال لم يتم حتى تاريخه فهذا لا يغير في الأمر شيئا: لقد سبق للشعب اللبناني الشقيق و برهن على قدرته أن يذبح الناس على الهوية... فهذه النقطة هي قضية وقت لا أكثر).

لن أتابع في وصف الوخم العرباني... لكني سأوجز:

يعتقد الكثير من اللبنانيين أنهم ليسوا عربا، و هذا صحيح من حيث القشور. من حيث الأشياء الثانوية... لكن من حيث الشيء الأساسي، من حيث:
- العقلية الإستبدادية،
- العقلية الإقصائية،
- المنطق التخويني،
- التعصب الطائفي،
- نفسية القطيع و اتباع الزعيم،
- إلخ...

فمن المؤكد أن الإشقاء اللبنانيين هم عرب لا بل اللبنانيون هم أعرب الناس لسانا و أجحش الناس عودا...

فهذا يجيب على السؤال الثاني... هذا ليس جديدا على هذا الكوكب العربي البائس...

طيب... فهل هذا جديد على لبنان؟
نقول... و عمر القارئين يطول:
طبعا لا!

فمنذ 1840 حين استعان الموارنة بجيش ابراهيم باشا كي ينتقموا من الدروز...
وصولا لعام 1960 حين استعان الدروز بالدولة العثمانية و استعان الموارنة بفرنسا كي ينتقم بعضهم من البعض الآخر...
وصولا لعام 1920 حين استعان الموارنة بفرنسا كي يخضعوا بقية طوائف لبنان لهيمنتهم...
وصولا للإستقلال اللبناني(1943) حين استعان الموارنة، الدروز و السنة بميزان قوى دولي كي يبنوا بلدهم على حساب الشيعة...
وصولا للعام 1958 (تدخل أمريكا) ...
وصولا للعام 1976 (تدخل سوريا)...
وصولا للعام 1982 (تدخل إسرائيل) ...
وصولا للعام 2005 (تدخل مليص )...

تاريخ لبنان هو تاريخ طائفة (أو تحالف طائفي) تستعين (أو يستعين هذا التحالف) بقوة خارجية ما بهدف سحق أعدائها (أو أعداءه) للأبد... يا لاعق بسطار الأسد!

هذا هو تاريخ لبنان الشقيق: طوائف تحاول أن تنيك أم طوائف مستعينة بقوة أجنبية... و كل منهم لا يستنتج أي شيء من فشل من سبقوه بل يظن أن سينجح حيث فشلوا...

لا جديد تحت شمس لبنان... و لا تحت قمره!

انتهى.‬