آخر الأخبار

التطوير والتحديث ليس مجرد أجهزة

تدخل أحياناً الى بعض الدوائر الرسمية والمؤسسات فترى بعض الموظفين وقد تسمروا أمام أجهزة الكمبيوتر منهمكين في الضرب والكبس على الأزرار يتابعون العمل الذي بين أيديهم بشغف واهتمام بالغ، لايغمضون أعينهم خوفاً من ضياع اللحظة، يقطبون حواجبهم تارة ويضغطون على الشفاه من شدة الإثارة تارة أخرى.. فعندما ترى أحدهم على هذه الدرجة العالية من الاهتمام تخجل كمراجع من مقاطعته لمتابعة معاملتك أو توقيع أوراقك وتنتظر حتى يفرغ من عمله «المهم» لكن الأمر يطول.. وإن تجرأت في التعليق والمقاطعة يرمقك بنظرة استهجان وصوت متعال يرد عليك ألا ترى أني مشغول..نعم مشغول.. لكن بلعب الورق أو ألعاب أخرى على الكمبيوتر، ونظراً لوضعية تلك الأجهزة المعاكسة لايمكنك ان تعرف أو ترى بما هو مشغول فتضطر للصمت وتقتنع آسفاً بما يقول.

فبعض المؤسسات والدوائر قامت بشراء أحدث الأجهزة والبرامج الحاسوبية المتطورة وصرفت عليها مبالغ طائلة وظنوا بهذه العملية أنهم يحققون معادلة التطوير والتحديث، لكن للأسف فقد ركنت هذه الأجهزة في بعض الأماكن على المكاتب والرفوف، وتحولت في أماكن أخرى الى مجرد أتاري للعب وتمضية الوقت.. واحتفظ الموظفون واداراتهم بالطريقة الروتينية الورقية المتبعة في الاجراءات والمعاملات في حين كان من المفروض توظيف تلك الأجهزة في تطوير وتسريع آلية العمل نظراً للفائدة التي تقدمها من اختصار الوقت والورقيات. ‏

فالتطوير والتحديث ليس مجرد أجهزة وبرامج حاسوبية على درجة عالية من التطور بل هي عملية ديناميكية تهتم في تطوير طريقة التفكير وتحديث الذهنية في أسلوب التعامل واستخدام كافة الامكانات والقدرات ومن بينها الأجهزة والمعدات بما يخدم تطوير وتحسين آلية العمل. ‏

‏ -تشرين .

atefafif@scs-net.org