الانقلاب القدوة
في 30 من آذار 1949م تم انقلاب حسني الزعيم في سورية والذي يعد الانقلاب الأول في تاريخ الدولة العربية الحديثة، ويعد أيضاً القاعدة الأساس التي شرعت للمنقلبين ارساء انظمتهم التي اتت بانقلاب وذهب غالبيتها بانقلاب كذلك!
البطاقة الشخصية
هو حسني ابن الشيخ رضا بن محمد بن يوسف الزعيم. ولد في حلب عام 1897، كان والده مفتياً في الجيش العثماني، وكان فاضلاً من رجال العلم، استشهد في هجوم على قناة السويس في الحرب العالمية الأولى سنة 1915. أما والدته فكردية، وله شقيقان: الأول الشيخ صلاح الزعيم والثاني بشير الزعيم.
نظم الانقلابات في الميزان
كما يعد انقلاب حسني الزعيم هو الاول من نوعه في العالم العربي فهو أيضاً ليس الأخير بل كان باباً واسعاً فتحه الزعيم على سورية والعالم العربي بأكمله فهو من سن هذه السنّة سورياً وعربياً حتى لم يكد عام 1949 ينتهي إلا وقد هز سورية ثلاث انقلابات عسكرية:
الأول- انقلاب العقيد حسني الزعيم الذي استمر 139 يوماً والذي اطاح بالرئيس السوري آنذاك شكري القوتلي وحكومته.
الثاني- هو انقلاب العميد سامي حناوي بتاريخ 14 (آب) 1949 والذي فرض سيطرته على السلطة واعدام حسني الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي.
والثالث- هو انقلاب العقيد أديب الشيشكلي يناير (كانون الأول) 1949.
وبالعودة لانقلاب حسني الزعيم نجد أن معالم سياسة الزعيم قد رسمت في صباح 30 أذار عبر إذاعة أربعة بلاغات عسكرية بتوقيع القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، ترواحت بين كسب رضى الشعب مع التسليم بالانقلاب مروراً بمنع التجول وتحذير الأفران وتجار المواد الغذاية من عواقب رفع الاسعاروصولاً للتهديد بالإعدام الفوري لكل من تسول له نفسه حمل السلاح.
نهاية الزعيم
عرف الزعيم بولائه وسياسته الموالية للغرب والاتفاقيات الاقتصادية التي وافق عليها مع الشركات الأمريكية والبريطانية واعفائهم من الرسوم والضرائب ومنحهم صلاحيات ضخمة وواسعة جداً، كان لها الأثر الأكبر في هبوط شعبيته المتضعضعة أصلاً بين عموم الشعب ما حذا بخصومه العسكريين إلى محاصرته والقبض عليه مع رئيس وزرائه ومستشاره نذير فنصة، أعقب ذلك اجتماع للمجلس الحربي الأعلى برئاسة سامي الحناوي والذي أجرى محاكمة عسكرية سريعة وحكم على إثرها بإعدام حسني الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي.
وبعد لحظات من صدور الحكم نُفذ بهما حكم الإعدام رمياً بالرصاص، وذلك في 14 آب 1949، لتنهي بذلك فصول اولى الانقلابات العسكرية في سورية والعالم العربي.