عدد كبير جدا من تذاكر السفر لن يستخدم , و ستقلع طائرات الأسطول السعودي برشاقة و خفة و المقاعد الشاغرة ستتسيد الموقف !
مضيفات الخطوط السعودية هذا الصيف سيشعرن بالملل الناتج عن الفراغ مع كل رحلة متجهة إلى شرق آسيا , القاهرة , المغرب العربي ..الصحف اليومية المخصصة للمسافرين على متن السعودية ستعود إلى السعودية جديدة غير مجعلكة .. المناديل المعطرة و الملاعق البلاستيكية لن يتم استخدامها .. ستر النجاة الموضوعة تحت المقاعد لاستخدامها عند الكوارث الجوية فوق المسطحات المائية لن تتم سرقتها هذا الصيف .. وجبات الطعام الجوية لن تجد من يلتهمها على ارتفاع شاهق .. باستثناء الوجبات المخصصة لركاب الدرجة الأولى الذين لم يتأثروا بالتصحيح العنيف للسوق !
هذا الصيف لن يكون هناك جني أرباح و سفر , و إنما جني أرواح و طفر .. قد تسعف الظروف بعض من خسروا في أسهم الخشاش الرخيصة , بالسفر برا إلى دول سياحة الخشاش بواسطة حافلة رخيصة , في فرصة لن تكون سانحة في صيف العام القادم لو فعلها المؤشر مرة أخرى .. حيث سيتعذر حينها السفر حتى إلى الحارة المجاورة .. و سنعدم كل وسائل النقل بما فيها الحافلات الشعبية و قد يضطر البعض إلى ركوب الحمير !!
لن أستبق الأحداث , و سأبقى في هذا الصيف الذي سيعبر خاليا من الذكريات و الأجواء الجميلة التي طالما خلقناها في الحل و الترحال .. هذا الصيف (البايخ) ستفتقدنا موظفات الاستقبال في فنادق الخمس نجوم في العواصم العربية و الغربية .. و ستفتقدنا النادلات الجميلات في المقاهي و الحفلات .. ستفتقدنا الأماكن التي اعتدنا على المرور بها في مواسم الحب و السفر !
هذا الصيف ستنتصر لجنة تنشيط السياحة الداخلية في المملكة , حيث تمكن مؤشر سوق الأسهم في ثلاثة شهور فقط من تحقيق الأهداف التي فشلت هي في تحقيقها على مدى سنوات طويلة .. و سنشاهد أخيرا شباب الوطن يقضون الإجازة في ربوع الوطن .. يحضرون مهرجانات الوطن و أمسيات شعراء الوطن . يستهلكون كميات تجارية من المعسل و المشروبات الغازية .. يتابعون مسلسل السهرة و منتخب الوطن المشارك في نهائيات كأس العالم .. يشجعونه بحماس , و على الرغم من ذلك سيخرج المنتخب من الدور الأول على يد منتخب لم يتم دعمه بالقدر الذي دعم به منتخبنا !!
بالنسبة لي , سأحترم نفسي و سأقضي هذا الصيف في شقتي الجميلة .. ,
لن أسافر حتى لا أكون عرضة لتندر و سخرية الآخرين من سوقنا الذي هوى و ذهب بالأموال دون أسباب منطقية .. و من منتخبنا الذي سيكون حينها قد خرج في نهائيات كأس العالم دون أسباب منطقية .. سأشتري قردا جميلا للتسلية و بطيخة للمزمزة أثناء السهرة و رواية رجاء الصانع التي سأعترف هنا لأول مرة أنني سخرت منها دون أن أقرأ حرفا واحدا منها , من باب المثل الشعبي الجواب يبان من عنوانه !
*كاتب سعودي