يستفزك منظر تلك الكراسي البلاستيكيه والطاولات المنتصبه فوق رصيف كورنيش جبلة ..
يجلس الناس بين الناس ,وهم يقرقرون النراجيل ويتجهون بأنظارهم الى تلك الجموع البشرية
التي تتمشى على الكورنيش..
تتساءل أين يغسلون الكاسات والصحون ...وأين يخرج هؤلاء لقضاء الحاجات ...ومن يحاسبهم على
تلويث الشاطىء الجميل بشتى أنواع الملوثات ,من كاسات البلاستيك الفارغة وعبوات المياه الى بقايا
الطعام والصرف.
تمتد هذة الكراسي كالسرطان ..لتلتهم أجزاء كبيرة من الكورنيش ..
حتى الحدائق الصغيرة أجرت ..وتم قبض الثمن .
وكان يوجد في الزمان حديقة صغيرة أمام مقر الشبيبة ..تم تأجيرها أيضا وأصبحت تعرف منذ زمن ..ب منتزه الشبيبة وهو مقهى للعب الشدة وتدخين الأراكيل ...والشبيبة ..في طفر يعمهون.
ولن تتفاجىء في حال بقيت الأمور سائرة على هذا المنوال ..بتأجير مقر رابطة الفلاحين ونادي المعلمين ...وافتتاح منتزه باسم صغار الكسبة والمثقفين الثوريين ...على مبدأ..شاليهات العمال والفلاحين !!!
ولن تتفاجىء بمقر البلدية اذا تم تأجيره يوما ما...فلا زالت بضعة أشجار منتصبة هناك وتم دفع مبالغ لا بأ س بها لتجميله ..وزرع القرميد...أي باختصار كل شيء جاهز .
تمر عبر الشوارع ...وتبحث عن الأرصفة ..ملاذ الناس الآمن من السيارات التي انتشرت كالفطر...وجاءت من كل حدب وصوب ..حتى سمعت بأن بنغلادش تفكر حاليا بتصدير السيارات الينا!؟
فلا تجدها...لقدتم تأجيرها أيضا..لأصحاب الدكاكين والبسطات والعربيات ..
والشاطر هو من يسرع ويضع قائمتين من الحديد ويصلها بجنازير حديدية ومن ثم يصبح الاقتراب ممنوع ..
والشوارع نفسها ..احتلت من قبل البسطات والعربيات ...الذين يتفنون في خداع الناس البسطاء ..اذ ينجذب هؤلاء لمنظر الخضار والفاكهة المعروضة بشكل جميل..وعند الشراء يتم السحب من أسفل هذة الكومة الجميلة وهذا الأسفل هو أسفل.
وهؤلاء هم أجراء عند أصحاب الدكاكين والنفوذ..حتى أن أحدهم يملك أكثر من عشرين بسطة وعربة خضار في أنحاء البلد...
تخرج من هذا البازار الكبير...قاصدا الريف والروابي والأنهار...ملاعب الصبا..
لتطالعك نفس المشاهد..
فالأنهار قد استبيحت للمجاري...والمقاصف .
والروابي قد طوبت...
ولم يبق رعش ..أو سنديانة..أو حتى كومة أحجار...لم تسجل باسم أحد ما..
لقد باعوا كل شيء يا جدي..
حتى الهواء ..محجوز لأصحاب المعامل ومكبات القمامة
حتى البحر..الواسع..محجوز للمجارير
نحن؟!
لا لم يبيعونا بعد يا جدي..
ليس كرم أخلاق منهم..وضنا بنا..
لكن يبدو ...أنه ليس ثمة سعر لنا في هذا البازار.