آخر الأخبار

حكايات (2) : الرأي الآخر

الحكاية الثانية من حكايات بسيطة : الرأي الآخر ضرورة حياتية يوميه
كل منا يرتكب أخطاء" بين الفترة والأخرى ولكن أكبر هذه الأخطاء تلك التي نرتكبها مع أولادنا لأن العلاقة محكومة بالأبوة المقدسة في مجتمعنا الشرقي وأخطر ما في تلك الأخطاء بأنها لا تخضع للمكاشفة ولا للنقد ولا تترك أثرها عند الأولاد وهنا لابد من الحوار الصادق والعفوي والجريء والبناء ..فكيف ذلك : أسوق هذه الحكاية التي حصلت بيني وبين أولادي : لقد جلسنا في سهرة حوارية كتلك التي اعتدتها معهم وطرحت عليهم سؤالا" مباشرا" بسيطا" وهو : من منكم يعرف الثقة بالنفس وتراوحت التعريفات من تعريف محدد إلى تعريف الثقة بالنفس بأنها الثقة بالنفس وتوافقنا على تعريف حيث أنني نفسي لا أعرف تعريفها بشكل دقيق .وكان السؤال الثاني : هل تثق بنفسك ؟ وتراوحت الأجوبة بين نعم وبين قليلا" ولا ..فكان السؤال الثالث : ما هي أسباب عدم ثقتك بنفسك ؟ وأعطيت الخيارات التالية : أهلك - مدرستك - أصدقاؤك - ..الخ وعندها كان السؤال الرابع : كيف ساهموا بعدم ثقتك بنفسك ؟ وأعطيت مجموعة خيارات : لا يسمعون رأيك - لا يلبون احتياجاتك - يطلبون منك أشياء بأوقات لا تناسبك - لا يتركون لك مساحة للعب - بالمدرسة تخاف من المعلم - من الأساتذة - من الطلاب الأكبر منك ومجموعة خيارات أخرى لا مجال لتعدادها الآن فكان السؤال الخامس : هل يمكن أن تكون واثقا" بنفسك ؟ وكان الجواب نعم بالتأكيد ؟ فقلت بالتأكيد ؟ قالوا نعم 00 قلت هل أجرب فقالوا نعم 0 وعندها سألتهم السؤال الصعب وهو : هل لديكم الثقة بأنفسكم لدرجة مفاتحتي بأخطائي التي ترونها دون حرج أو خوف ؟ وهنا تلعثموا واحمرت وجوههم وبدءوا يتلكئون ..فقلت ما بالكم ألستم واثقين بأنفسكم وعندها طابت الجلسة يا شباب وتاري أولاد الـ ...شو حاملين علي حملات وحكي واصبر كنوا فيك تصبر وفي تساؤل هادئ خطر في بالي كم أفادوني فإن كانوا مخطئين حاورتهم وإن كانوا غير مخطئين علموني كيف أتجاوز أخطائي وعندها سلمت بأن الرأي الآخر ضرورة حياتية يومية وليست شعارا" حكوميا" أو مؤسساتيا" فقط ,أرجو أن أكون قد وفقت بالطرح وشكرا" لسعة صدركم.
Alafeef @scs-net.org