آخر الأخبار

أصحاب الدراجات النارية بين مطرقة الجمارك وسندان المهربين

الحكاية الرابعة من حكايات بسيطة : أصحاب الدراجات النارية بين مطرقة الجمارك وسندان المهربين
أرجوكم اعذروني لصدقي ومباشرتي لأنني لا أقصد الإساءة لأحد وإنما توصيف واقع كما يحكيه كل مواطن سوري له علاقة بالموضوع :
في هذه الأيام تنشط دوريات الشرطة والجمارك لمسك وحجز الدراجات النارية المنتشرة في محافظة حماة ومنطقة الغاب خصوصا" مشكلة هزة اجتماعية وإنسانية بين الطبقة الفقيرة التي يستهدفها القرار حيث أعداد هذه الدراجات هائلة جدا" والاعتماد عليها بالشأن الاقتصادي والخدمي بسبب اعتماد الناس عليها بشكل رئيسي جدا" بالنقل والعمل بالأرض وغيرها ..وتستخدم أيضا" بحركات الصياعة لبعض الشبان والسرعة مسببة الحوادث المميتة وكل مواطن رأى مشهد الشبان الذين يهربون هذه الدراجات وبأعداد كبيرة جدا" بالدفعة الواحدة أكثر من 150 مئة وخمسين دراجة وانتشر بين الناس تعبير( اشتروا الطريق) وأنظر للمشهد كمواطن وأتساءل ككل مواطن الأسئلة التالية :
1 - هل تريد الدولة محاربة ظاهرة الدراجات أم تريد محاربة الدراجات المهربة 2- هل تعلم الدولة عدد هل الدراجات وكم تخدم اسر
3- هل تعلم الدولة كيف تستخدم هذه الدراجات : - الزراعة -النقل لأماكن العمل - تخديم محلات السمانة الصغيرة ..الخ
4 - هل أحصت الدولة عدد الحوادث التي تحصل بسبب هذه الدراجات وأعمار مسببي الحوادث وعدد الأموات بينهم 5- كم قبضت الجهات الوصائية لقاء تمرير هذه الدراجات إلى سوريا من لبنان 6- كم ربح المهربون على هذه الدراجات 7- كم دفع الفقراء ثمن هذه الدراجات وكم تمثل بالنسبة للناتج المحلي للقرية الواحدة 8- هل الدراجات التي يستخدمها الشبان بالتشفيط والسرعة ومعاكسة البنات في المدرسة هي نفسها تلك التي تستخدم بالعمل وفي حال كان الجواب لا كم عددها 9- كم يبلغ عدد الدراجات المسروقة باليوم الواحد وهل يبلغ عنها أصحابها حتى لا يتم تغريمهم بستة أضعاف ثمنها في حال تم مسك السارق وعرف صاحب الدراجة فيصبح السارق يسرق مالا" ليس له صاحب 10 - من المسئول عما يحصل هل هو المواطن أم الدولة أم المهربين أم كلهم مجتمعين وفي حال كان الجواب كلهم لماذا تحل على حساب المواطن أم أنه كما درجت العادة تنقطع السلسلة عند الحلقة الأضعف وهي المواطن ..أسئلة وأسئلة ..وأخرى ,تذكرني بحادثة حصلت في عام 1987 شنت الدولة حملة على التهريب والمهربين وفي أثناء الحملة حصل سوء فهم بين مسئولين كبيرين لا ضرورة لذكر الأسماء فكانت النتيجة وقف فعلي للتهريب حيث عندما تعلق بين الكبار يخاف الصغار وكنا عساكر كل منا يحضر من لبنان علبة سمنة ودستين كاسات شاي ..وبعد مدة من توقفنا من التهريب وقف احد عناصر الجمارك خلف السيارة زيل 130 التي تقلنا وقال أين التهريب فقلنا له لا يوجد معنا تهريب فقال ليش فقال أحد العساكر عبارة طلعت معه ( والله يا سيدي ما معنا مصاري ) وعندها قال له العنصر أن بدينكم مصاري وتسددوني ,هذه الحادثة تذكرني اليوم بما يحصل وأتساءل في حال توقف التهريب ولم يبقى مع المهربين مصاري هل سيقوم أحد بإقراضهم المال ,وهل دخلت هذه الدراجات إلا بمعرفة هؤلاء وبإشرافهم ,مع توقي الشديد لانتهاء ظاهرة التهور بركوب الدراجات التي تودي بحياة العشرات والمئات بدون ذكر في ضبوط الشرطة ,وتشوه آلاف الآخرين سنويا"
لو كنت من أصحاب القرار لاتخذت القرار التالي :
1-يعطى أصحاب الدراجات مهلة ثلاثة أشهر لتسوية أوضاع دراجاتهم
2- يسدد رسوم تسجيل ولوحات وأوراق كاملة لقاء مبلغ بين 50 و 100 ليرة سورية عن كل سي سي يعني الدراجة هوندا 125 رسم تسجيلها 12500 ليرة سورية
3- تكليف البلديات بتسجيل هذه الدراجات حتى لا تشكل عبء على دوائر المواصلات
4- تشديد الضوابط على الحوادث التي تسببها الدراجات وخاصة" تلك التي تودي بحياة الناس
اقترحت ذلك حتى لا يشعر المواطن والفقير بهذا البلد أنه المستهدف دائما" ويقع بين مطرقة الجمارك وسندان المهربين والجماعة استفادوا وهو أكل..بعيد العنكم.

alafeef@scs-net.org