قال أيسوب المخذرف:
زعموا أن دجاجةً أرادت أن تطيرَ ذات صباح، فحزمت أمتعتها وغادرت قنّ الدجاج غاضبة متبرمةً من عيشتها الأولى. أخذت الكتاكيت تصرخُ خلفها: إلى أين أنتي ذاهبة أيتها الدجاجة المجنونة؟
فأجابتهم بملئ صوتها المبقبق: إلى الفضـــــاء..
أخذت الدجاجة تمشي في الطريق الوَعِرة المؤدية إلى أعلى الجبل حتى صادفت في طريقها حماراً. استوقفها الحمار وسألها بفضول:
إلى أين أنتي ذاهبة أيتها الدجاجة المجنونة؟
أجابت الدجاجة:
إلى الفضاء.
هل لي أن أصحبكِ في رحلتكِ؟
أتشرف بذلك.
أخذ الحمار يمشي بجانب الدجاجة حتى صادفوا عصفوراً يحلق فوقهم. زقزق العصفور قائلاً:
إلى أين أنتي ذاهبة أيتها الدجاجة المجنونة؟ إلى أين أنت ذاهب أيها الحمار الفصيح؟
إلى الفضاء.
إلى الفضاء.
أجاب الإثنان.
نظرَ العصفور إليهما بعجبٍ وقال: هل لكما جناحان؟
أجابت الحمار: لا.
أجابت الدجاجة: نعم.
قال العصفور: أستطيع أن أتصور طيران الدجاجة لامتلاكها الأجنحة. ولكن أن يطير حمار! هذا فوق تصوري وتقديري.
قال الحمار: ليس السر في الأجنحة، ولكن السر في العقل.
انطلق الثلاثة حتى وصلا إلى أعلى التلة. صاح العصفور:
هيا أرياني من يستطيع التحليق منكما.
قال أيسوب المخذرف: قفزت الدجاجة فسقطت من أعلى الشاهقِ. وقفز الحمار فحلقَ عالياً وغادر نحو النجوم!!