hnayyouf@hotmail.com
_______________________________________
روى لي بعض الأصدقاء، في مدينة جبلة، أن أحد أعضاء مجلس الشعب من إحدى قرى جبلة، والذي شغل كرسيا في المجلس منذ الثمانينات حتى نهاية التسعينات، نطق مرة واحدة في المجلس، وهي عندما تحدث عن صفقة ألبسة داخلية لأحد أصدقائه من التجار.
تعيش سوريا اليوم أجواء الانتخابات التشريعية، وبالتأكيد هناك الكثير من المرشحين في جبلة، الذين سيدخل بعضهم مجلس الشعب، ولكن لا نعرف إن كانوا سيدخلون للنوم أو الحديث عن صفقة ألبسة داخلية أخرى.
لا أعرف جميع أعضاء المجلس عن جبلة خلال الدورات السابقة، ولكن أعرف ذاك الشخص الذي تحدث عن صفقة الألبسة الداخلية، وأقول- وأنا بكامل الوعي- أنه لا يصلح مختارا على قريته ولا حتى رئيسا لجمعية فلاحين فكيف به عضوا في مجلس الشعب !
خلال "تمثيله" للشعب على مدار سنوات، لم يقدم إلا على أذية الشعب من أبناء قريته. قرّب الفاسدين والمرتشين إليه، ولاحق الشرفاء. كان يظن نفسه صلاح الدين أو شارل ديغول حتى أنه صار يتدخل بكل شئ في قريته مهما كان تافها. وذات يوم تجرأ أحد البعثيين الشرفاء على مواجهته، فما كان منه إلا أن يكتب تقريرا أمنيا ضد هذا البعثي الشريف بتمهة "الثرثرة".
وهذا "العضو" ، وحسب الناس القريبين منه، لا يجيد قراءة خبر صحفي ولا يعرف شيئا عن التاريخ السياسي في بلده، ومعرفته كلها مقتصرة على حكايا الجدات في ضيعته وكيف يجب أن يتدخل في الخلافات العائلية والقروية ليفرض نفسه عبر البطش والقوة.
وصار البسطاء من الناس يصدقون ما يشاع حول قوته واحترام الدولة له، حتى أنه إذا انقطعت الكهرباء في قريته وعادت فورا كان بعضهم يقول " أكيد أبو ... موجود بالضيعة هذه الأيام".
لن أتحدث هنا عن وصول هذا العضو إلى المجلس، وكيف قضى فيه طيلة هذه السنوات. ولكن أتساءل بحزن: ألا تستحق مدينة جبلة وريفها، عضوا في مجلس الشعب يهتم بمشاكل جبلة ويسعى لحلها. ألا تستحق الشوارع عضوا يترجل من سيارته ويمشي بين الناس .. ألا تستحق جبلة شخصا يرفع الصوت من أجل الشباب العاطل عن العمل فيها.. ألا تستحق جبلة من يقول إن ريفها من أجمل مناطق العالم ومع ذلك لا أحد يعرف عنه شيئا ولا سياحة فيها ..
إن جبلة- بريفها ومدينتها- تستحق رجلا شجاعا نائبا عنها في مجلس الشعب وليس أميا يجيد الحديث فقط عن صفقات الألبسة الداخلية !