قرأت مرة خبرا في إحدى المجلات يقول أن دخل مصر من الراقصات يعادل دخلها من النفط، فالراقصات في مصر يدفعن ضرائب، بل إنهن يشكلن مطرحاً ضريبياً مهماً جعل مصر أقل تأثرا بإزالة الرسوم الجمركية في تجارتها مع الدول العربية، وأقل اهتماما بتزوير شهادات المنشأ.
في سورية لادخل لخزينة الدولة من الراقصات (لانريد .... الله يغنينا) ولكن أردنا أن نقول لكم أنه يوجد في سورية ما لايقل عن 3500 راقصة محترفة... إلى جانب الكثيرات من غير المحترفات، واللواتي دفعتهن الحاجة لهز الوسط من أجل بعض النقود.
وكل ذلك تحت لواء ظاهرة الدعارة في البلد، والتي يقال أنها تؤمن دخلا قوياً للسياحة السورية دون أن نعرف كيف تحسبها وزارة السياحة في أرقامها طبعاً .
على كل هذه الراقصات يدفع لهن يوميا مبالغ تتراوح بين 1000 ليرة وتصل في بعض الأحيان إلى 5000 ليرة يوميا، وهذا يعني أن كتلة نقدية كبيرة تذهب إلى هذه الراقصات، يوميا وشهريا.. بمعنى أنهن استطعن .. أو لنقل استطاع من يقوم بصناعتهن بتأمين اقتصاد خاص بهن.
مايبعث على ا لحسرة في النفس هو صغر الفتيات اللواتي يلجأن إلى مهنة الرقص في الملاهي. وتعرضهن للاستغلال من قبل أشخاص مهتمهم البحث عن مثل هذه الفتيات، والتفريد بهن.
يقول مروان علو: مهمتنا البحث عن فتيات صغيرات وأحيانا لا يحتجن للتدريب، يوجهن إلى العمل مباشرة، وغالبا ما نأخذ 50% من دخلهن ثمن أتعابنا، فنحن من نؤمن لهن العمل والمكان ونقوم بحمايتهن.
مها عمرها 15 سنة التقت بمروان قبل ستة أشهر، ذلك اللقاء كان كفيلا بإيجاد فرصة عمل لها في أحد ملاهي معربا، دخلها الشهري كما تقوم يصل إلى أكثر من 30 ألف ليرة في الشهر عندما غصنا في الأسئلة مع مها، اعترفت أنها اختارت طريقا سيئا لحياتها، وأنها تجبر أحيانا على ممارسة الدعارة من أجل المزيد من الأموال.
أبو رامز: لا ندري إذا كان هذا اسمه فعلا، قال لنا أن هناك وفرة في الراقصات، ومن تكبر قليلا تواجه صعوبة في الحصول على العمل، فكلما كانت الراقصة صغيرة كلما كانت مرغوبة أكثر، للرقص ولأشياء أخرى...
في الحقيقة أوحى لنا أبو رامز أنه ليس بإمكان أحد الحد من ظاهرة الملاهي وبالتالي لايمكن الحد من الظواهر التي تحتويها هذه الملاهي، من دعارة وسكر وعربدة وتجارة رقيق، ولعل الرقص أقل الأمور فحشا...
وإذ سألنا ابو رامز ألا تخاف ربك... فقال لنا: إنها لقمة العيش، وهنا توقفنا عن السؤال، فالرجل غير تقي، مثله مثل كل من يمارس مهنته.
ومرة أخرى ألا يستحق تكاثر الملاهي في سورية جهة حكومية توقفه، وترجعه للوراء.
وألا تستحق الصيحات المتكررة من الأهالي معالجة الظاهرة، وفي كل ذلك نعجب من أن تكون الملاهي طرفا في العملية السياحية ونحن في بلد أهدته الحضارات أرقى ما قدمه الإنسان من آثار وأماكن دينية.
بقي أن نقول.. أن الراقصات اللواتي نتحدث عنهن ينتمين إلى كل الجنسيات.. بلا تفريق، عربية وأجنبية أخيراً يبدو أن اقتصاد الخفاء في سورية هو اقتصاد قوي ويقوى أكثر فأكثر، وشبكاته متغلغلة في كل مكان...
والله يبعدنا .... ألا تعتقدون معنا أن كل الجهات المعنية لا يهمها ما تحدثه تلك الملاهي التي أصبحت تملأ المكان.. القريب والبعيد .