آخر الأخبار

أنسى الشيوعية، أو بعها للسياح!

- خنادق.. سراديب.. مقابر تحت الأرض.. قواعد غواصات. هذه هي بعض أجزاء الصورة التى تكونت عن ألبانيا أثناء النظام الشيوعي الذي حكمها. والآن إذ تتعطش لاستغلال إمكانياتها السياحية، لا تتردد ألبانيا فى تسويق ماضيها طالما يرغب السياح فى التعرف عليه.

إمكانية الترويج لما يسمى الآن "سياحة التراث الشيوعي" قائمة على الرغم من تطلع الألبان لتشكيل هوية وطنية خالية من الشيوعية فى مواجهة الاهتمام المتزايد الذي يبديه السياح الغربيون ببقايا الماضي الشيوعي.

فتقول نفيلا بوبا، من وكالة المعونة الأمريكية فى ألبانيا "إذا كان الناس مهتمون بمجرد 50 سنة من التاريخ، فلا مانع من تعريفهم بها"، وهو ما يؤكده غنت ماتى، بمكتب السفر الألباني، قائلا "هنالك اهتمام بأفعال ذلك النظام الغريب الشاذ".

عانت بعض الآثار من ذلك العهد من الدمار والتحطيم على أيدي الأهالي الغاضبين، لكن الكثير منها ما زال قائما. فيشرح ماتى ل "آي بى اس"، "لدينا الكثير من مخلفات الشيوعية التى يعذر تفاديها، فهي مرئية منظورة. أنها جزء لا يتجزأ من تاريخ ألبانيا، وهى حاضرة بيننا أكثر من أي أثار أخرى".

بالفعل، لدى الوصول إلى العاصمة تيرانا، يتضح على الفور أن الطراز المعماري الغالب هو "الطراز الاشتراكي"، ويزداد هذا وضوحا لدى زيارة متحف التاريخ الوطني الذي هو فى حد ذاته دليلا بينا على هذا الطراز.

حلت الشيوعية بألبانيا فى عام 1944، وحافظت على علاقات عادية سليمة مع غيرها من الدول الاشتراكية حتى 1961، حين قرر الحاكم ايفير هوكسا القطيعة مع الاتحاد السوفيتي "الرجعى" والتقرب من الصين.

ثم حاكى هوكسا مفهوم "الثورة الثقافية" الصينية، لكن تحالفه معها دام حتى 1979، حين طبعت بكين علاقاتها مع واشنطن، فاستاءت تيرانا وقررت السير على طريقها القومي الذاتي، مما وضعها فى حالة عزلة تامة ووسط مصاعب اقتصادية متزايدة.

هذه العزلة أثارت اضطرابا كبيرا لدى النظام الحاكم، فانكب على بناء 750،000 خندقا بين 1974 و1986 لحماية الألبان مما وصفه بالمناخ الدولي المعادى. فترى هذه الخنادق فى كل أنحاء البلاد.

وللاستفادة منها، قررت وزارة الثقافة طلي بعضها بالألوان، كما صرح باستخدام البعض الآخر فى المناطق الساحلية كأكشاك لبيع المرطبات. وتجرى مساعي لدى وزارة الدفاع لفتح القواعد والمنشئات العسكرية غير المستعملة وربما تحويل بعضها إلى متاحف.

كذلك يجرى العمل على استغلال المقابر المحفورة منذ العصور الوسطى تحت سطح الأرض، والتى خصصت للقادة الشيوعيين كمخابئ فى حالة حرب والتي يقال أن بعضها جهز ليكون مضادا حتى للقنابل الذرية.

(آ بي إس / 2007)