تعريف الجغرافيا:
يرجع اللغويون هذه الكلمة الى اللغة اليونانية ، فيقولون ان كلمة
جَغْرافيا كلمة يونانية قديمة والأصل فيها (جغراويا) بالواو، وتلفظ بالعين المهملة (جعرافيا). ومعناها: صورة الأرض.-
ولكنني لا اوافق هذا الرأي ، حيث ان هذه الكلمة ، كغيرها من الكلمات هي عربية على التحقيق فمن منظار المقارنة اللفظية يمكن ارجاع الكلمة الى ذو-جرف ، ذو- جرافيا ، الى كلمة زخرف العربية ، و معناها التصاوير وهي عملية رسم الخرائط.
إن كلمة جغرافيا – زخرفيا ، في أصلها كلمتين عربيتين هما جئ و جرف – جيئو جرافي ، و كلمة جئ العربية معناها الوادي السحيق ، ونراها في كلمة جهنم القرآنية المدغمة – ومرادفها جئ هنوم في التوراة ، ومثل ذلك يقال في كلمة الجرف الخط الطويل من الوديان أو التضاريس المديدة لمسافة طويلة من الارض .
واجتماع هاتان الكلمتان لتشكلا معنى التصاوير و التضاريس الارضية جيئو – جرافيا ، زخرافيا- من زخرف . يقول القرآن الكريم
((حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)).
ونستطيع أن نلتمس لها تعريفاً حديثا عند بعض العلماء حيث يقولون: الجغرافيا وهي علم بأحوال الأرض من حيث تقسيمها إلى الأقاليم والجبال والأنهار وما يختلف حال السكان باختلافه.
معنى اطلس :
اشتهر في الاساطير اليونانية اسم يستعمل كثيرا في علم الجغرافيا هو اطلس ، حامل الكرة الارضية في الميثولوجيا ( مثال-ذي ، المثالي، علم الامثال ) اليونانية وهو الاله اليوناني الذي يحمل الارض ، و معنى اسمه باللغة العربية الحمال ، العتال ( عتل- ذي بالاضافة المعكوسة الملطفة الى سين - عتلس - اطلس)
ومعنى كلمة عتل نراه في الاية القرآنية ((خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ)) – و معناها خذوه فاحملوه الى سواء الجحيم ، واصلها جئ حميم وادي النار.
الجغرافيا في التاريخ :
اقدم الخرائط الجغرافية هي تلك المعروضة في متحف جامهة هارفورد وهي لوحة صغيرة من الصلصال تمثل واديا نهريا في العراق يعود تاريخها الى القرن الخامس عشر قبل الميلاد وهي من وضع البابليين . ومن الخرائط القديمة خريطة من وضع المصريين القدماء تعود الى عهد رمسيس الثاني 1333-1300 ق.م. وهي خريطة لمنجم في النوبة ، موجودة الان في متحف (تورين).
أول من صنف في الجغرافيا التي نعرفها اليوم هو بطليموس القلوزي في العصر الروماني 200 ميلادية ، وإنه صنف كتابه المعروف-بجغرافيا- بعدما صنف (المجسطي). وذكر ـ أي بطليموس ـ أن عدد المدن أربعة آلاف وخمسمائة وثلاثون مدينة في عصره، وسماها مدينة مدينة. وأن عدد جبال الأرض مئتا جبل ونيف. وذكر مقدارها وما فيها من المعادن والجواهر، وذكر البحار أيضاً وما فيها من الجزائر والحيوانات وخواصها، وذكر أقطار الأرض وما فيها من الخلائق على صورهم وأخلاقهم وما يأكلون وما يشربون، وما في كل سِقع مما ليس في الآخر غيره من الأرزاق والتحف والأمتعة. فصار أصلاً يَرجْع إليه من صنف بعده. لكن فقد كثير مما ذكره وتغيرت أسماؤه وخبره، فأنسد باب الانتفاع منه. وقد عربوه في عهد المأمون ولم يعد يوجد الآن تعريبه.
معجم البلدان :
يقول ياقوت الحموي في مقدمة كتابه المرجع (معجم البلدان): ( على أنه قد صنف المتقدمون في أسماء الأماكن كتبا،ً وبهم اقتدينا وبهم اهتدينا، وهي صنفان: منها ما قصد بتصنيفه ذكر المدن المعمورة والبلدان المسكونة المشهورة، ومنها ما قصد به ذكر البوادي والقفار، واقتصر على منازل العرب الواردة في أخبارهم والأشعار.
وطبقة أخرى سلكوا قريباً من طريقة أولئك، من ذكر البلاد والممالك، وعينوا مسافة الطرق والمسالك، وهم: ابن خرداذبه وأحمد بن واضح والجَيْهاني، وابن الفقيه. وأبو زيد البَلخي، وأبو إسحاق الأصطخري، وابن حوقل، وأبو عبد الله البَشّاري، والحسن بن محمد المهلبي وابن أبي عون البغدادي وأبو عبيد البكري، له كتاب سماه (المسالك والممالك )
اسماء القارات و البحار و الاقطار :
و بالرغم من أن بعض علماء الجغرافيا بحثوا في تفسير معاني اسماء الاماكن و المدن و البحار و القارات إلا انهم لم يبحثوا ذلك بشكل علمي ولغوي ، لذلك يأتي بحثي هذا في هذا السياق ليسلط الضوء على معاني اسماء الاماكن الجغرافية ، وهذا يكمل البحث الذي بدأت به في اثبات ان اللغة التي ينتمي اليها الكثير من اسماء بحار و قارات و اقطار العالم هي اللغة العربية التي نستعملها اليوم في حياتنا .
ان اساس علم الجغرافيا يقوم على توزع خمسة قارات في العالم ، كما يقوم على توزع عدد من البحار و الجبال و الانهار و الاقطار ، فلو استطعنا التماس معنى مفهوم في لغة ما لهذه العناصر لتمكنا من تحديد الاصول التي بنيت عليها هذه التسميات ، كيف تكونت و من سماها .
و لقد استند العديد من المؤرخين على اللغة لتحديد انتماء المدن و الاقطار الى حضارة و لغة بعينها تبعا لتسميتها ، و على سبيل المثال قالوا ان قرطاج و مالطا و مرسيليا هي مدن فينيقية لان اسماءها ذات معنى باللغة الفينيقية .
لذلك سوف استعرض بعض الاسماء الجغرافية التي تبين ان هذه الاسماء جاءت من اللغة العربية.
القارات :
يتكون اسم قارة ، من فعل قر و است-قر ومعناها سكن و قطن و كن وقد تطورت ليتشكل منها اسم
continent
الذي يعني القارة باللغات الاعجمية .
و نبدأ بالقارات التي تتكون منها اليابسة في الكرة الارضية و هي القارات المعروفة المأهولة في زماننا و لكل منها اسم يساوي معناها .
آسيا - الاساس :
و هي القارة الام التي انطلقت منها البشرية جمعاء ، وهي من فعل اسس يؤسس فهي الاساس ، و ليس غريبا ان يكون لاسمها معنى باللغة العربية التي هي لغة الانسان منذ ان خلق الله تعالى آدم ، وهنا لا بد لنا من التحديد بدقة ان البشرية التي بدأت من آدم و حواء ، وقد سكنوا في اول امرهم في الجنة ( جنة عدن شرق – كما تقول التوراة ) – وهذا التعبير يعني شرق البحر الاحمر ، كما ان اول بيت وضع للناس كما يقول القرآن كان ببكة – مكة – في شرق البحر الاحمر ايضا ، وهنا لا بد من الاشارة ان هذا البيت الاول هو البيت الذي بناه آدم – كما يقول ابو لهيعة ، مما يجعل هذا التراث الديني الاسلامي يتوافق مع المعنى الجغرافي لاسم اسيا ، من الاساس.
افريقيا- الفرق :
على الجانب الغربي من آسيا تقع قارة اخرى يفصل بينها و بين آسيا بحر العبور التاريخي ، البحر الاحمر و بحر العرب ، و لهذه القارة وضع خاص حيث يقول الجيولوجيون (ومصدر هذه الكلمة – جيئو – لو-ذي) علماء التضاريس و طبقات الارض ، ان افريقيا كانت متصلة بآسيا قبل ان تنفصل عنها منذ ملايين السنين ، لذلك نرى في اسمها ، افريقيا ، فعل فرق ، وهو الفرق الذي افترق و انفصل عن اسيا منذ ملايين السنين ، وتسميتها بإفريقيا قبل ان تظهر للبشرية نظرية انفصالها عن آسيا يبين ان هذه التسمية ربما تعود الى ما قبل خلق الانسان – اي أن الله تعالى قد علمها لآدم من جملة الاسماء الاولى و العلم الاول الذي تلقاه آدم من رب العالمين .
اوروبة – الغروبة و الغرب :
اما اوروبة فإن المؤرخون يقولون انها اكتسبت اسمها من شخصية فينيقية تحمل هذا الاسم ، وهي اوروبة شقيقة قدموس ، ولو علمنا ان اسم اوروبة الفينيقي هو غروبة أو غربة ، لتبين لنا ايضا ان هذه القارة التي تقع الى الغرب من آسيا قد اكتسبت اسمها هي و غربة – شقيقة قدموس التي تغربت بذهابها غربا من الشرق الى الجهة الغربية من العالم ، فاصل اسم اوروبة هو غربة او غروبة .
أما اسم اميركا فالمعروف أنه اسم حديث تبعا للرحالة اميركو فسبوتشي ، و اوستراليا هي تسمية حديثة ايضا وأنني أعتقد انها كانت تحمل اسماء مختلفة قبل ذلك و لكن لا سبيل لمعرفة هذه الاسماء في عصرنا و يبقى ان ننتظر اكتشافا جديدا يبين لنا الاسماء القديمة لقارتي اميركا و اوستراليا حتى يتسنى لنا ان نقحمهما في هذه المقارنة .
من هنا نرى ان القارات القديمة الثلاث تحمل اسماء لها معنى باللغة العربية تبعا لمعناها .
اسيا من الاساس ، افريقيا من الفرق ، و اروروبة من الغرب.
أسماء البحار و المحيطات :
لا بد لنا من تسليط الضوء على كلمة – بحر التي انتقلت الى كل لغات اوروبة بلفظ بار حيث يسقط حرف الحاء الذي لم يستطع الاوروبيون لفظه اطلاقا – و بالابدال الجائز و الرائج بين حرف الميم و الباء ( على مثال مكة-بكة) تحولت كلمة بار الى مار ، فكانت الكلمة التي اشتقت منها كل الاسماء البحرية ، في لفظة مارينmarine.
أما البحار الكبرى في العالم وهي الاطلسي و الهادي و الهندي ، فهي تسميات تبعا لمضمونها ايضا .
ففي منطقة الافلاج في وسط جزيرة العرب التي يعود تاريخها الى بدء انتشار البشرية ، حيث كان قد استوطنها فالج – احد الاباء العشرة الاوائل للبشرية و تكونت فيها جماعة من البدو ( البادئة ) منذ فجر التاريخ كما بينت هذا مفصلا في كتاب رحلات الانبياء في جزيرة العرب فسمتها التوراة بعد ذلك باسم – ارام نهرين ، عرب النهرين .
في هذه المنطقة الافلاج - يوجد نهران ، اسم الاول الاطلس و معناه العتال ، - و لقد ظهر اسم اطلس – عتل-ذي ، العتال الحامل في الاساطير اليونانية وهو يحمل الكرة الارضية .
و اسم الثاني الرقادي ( و الرقادي يعني الهادي)- وهذان النهران الذان اعطيا اسماهما لمحيطين من محيطات العالم ، ما زالا يحملان هذان الاسمان الى يومنا هذا في وسط الجزيرة العربية في الافلاج ( ارام النهرين-عرب النهرين) ، أما المحيط الهندي فتسميته جاءت تبعا لاسم بلاد الهند ووصفا لشكلها الجغرافي ، و كلمة الهند ، التي تعني السيف - المهند ، ظهرت بناء على شكل القارة الهندية التي تشبه السيف- المهند ، كما انها تشبه النهد بالابدال الجائز و المشهور في اللغة .
أن كلمة يم ، التي تعني البحر قد استعملت في العديد من الاماكن الجغرافية كاليمن وبحيرة اليمونة / يمنا ، في الهند و في شرق البحر المتوسط في لبنان ، كما ان كلمة جبل ، جل و جليل التي تعني المرتفع من الارض قد اصبحت بالفرنسية كل
collinette
التي تعني المرتفع ايضا.
ومن كلمة وادي العربية اشتق والي
valley
حيث لطفت و قلبت الدال الى لام.
ومن كلمة قمة و قبة و هي تقال لاعالي الجبال اشتقت كلمة
Cape
ومن كلمة عزلة العربية تكون اسم الجزيرة في لغات اوروبة
Isola ,Isla, Island
ونرى كلمة البر – المرفأ – كيف تبدلت لتصبح بورت
Port
، في بورتو ريكو ، و غيرها من المرافئ.
اسماء البلدان و الاقطار و الامصار:
لم تتشكل الخريطة الجغرافية للكرة الارضية من قارات و محيطات تحمل اسماء عربية فقط ، بل ان العديد من البلدان ، التي يظن البعض انها تحمل اسماء اعجمية ، انما في الواقع تحمل اسماء عربية ، ولا بد من مراجعة تاريخها و اساطيرها ليتبين لنا عروبة هذه الاسماء.
العرب و العربية وهي من مصدر التنقل و مرادفها اراب وارام
Arab -Aram –
ومنها كلمة عربة التي تعني الناقلة التي اصبحت ارموار
armoire
التي تعني العربة، أما اسرائيل – فهي من مصدر سار و اسرى التي تعنى الترحل ايضا ، فأرآم و هي من مصدر عربة ايضا بالابدال الجائز و الرائج في العربية – فآرام هي أراب التي تعني العرب كما تعني اسرائيل ال-سائر المرتحل ،
و نرى في اسم ارمينية معنى مشابه لصفة عربية بالابدال اللفظي بين الميم و الباء فتصبح ارمن ، عربا
Arman - Arban.
اليمن يما – من اليم البحر ، ويلفت نظرنا ايضا اسم ذلك النهر في الهند ( يا مونا ) الذي احرقت جثة غاندي عند ضفته , وهذا تعبير عربي صرف لكلمة بحرنا ( يمنا ) , ناهيك ان هذا التعبير موجود في بحيرات وانهار وبرك وبحار في كل البلاد العربية بدا من اليمن ( يما - بالتنوين ) في اقصى الجنوب وصولا الى بركة اليمونة في لبنان ( الشمال) على ساحل السوري .
و عمان – عوما من العوم التي تعني البحر ايضا ، و من هاتان المنطقتان الجغرافيتان اليمن و عمان ، انطلقت تسمية ابناء البحر في جنوب جزيرة العرب التي يحيط بها البحر من جوانبها الثلاث/ أما اسم حضرموت – فهو من حاضرة الموت ، و اطلق عليها في الماضي اسم قحطان من القحط و اسم يبوس من اليابس ،
و اسم لبنان – من لبن الابيض ، و اصلها لبان ، البين و الظاهر وقد تطورت هذه اللفظة لتصبح بلان و بلانك
blank
في اللغات الاعجمية التي تعني اللون الابيض.
صور- من البوق ،وهو شكل نتؤ جغرافي في البحر يشبه الصور-البوق ، ومعنى كلمة صور نراه في الاية القرآنية ((وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ )) / صيدا- من الصيد منها صيدون – صيدٌ بالتنوين /
ونرى تسمية صيدا و صور في شرق المتوسط و جنوب جزيرة العرب وذلك بعد هجرة ابناء جنوب حزيرة العرب الى شرق المتوسط ليتكون من المهاجرين شعب اطلق عليه اسم فينيقيين ،وهذه التسمية التي تعني اللون البني ، و اسمهم في شمال افريقيا ، البونيين .
مكة - مكا – مكان بلهجة القطع ، وهي ايضا بكه و بكا ،و قد تكون من بقعة التي تعني المكان و جمعها بقاع ، وسبب تسميتها بالمكان هو انها البقعة التي انطلق منها الانسان و انتشر منها ليستوطن اقطار الدنيا.
العراق ، اوروك من العروق – وهي عروق النبات ، وفيها اشهر انهار الدنيا دجلة و الفرات ، و اصله جدلة و جدولة و هي مشتقة من جدول ، و الفرات الذي يعني الماء العذب.
ونرى تسمية العروق ايضا في وسط جزيرة العرب لجهة الشرق ، في منطقة العروق المعترضة و منطقة عروق الكدن .
ظفار وهي المنطقة الواقعة في جنوب جزيرة العرب على بحر العرب ، الذي اطلق عليه الاشوريون اسم بحر امورو العظيم ، و اصلها سفار ، فلقد اطلقت التوراة على هذه المنطقة اسم سفار – جبل المشرق نظرا لوقوعها الى الشرق من اليمن ، وتسميتها سفار تعود الى انها اول اقطار الدنيا التي انطلقت منها اسفار البحر و اشتهر اهلها منذ القدم الى يومنا هذا بركوب البحر ، ومن هؤلاء تكون شعب فينيقيا ايضا في شرق المتوسط.
سوريا ، التي ربما يكون اصلها ثريا - الشمس . و ربما من اشوريا ، الثور
Toro
، نسبة الى الاشوريين- الثوريين
بلدان الشرق المنتهية بكلمة ستان :
ستان ، من كلمة ، استيطان – ستيتان
Estitan
، و تدخل في اسماء عدد كبير من دول آسيا مثل : افغان-ستان – باك ستان- كرد ستان ، ومن هذا المصدر اشتقت الكلمات الاعجمية التي تعني المدينة سيتي
city
و المقاطعة
State
التي تحولت فيما بعد الى
Etas Uni
بالفرنسية
مصر البحرية – مصر يم ، مصريمه و Egypt:
وكلمة مصر تعني البلد و القطر ، و تسميتها ببلد الماء سببه نهر النيل الذي يخترقها من اعالى جبال الحبشة الى البحر المتوسط.
لقد اطلق على مصر في العصور البيزنطية اسم اقباط Egypt و هذه التسمية التي يستعملها الغرب في تسمية مصر ، اطلقها البيزنطيون على اهل مصر المسيحيين في ذلك العهد بسبب تمسكهم بدينهم ، حيث لم يستطع الحكم البيزنطي ان يغير من عقيدة اهل مصر المسيحيين ، فاطلقوا عليهم اسما من صيغة عربية ( قبض على دينه ) ، و حرفت الى قبط و اقباط لاحقا ، و نرى كيف ان اسم اهل مصر في العصر البيزنطي (إقباط Egypt ) قد انتقل الى الجزيرة العربية في العصر الاسلامي بالصيغة عينها – قبط – و منها ماريا القبطية .
و لا بد لنا من التوضيح ان صيغة قبط ، قد استعملها اهل الغرب بشكل عام منذ بداية تكون لغاتهم في صياغة الفعل قبط ، قبض
capt
، لذلك كانت تسمية البيزنطيين لاهل مصر اقباض – اقباض من صيغة عربية قديمة دخلت في تركيب لغات اوروبة منذ القدم.
من اسم وادي النوبة الموجود في مصر – انتقلت كلمة نبأ ، و نبيء ، لتصبح كلمات جديدة في لغات اوروبة /
Nova , Noba , Nouveaux , News
التي تعني الانباء و الجديد.
ارتريا ، ارض الرؤية ، وهي ارض رؤيا داوود و سليمان / وربما يكون معناها الارض التي ترويها مياه السماء كما جاء في التوراة – ارض ريا ، الارض المروية.
اروشليم ، و اصلها يرو – شليم ، وهي المدينة التي بناها سليمان بناء على رؤياه و رؤيا والده داوود فسميت رؤيا-سليمان ، يرو –سليم
أما تسمية فلسطين ، فتعود الى التوراة ايضا ، وهي تطور لكلمة
بل-ستان ، بعل-ستان ، التي تعني وطن الجبال ، وهذه التسمية كانت في زمن انبياء التوراة تطلق على الجبال الموجودة في الحبشة ، و اطلقت هذه التسمية على سكانها في العصور الغابرة .
أما الحبشة أو اثيوبيا ، فهي يبوسيا ، موطن اليبوسيين ، و لا بد لنا من الاشارة الى ان اسم يبوس في التوراة الذي يعني اليابس يقابله قحطان في التاريخ العربي من مصدر القحط ، فالقحطانيون العرب – اليبوسيين الذين استوطنوا جنوب الجزيرة العربية في منطقة القحط ( حضر موت ) قبل هجرتهم الى افريقيا ، هم الذين اعطوا الى يبوسيا ، اثيوبيا اسمها ، وفي التاريخ العربي القديم ورد ذكر لمملكة اليمن و ذي ريدان ، حيث اعتقد المؤرخون انها تسمية لمملكة اليمن و حضرموت ، بينما هي المملكة التي تكونت من اليمن و شرق افريقيا عبر التاريخ ، فالاصح ان اسمها اليمن و ذي يردان ، عبر البحر الاحمر ، اما تسمية العبر – يردان ، قد تحورت في العصر الحديث لتطلق على دولة الاردن في بلاد الشام .
،
وجيبوتي ، تعني وادي بوتي ، جئ بوتي ، و هي الارض المنخفضة المقابلة لجبال اليمن الى ناحية افريقيا.
السودان ، و هي من السود البشرة / كما ان هذه الكلمة تطورت لتصبح بمعنى الجنوب في كل لغات اوروبة ،
Sud, South .
زنجبار ، و اصلها بر الزنوج زنج-بر ، وهي البقعة الممتدة على طور ساحل افريقيا الشرقي ونرى اسم الساحل في لغة السواحل الافريقية الشرقية – سواحيلو.
كاب تاون ، و معناه مدينة القبة ، و لا بد لنا من الاشارة ان هذه المدينة يصح عليها هذا اللقب عندما تقلب خريطة العالم ، فتصبح هذه المدينة في قبة العالم ، و قد رسم الادريسي خريطة العالم بالمقلوب .
كينيا ، من القاني و الاحمر ، ونرى ذلك في اسم قانا في اليمن ، و في اسم بنو القين وفي اسم حمير في اليمن ، أما اسم تونس ، فهو من صيغة عربية تون-ذي ، حيث تبدلت الذال الى سين ملطفة كما في العديد من الاسماء المنتهية بحرف السين ، و معناها ذات التونا ، وهو نوع من السمك.
أما اسماء مرسيليا و صقلية و قادش و مالطة، فهي فينيقية كما يقول المؤرخون ، وهي من مصادر عربية ، المرسى- البر
Port
و صقل- للمعادن و القدش- الفرق بين افريقيا و اروربة ومنها قطع و قد
Cut
و الملطى – الملجأ
زئير ، من صوت الاسد ، ليبيا ـ او لوبية وهو نوع من النبات ، غابون – من الغابة ، و غانا و غينيا من الغنى و الثروة ، ونرى في اسم مدينة كوماسي معنى القماش .
وتركيا ،و طراقيا ، من الطروق ، ومنها ايضا الطوارق – التوراك ، وهم الاتون ليلا ، حيث ان هذا الشعب قد اتى من موطنه الاصلي في جبال القفقاس ليستوطن تركيا .
اما موطنهم الاصلي القفقاس ، القوقاز ، فهو من صيغة قب–قو-ذي ، قب-قوس ، وقوس تصاغ قوة-ذي المدغمة و الملطفة الى سين ، وموطنهم هذا هو قبة العالم في جبال الهملايا و محيطها.
أما اسم جبال طوروس ، طور-ذي ، فمعناه ذات الجبال بالعربية.
ونرى في اسم طهران الطهارة و في ظهران الظهور ، وفي الكويت تصغير الكوت ، و في قطر ، القطران
واسم الصين – شاينا ، تاينا ، يتكون من اسم عربي ملطف و هو الطين بلهجة الوتم – كمثال ناس التي تقلب الى نات و نرى هذا الوتم في كلمة
Nation
التي تكتب بالتاء و تلفظ بالسين ، وهذه التسمية تعود الى نوع من الطين الموجود في بلادهم يسمى السيراميك كان الصينيون يستعملونه في صناعة الاطباق و الاواني وهذه التسمية لبلاد الصين – الطين موجودة في الفارسية شين ، وفي السنسكريتية ، سيناه.
أما تاي-لند ، فاصلها نبتة الشاي بلهجة الوتم ايضا تاي -
Tea
، و يدخل اسم هذه النبتة في تسمية سيلان – شاي-لند.
وفي اسم اليابان ، واصلها يابانجي التي هي تحريف لكلمة اجنبي بالابدال الجائز ة الرائج في اللغات ، و كلمة اجنبي التي تعني على الجانب الاخر من القارة ، وهذا مطابق لموقع اليابان في اقصى الشرق على المحيط الاطلسي ، و لقد تطورت هذه الكلمة في اللغة التركية فاصبحت يابانجي ، التي تعني الاجنبي بالعربية .
أما اسم ليبيريا الذي يعني الحرة ، و اصلها – لبرية البريئة ، وهو اسم حديث لدولة افريقية فلا بد لنا من توضيحه لنتمكن من معرفة كيف تتكون هذه التسمية من صيغة عربية – معجمة .
ان كلمة الحرية ، من مصدر حر و متحرر ، تحولت في العصور القديمة الى لفظة مشابهة ظهرت في اللغة البرتغالية فاصبحت ، الفرية
alforria
– حيث يتحول حرف الحاء الى فاء ، وهذا شائع بين العربية و البرتغالية ، حيث تحولت كل هذه الكلمات التي تحوي حرف الحاء الى حرف الفاء ، مثلا :
الخياط بالعربية تصبح – الفياط بالبرتغالية alfaiate
الخنجر بالعربية تصبح – الفنجر بالبرتغالية alfange
الخس بالعربية تصبح – الفس بالبرتغالية alface
الحلوى بالعربية تصبح – الفلوى بالبرتغالية alfeloa
الحرن – الفرن ( تقلب الحاء الى فاء ) FURNO
وغيرها من الكلمات التي لا مجال لذكرها .
من هنا نستطيع ان نتلمس كيف ان كلمة
free
الانكيزية تكونت من كلمة الفرية
alforria
- التي هي في اصلها كلمة الحرية العربية ،اما اسم دولة ليبيريا ، من
liberty
فاصلها البريء التي تعني الحر – و يلفظها اهل المغرب لبري ، و لبرية ، تماما كما يلفظ اهل المغرب العربي اسم المدينة المصرية القديمة الاقصر ، لقصور ، التي تحورت حديثا الى
Luxor
– واصلها مدينة القصور- لقصور .
ومدينة اسوان ، و اصلها اسواقٌ – اسواقن بالتنوين ، التي تحورت الى اسوان ، علما انها تعني باللغة المصرية القديمة مدينة الاسواق .
ونرى في اسم برج ، المستعمل في اوروبة بمعنى ( المدينة ذات الابراج ) – هامبورج – بطرس بورج ، كما نرى في كلمة طور – التي تعني المرتفع من الارض و تلطيفها تور ، التي تحورت في اوروبة لتصبح تعنى البرج العالي /
Tower , Tour
اما اسم البتراء ، الصخرية ، فهي مصدر لاسم بتر-ذي ، بطر-ذي ، بطرس الصخرة التي تتكون من قطعة مبتورة من الجبل ولقد تطورت هذه اللفظة فاصبحت
Peter , peirra
التي تعني الصخرة.
ونرى اسم الذنب ، في اسم نهر الدانوب اكبر انهار اوروبة .
ومن الاسماء التي انتقلت مع الانسان الاول اسم صحراء النفود وهي تقع في وسط الجزيرة العربية ، التي نرها في كلمة سييرا
Sierra Nevada
حيث ان كلمة سييرا هي كلمة عربية ومعناها صحارى كما يقول الباحث الانكليزي المستشرق وولت تايلور في كتابة ( الكلمات العربية في اللغة الانكليزية ) و قامت بطبعه مطبعة جامعة اوكسفورد – مجلة العربي العدد 228 – صفحة 144.
و من الجدير بالذكر ان تايلور حقق في كتابه الف كلمة من اصل عربي في اللغة الانكيزية ، ولكنه لم يذكر الكلمات التي دخل عليها تحريف بل ذكر الكلمات التي دخلت الى اللغة الانكليزية بصيغتها المطابقة ، و لو تسنى لتايلور الخوض في كتابه بالشكل الذي نخوض فيه لتمكن من ارجاع اكثر الكلمات الانكليزية الى العربية .
الاغريق – من فعل غرق :
بعد الاطلاع على الاسطورة اليونانية التي تحكي عن بداية تشكل بلاد الاغريق ، يتبين لنا بشكل واضح ان هذه التسمية تعود الى السبب الذي غرقت به هذه البلاد – حيث ان الاسطورة تقول ان الاله بوصيدون قد غمر كل بلاد الاغريق بالمياه المالحة و اغرقها .
أما اسمها اليونان ، ومن يونس – يون ذي ، الذي ورد ذكره في القرآن باسم ذا نون ايضا ، فهو من مصدر قصة يونس ( يونان) الذي ركب البحر وابتلعه الحوت.
أما اسم اثينا – فهو من اسم نوع من الشجر – التينة ، وهي الشجرة الالهية التي ورد ذكرها في الاسطورة عينها.
اما اسم جزيرة قبرص ، فيعود الى لون النحاس ،الاصفر ، صفر-ذي التي تلطفت الى صفروس ،
Cyprus
ثم اعيد ادخالها الى لغة العرب بلفظ قبرص .
روما – من اسم نوع من الشجر الرمان ونرى هذا الاسم في تسمية النوع – الرومان - و تسمى رقعة كبيرة من ارض اوروبة بهذا الاسم ، لتمثل شعب الرومان بأكمله .
ونرى في كلمة سلاف ، مصدر عربي ايضا يعني ارض الاجداد و الاسلاف ومنا سلوفاكيا و سلوفينيا ، أما اسم روسيا ، فهو مشتق من روس و راس.
إن الغوص في الاسماء الجغرافة بالشكل الذي خضناه يجعلنا ندرك ايضا كم ان اللغة العربية التي انزل بها القرآن الكريم ، تتكون من اللبنة الاساسية التي بنيت عليها كل لغات العالم و التي منها اشتقت اسماء عدد كبير من اقطار الدنيا
محمد رشيد ذوق.