استيقظت بعد تمديدة الغداء على ألم ضاغط ناحية البطن,
عرفت من أعراضه ,أنه انتفاخ القولون ..
اذ أنه يأتي ينتفخ بشكل دوري ,الا أنه كان يأتي بعد تناول صحن فته أو سندويشة شاورما ..مترافقه مع برد.
وهذه المره لم أتناول أي شيء من مثيراته..
مررت مساء الى صديقي الصيدلي ....وكالعاده لآخذ دوسبالين إضافة للمالوكس..
وشرحت له كيف أنني لم استثيره هذه المرة..ولم أتناول أي شيء من الممنوعات التي كان الدكتور قد منعني منها سابقا ..
سألني ان كنت مزعوجا من أمر ما ..أو متضايقا .. أو هل سمعت أخبارا سيئه..
تذكرت أنني أثناء تناول الغداء كنت أستمع للراديو وهي من العادات السيئه ..وعند بحثي عن خبر ما على الراديو تعثرت الابره ..باذاعة دمشق ويبدو أن الوقت صادف التعليق اليومي للاذاعة ..
ما أذكره أنني وقبل أن أستمر في بحثي ..استمعت للموسيقى التي تعلن عن التعليق..وهي تشبه أصوات عاصفة تضرب قصرا مهجورا في قرية نائيه..أوصوت وقوع وتدحرج طناجر ألمنيوم وستانلس(مختلط) عن رف في المطبخ..
قال سامحك الله ..أضف عندك على لائحة الممنوعات..
ممنوع سماع أخبار أو رؤية شريط تمرير خاصة عند وقوع تفجير في لبنان وتعليقات المعارضه التي كانت موالاة والموالاة التي أصبحت معارضه عليه وممنوع أن تبحث جديامن من المعارضه ومن من الموالاة..
وممنوع سماع تعليق أي من المحللين السوريين على نفس الحدث ..اذ ليس من المعقول أن تظل ماسكا قلبك بيدك طوال فترة ادلائه بتصريحه!!!
ممنوع سماع أو رؤية برامج الحوارات في التلفزيون ..وخاصة المداخلات فيها.
اذا أردت مشاهدة مباراة كرة قدم على التلفزيون السوري ,اخفض صوته على الآخر ..
ممنوع رؤية مذيع سوري يعمل مقابله مع مدير أو وزير ,اذ يبدو وكأن المسكين يحمل بيده معامله تنتظر توقيع هذا المدير ...
ممنوع سماع برنامج نكته لايف على صوت الشباب قطعيا ..أومحاولة حل كلمات متقاطعة في الصحف المحلية..أو قراءة أي من ملاحقها العجيبه..!!
خاصة ملحق الثوره الثقافي..
ممنوع سماع تصريح لأي مسؤول بعد حادثه ما أو مصيبه
اذ يبدو ..وهويلهث -و كأنه هو الذي أطفىء الحريق ودرأ خطر الفيضان عن البساتين وأنقذ موسم البندوره من الصقيع..
ممنوع الاستماع لتصريحات السواح الأجانب العواجيز والذين ربما خيّروا بين الاحاله الفوريه الى دار العجزه وبين رحلة الى بلد يملك كل المقومات السياحية لكن بدون أي خدمات تذكر ..ويجب أن يدبروا أنفسهم .
فاختاروا الخيار الثاني اضطرارا..
.....
خرجت من باب الصيدليه ..كان لا يزال يعدد قائمة الممنوعات..عندما سقط أمامي كيس أسود صغير مربوط جيدا..نظرت للأعلى واذ..بسيده تشبه الساحرة التي تركب على المكنسه في أفلام الكرتون..تستعد لالقاء الوجبه الثانيه من زبالتها..
وضعت يدي على القولون , وهرعت باتجاه المنزل.