آخر الأخبار

احذروا خداع بني قريظة والنضير وقينقاع

, وواضح أن الكيان الإسرائيلي بكل أدواته السياسية الرسمية, والإعلامية السياسية, والإعلامية العسكرية الموجهة, تسير بنفس اتجاه العد التنازلي المموه, مما يدلل على بدء معترك الحرب النفسية ميدانيا, وهذا بحد ذاته احد أنواع الاقتراب من دائرة الاشتباك, سواء على مستوى تحقيق تهدئة يستجديها الخصم, أو على مستوى توجيه ضربة في ظل أوضاع نفسية مدمرة مفترضة, وفي الحالتين إرباك الخصم,بحيث لايستطيع تمييز المسار التكتيكي الزائف, والمسار الاستراتيجي الواقع,فالمقاومة الفلسطينية التي تمتلك من عناصر القوة العمق الشعبي, والتسليح القادر على المواجهة الداخلية وليس المواجهة الحدودية المكشوفة, تلك المقاومة مطلوب بكل الوسائل خداعها, بحيث لا تستطيع التمييز بين المسارين"التهدئة أو الضربة" وأي منهما يمكن أن يكون قد اتخذ قرار بتقديمها كخيار يحقق الأهداف الصهيونية, وأيهما يكون التلويح به مجرد خداع, وأنا هنا أقول أن المسارين والخيارين هما عملية خداع ضمن خطة متدحرجة وواسعة النطاق.

وإذا اعتبرنا أن المسارين منفصلين, تهدئة أم هجوم, كفرضيتين مختلفتين, ولكل منهما أهداف بمساعدة الخيار الثاني, فيتوجب علينا هنا تبيان الفرضية الأساس والفرضية الغطاء, أو فرضية الخداع وفرضية التنفيذ, فلو أخذنا بفرضية التهدئة, فلابد أن نفكر بعقلية ورؤية العدو بمحاولة التجرد قدر الإمكان كي نتشوف أو نقترب من نقاط تماس المخطط, ففي هذه الحالة نقول ما هي مصلحة الكيان الإسرائيلي من تقديم خيار التهدئة على العملية العسكرية, بعيدا عن العواطف والشعارات, نعلم أن الكيان الإسرائيلي لن يقبل أن تحدث تهدئة مع بقاء المعطيات على ماهي عليه, أي امتلاك فصائل المقاومة عامة وحركة حماس خاصة للوسائل القتالية الضخمة وربما المتطورة, واستثمار فترة التهدئة لزيادتها وتطويرها, وبالتالي فهو نصر معنوي وعسكري وان لم تحدث المعركة لفصائل المقاومة الفلسطينية, وان كانت التهدئة فعلا مطلب صهيوني, فاعتقد أن تهدئة بموازين قوى ومعطيات معينة, ربما يسبقها ضربة في محاولة لشل مقدرة المواجهة لدى فصائل المقاومة, وإذا أخذنا بفرضية تقديم العملية العسكرية, فما نطاق تلك العملية وما أهدافها, وهل تكون التهدئة بعد انجاز تلك العملية هدف لها؟ ربما يحاول البعض استبعاد تقديم خيار الضربة على التهدئة, انطلاقا من ركيزة مشكوك في دقتها, ألا وهي ركيزة الأسير الصهيوني"جلعاد شاليط, هنا يمكن القول أن العملية ربما لن تتجاوز في بدايتها ضرب أهداف وبكثافة ومحددة في العمق, لكن نطاقها الميداني, ربما يكون احتلال شريط عمراني من الشمال وآخر من الجنوب, بحيث يتم شل إمكانية مهاجمة المقاومة لذلك الزحف العسكري الصهيوني المتقدم, والذي ربما يكون قد وصل إلى عمق المناطق السكنية في"بيت لاهيا" شمالا, ورفح جنوبا, وهذا يجعل من قصف التواجد العسكري الصهيوني في تلك المناطق السكنية مستحيلا, لعدم تعريض المدنيين من الفلسطينيين, والذين سيكونون بالمطلق تحت سيطرة القوات الزاحفة, وأثناء ذلك الاحتلال الحدودي يكون غطاء جوي كثيف, يمكن القوات البرية من الاستقرار بأمان.

وربما يسير الخياران بشكل متوازي, وضمن خطة محكمة تجعل الخصم بمستواه السياسي والعسكري, يعتبر أن التهدئة اقرب إلى ملامسة حيز الوجود, وذلك لتحقيق أهداف المخطط الشامل, ومحاولة دفع فصائل المقاومة إلى تدارك الخطر في الخيار الثاني, وتخفيض شروط تحقيق التهدئة بأي ثمن ممكن لان البديل الموازي كاقتراب لرؤوس الخيارين, وبالتالي يتم تفضيل تحقيق التهدئة حتى لو كان اللعب في منتصف ملعب فصائل المقاومة, وهذا ربما يكون له استحقاقاته, في حال وصلت فصائل المقاومة إلى قناعة, عدم إهدار القوة الذاتية سياسيا وعسكريا وتراجع إمكانية المجازفة الخطرة, وهنا ربما يكون مع مسار التوازي لرؤوس الخيارين, يكون الاستحقاق المطلوب, انجاز سريع وإنهاء صفقة تبادل الأسرى بالشروط الصهيونية, وتحت غطاء دحرجة رؤوس الخيارين المتوازيين, هكذا ربما يفكر أو يكون مخطط القيادة الصهيونية.

لكن مالا يمكن التعويل عليه تحت أي اعتبارات, هو عدم السماح لفصائل المقاومة بالإبقاء على عناصر القوة من حيث التسليح, وهامش الحركة المناورة على ماهي عليه الآن, وإذا ما اعتقدنا بإمكانية المناورة سياسيا وعسكريا للحفاظ على عناصر القوة من الاستنزاف والهلاك, فمن الضروري أن نستنطق التاريخ, فلا فرق في جذور الايدولوجيا الصهيونية واليهودية, مابين شكناز وسفاراديم اليوم, وبين بني قريظة وقينقاع والنضير وخيبر بالأمس, من حيث محاولة إيهام الخصم بالعهد والتفاوض والتهدئة والمصالحة, ففي تاريخهم اليهودي القديم وامتداده الصهيوني الحديث تتجلى الخديعة في أبشع صورها, فقد حاولوا خداع الله ورسوله عليه وعلى اله وصحبه الصلاة والسلام, بل قام يهود بني النضير باللعب على المسارين, التفاوض والتهدئة على دية القتلى, وبالمقابل أو بالموازاة اتفق فريق منهم برأس حربة"عمر بن جحاش" كي يستغل أجواء الحوار والتهدئة كي يصعد لأعلى الجدار الذي يرتكز عليه خير الأنام, الرسول محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم, ليدحرج على رأسه من أعلى صخرة, وبالتالي هي فرصة لن تتكرر للتخلص بالغدر والخديعة من رسول الله, وقد ابلغ الله بالوحي نبيه بمخطط الغدر فعاد إلى دياره مسرعا ليفلت من شرك الشرك ويعود ليقضي على ملة الكفر والخداع .

وعليه نجد أن قيادة الكيان الصهيوني, تخيل لمن انتابهم الوهم بإمكانية مصداقية الغادر, وبحسابات غير حسابات العدو, انه بالإمكان تحقيق تهدئة من منطلق قوة, مع ثبات عوامل القوة والخروج من معترك الخيارات بمظهر الظافر, وهذا ليس واردا في الحسابات الصهيونية على الإطلاق, وان كنت كما قلت سابقا, أن القضاء على حماس ليس هدفا صهيونيا, بقدر مالهدف هو شل قدرتها العسكرية ودفعها صوب سدة العمل السياسي, لذلك فان خيار التهدئة يبدو انه اقرب إلى التحقق, لكن بالمقابل فان خيار العملية العسكرية المحدودة ذات أهداف الزحف الميداني الحدودي, والتدمير في العمق هي كذلك الأقرب للتحقيق, ربما تكون الحسابات وهذه مغالطة وخطأ تقدير, أن وضع رئيس وزراء الكيان "اولمرت" وتأزمه السياسي, وقرع لطبول المعركة التنافسية الانتخابية, يجعل من العدو يتردد في القيام بعملية الغزو المحدود, لكن بالمقابل يمكن الاعتقاد بان تلك العملية المتوقعة برأسيها"تهدئة أو ضربة" تكون مجال تنافس بين الخصوم السياسيين على ساحة الصراع السياسي الصهيوني, كمخرج للازمة ومحاولة تحقيق انجاز, حكومة اولمرت أحوج ماتكون إليه بعد هزيمة تموز, وفضائح الفساد, علما أن الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة إدارة"بوش" حليف منقذ "لاولمرت" بل ربما دعمه لاولمرت من أهم عوامل صمود حاضره السياسي, فهل يتوافق الخصوم السياسيين على تحقيق انجاز عسكري في غزة بهدف شل قدرة فصائل المقاومة العسكرية عامة والصاروخية خاصة, ومن ثم دفع فصائل المقاومة من منطلق المأزوم كي يتجه صوب بوابة التهدئة المتروك مواربا, أم يختلف الخصوم داخل الائتلاف الحكومي, مابين متبني خيار التهدئة ومتبني خيار الضربة والتصعيد؟؟ وفي حال لامسنا ذلك الاختلاف وانقسام وزراء الحكومة الصهيونية على أنفسهم مابين الخيارين؟؟ هل هذا الانقسام مدعاة أمان وعامل قوة تحسب للمقاومة؟ أم أن ذلك الاختلاف لايرقى إلى توازن اللاتنفيذ لأي من الخيارين؟ أم هو تكتيك وتظليل إعلامي وبمساعدة تسريبات الصحافة الصهيونية, كي تأتي الضربة أهدافها الإستراتيجية؟؟؟

ولست اكتب هنا كي أضع وجهة نظري أو رؤيتي الترجيحية, بقدر ما أريد تسليط الضوء على عملية العد التنازلي التي بدأت فعلى على مساري التهدئة والضربة,وفي الحقيقة إن هذا العدو المتقدم على المسارين كما لو أن المتوجه صوبك "هدير طوفان,أو هجوم وحش حيوان" لان كبد الحقيقة يكمن في خداع وتجاذب الضربة والتهدئة, فلا لتهدئة بشروط ومعطيات قوة أو امتلاك القوة من قبل المقاومة, ولا هجوم احتلالي صهيوني واسع النطاق بهما مصلحة صهيونية, بل الحقيقة تكمن بين هذا وذاك الخيارين, الذين انطلقا صوب الهدف المحدد.

وربما الحراك الدبلوماسي للقيادة السياسية والعسكرية الصهيونية, على مستوى أنظمة المنطقة والأنظمة العالمية, له من الأهداف صغيرها وكبيرها, ولا اعتقد أن خياري التهدئة والعملية العسكرية, لم تطرح خلف أبواب مغلقة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية, وان كان لي برأي أدلي به, فإنني أرى حدوث الخيارين بفارق خطوة واحدة سيتم تفعيلهما في نفس النطاق الزماني والمكاني لامحالة, مع علمنا المسبق أن بني قريظة وقينقاع وخيبر والنضير وقريظة هم قبائل من عائلة أيدلوجية واحدة, تنتهج الغدر والدموية والعناد نهجا سرمديا, ولم يكن الأمر ليتوقف عند "ابن أبي وابن السلول وابن جحاش" فهؤلاء في المنظور الحاضر"كاولمرت وبراك ونتنياهو وشكنازي وموفاز وديسكن" لافرق في الأيدلوجيات إنما تغيرت الأسماء والمسميات, فاحذروا غدرهم إنهم يراوغون و يكيدون لكم كيدا,, وحدوا صفوفكم, وأصلحوا ذات بينكم, فان المواجهة قادمة إن لم تكن بدأت كمعركة حاسمة في غزة الجريحة, ولايغرنكم تصريح هنا وآخر هناك يقول لكم أن الطوفان سرابا, إنهم مخادعون, فلا عهد لهم, لن تكون التهدئة على الإطلاق مصلحة صهيونية, وربما أوردت صحافتهم وتسريباتهم اللعينة ماهو عجب العجاب, حين يطرحون تهدئة ذاتية, لذر الرماد في العيون, حين يطرحون أن حماس ليست ملزمة بوقف الصواريخ, إنما سنتعامل مع كل حالة بردة فعل فهم كاذبون ويبطنون مالا يظهرون, وحين تقول تسريباتهم إن حماس ليست مجبرة على منع فصائل المقاومة"الإرهاب" الأخرى من القصف الصاروخي, إنهم يخادعون وأرادوا من ذلك الطرح التسريبي, تقليص نطاق اللاتهدئة, بحيث يتم تحييد حماس أو معاملتها على قدر فعلها إن فعلته, والتعامل مع باقي الفصائل كل على حدة أي تصفيتها في غزة بعيدا عن اتفاق التهدئة المطروح على الوسيط المصري"غزة أولا" واعتقد أنهم أرادوها مزيدا من الفتنة بعد هدوء عاصفة الفتنة الأولى ليقول صوت حال خداعهم"حماس أولا" ونحن سنتعامل مع غيرها بالحديد والنار,,, احذروا هؤلاء المخادعون الأشرار إنهم يمكرون والله خير الماكرين.
والله من وراء القصد

greatpalestine@hotmail.com