آخر الأخبار

يسعد صباحك... من ترانيم الذاكرة (8)

طيب يا أميرة... أولا تعتقدين أنه حان الوقت كي أقول ما الهدف من كل هذا اللقش؟

و الهدف... بسيط...

أميرة
حين ارتكبت، أنا، مصادرة على المطلوب، كان لدي ظروف مخففه...

فهاك منها اثنان، لعن الله الثلاثة:
فأولها هو أنني كنت في التاسعة عشرة من عمري... يعني أني كنت شابا صغيرا، فلا ينطبق علي وقتها قول المختار حين يقول: من بعد هالعمر .. كبيرة المزحة هاي ...
لكن قول المختار ينطبق على الكثيرين...

و ثانيها أني حين ارتكبت تلك المصادرة على المطلوب... فإني كنت منهكا: كنت قد قضيت ساعة و نصف الساعة في شرح النظريات الرياضية المعقدة...

فحين ننظر لأحد الزملاءالذي تجاوز التاسعة عشر من العمر -يعني كما أظن- ثم إنه لم يكن منهكا حين كتب تعليقاته إياها...

زميلنا يستخدم المصادرة على المطلوب حين يكتب أنه بما أن النظام السوري هو نظام مجرم... فيعني هو على الأغلب من ارتكب جريمة اغتيال سمير... القصير (و ليس لديه نهايات جزئية )

أصلا... يجب أن أشكر الزميل: هو لم يمض لإطلاق الحكم بشكل كامل: قال أن النظام السوري هو، على الأغلب، المسؤول عن اغتيال نصير قصير...

يعني أن زميلنا ترك مجالا للشك... فلا يمكننا أن نصفه بأنه يحتقر المنطق...

لكن ما القول في مواجهة زميل يقول أنه، و قبل أي تحقيق، هو واثق أن النظام السوري هو من فعلها؟
مثله في ذلك كمثل كل أمة العربان التي تؤكد مسؤولية سوريا عن مقتل سمير قصير!

أميرة

إنها أمة المصادرة على المطلوب...
أمة العربان تصادر على المطلوب...

إنهم يرغبون بشيء ما...

فيصبح هذا الشيء حقيقة عندهم!

ألا بؤسا لأمة المصادرين على المطلوب...

بؤسا لهم،
و لهم بؤس...

سبق لي و أن كتبت:
فأعود لهذا الموضوع لغايتين... لعن الله الثلاثة!

فأما الغاية الأولى... فهي الحديث عن المصادرة على المطلوب، و قد أنجزتها...

أما الثانية... فهي الحديث عن عبد الله القصيمي...

أنا تعرفت على عبد الله القصيمي مؤخرا، و كان ذلك، إلى حد كبير، بفضلك أنت. و منه فإنني حين وعدتك أن أتحدث عنه فإنني فكرت و فكرت... ثم وجدت أن هذا الشريط هو أفضل المواقع لفعل ذلك...

بداية الحديث عن القصيمي:
يلزمني سلسلة أعداد عشوائية تتراوح بين 9 و 481

واش؟
سلسلة أعداد عشوائية، أو شبه عشوائية، أو أنها غير مختارة بأسلوب انتقائي منحاز ... و لمه؟

لأني حين قرأت كتاب القصيمي المعنون فرعون يكتب سفر الخروج فإنني بدأت أشعر بنوع من الضيق، و كلما قرأت صفحة إضافية كلما ازداد ضيقي: هناك شيء غير طبيعي في هذا الكتاب...
ثم إني، و بعد عدة عشرات من الصفحات، و بعد أن بلغ شعوري بالضيق حدا كبيرا، فإنني قررت أن أعود إليه -لشعوري- كي أفهمه. لقد توقفت عن القراءة و سألت نفسي: لم تشعر بالضيق، يا عمرو؟

و اكتشفت الجواب: لأن أسلوب القصيمي، و هو تعبير عن فكره، يزعجني...

و لكن كي أشرح لك ما يزعجني في أسلوب القصيمي فيجب أن أقدم لك أمثلة جيدة... طبعا لن أنقل لك نص الكتاب بالكامل... كما أنه لا يجوز أن أنقل لك بداية الكتاب، أو ختامه...

كي أبرهن صحة ما أزعمه يجب علي أن أنقل لك صفحات مختارة بأسلوب عشوائي من الكتاب... بحيث لا يمكن اتهامي بأن اختياري كان منحازا ... و منه حاجتي لسلسلة أعداد عشوائية، أو شبه عشوائية تتراوح بين العدد 9 (و هو رقم أول صفحة في الكتاب) و رقم 481 (و هو رقم آخر صفحة كاملة في الكتاب)... فإن حصلت على سلسلة الأرقام العشوائية هذه يمكن لي أن أتفحص صفحات الكتاب و أن أقدم الأمثلة...

طبعا أبسط طريقة للحصول على هذه السلسلة من الأعداد العشوائية هو أن أقوم فعلا بفتح صفحات الكتاب بشكل عشوائي... أو أن أقوم برمي قطعة نقود و باستخدام الطرة و النقش كي أصل للصفحة المنشودة... لكن كل هذه الأمور تقتضي أن يصدقني القارئ أنني فعلت ذلك حقا و ليس أنني أكذب...

إذن... كيف يمكن لي أن أجد سلسلة أعداد عشوائية أو شبه عشوائية يمكن لنا جميعا أن نتفق عليها؟

اللجوء للعدد بي

لقد قررت أن ألجأ للعدد بي، الذي يمثل نسبة محيط الدائرة لقطرها...

بصراحة، الرياضيون لا يعلمون إن كان العدد بي عشوائيا أم لا... أصلا هناك أحد تعاريف العشوائية ما يجعل العدد بي هو أقل الأعداد عشوائية!

لكني أجد هذا الأسلوب ملائما، و إليك كيف سأفعل...

العدد بي يتألف من متوالية كبيرة من الأرقام (أظن أنه تم اكتشاف مليارات عديدة من هذه الأرقام).
فنكتب العدد بي (من دون الإهتمام بالفاصلة العشرية)، و نختار لنا نقطة انطلاق...

و من نقطة الإنطلاق هذه نبدأ بأخذ الأرقام...
فنأخذ ثلاثة أرقام... فإن كان العدد الناتج يقع بين 9 و 481 فنقبله...
و إلا فنكتفي بأخذ رقمين... فإن كان العدد الناتج يقع بين 9 و 481 (يعني: أن يكون أكبر من تسعة) فنقبله، و إلا فنتقدم خطوة للأمام و نعيد العمل...

فتكون سلسلة الأرقام العشوائية بتاعنا تعتمد فقط على نقطة الإنطلاق...
أنا، شخصيا، سأختار نقطة انطلاقي من الرقم الأول... يعني إن اعتبرنا أن بي يكتب (بعد إهمال كتابة الفاصلة):
31415926535897932384626433832795

فباستخدام طريقتي أجد أرقام الصفحات التالية:

314 159 265

و أترك لأي كان أن يقترح علي نقطة انطلاق مختلفة...
و إلا فسأعود للإقتباس من هذه الصفحات...

فبانتظار ذلك... يسعد صباحك أميرة...
و لي عودة، بل عودات كي أتحدث عن القصيمي...

-------------------------------
استطراد رياضي لا بد منه...
طبعا الزملاء الرياضيون سيلاحظون أن المتحول العشوائي بتاعي هو متحول خرائي و ليس عشوائي. و أول اعتراضاتهم عليه سيكون أنه ينحاز للصفحات التي يبلغ ترتيبها ثلاثة أرقم (100 حتى 481) على حساب الصفحات التي يبلغ ترتيبها رقمين أو رقما واحدا (الصفحات 9 حتى 99)...
و أؤكد على صحة الكلام: فقط ألفت النظر أنه لإعطاء أمثلة مقتبسة من كتاب ما، فالعشوائية الكويسة ليست ضرورية ضرورة مطلقة... يمكن لنا أن نقبل بعشوائية تقريبية ... أليسه؟‬