آخر الأخبار

لحقنا العار يا شعبنا الجبار

تستحق إسرائيل أن يكون لها دولة من عدم ، وتستحق أن تعرض صورنا عراه مرة أخرى بعد اقتحام سجن أريحا ، ويحق لها أن تقول للعالم ها هو الشعب المقاوم يبحث عن أمن وحماية محتله .
هل هي الحقيقة ؟ أم أتجني ؟ أم أمسك قلمي بلحظة انفعال عندما تابعت والعالم أجمع هروب أبناء شعبنا إلى المحتل حماية به من أبناء جلدتهم ، كما تابعت وليمة تكسير العظم في وسط محافظة رفح أمس ، كما تابعت إغلاق صوت الشعب الذي لم أعرف ما هو الجرم الذي ارتكبه ، كما تابعت حملة الاعتقالات المتبادلة بين شطري الوطن - إن تبقي وطن - نكتب عنه ونفتخر به .
صمت لم يجدي شيئاً ، بعدما سقطت أسطورة أطفال الأربي جي في لبنان سنة 1982 ، وسقطت أسطورة أطفال الحجارة ، وسقطت صورة محمد الدرة وهدي غالية ، وسقطت قلاع الفخر بفلسطين الثورة ، وفلسطين المقاومة ، وكلنا نسابق الزمن بالفعل وردة الفعل .
من هنا تقاسمنا الوطن ، ورفعنا الرماح عالياً ، وطال القهر كل شيء فينا ، أصبحنا نبحث عن أنبوبة غاز بنصف الكمية وسعر مضاعف ، ولتر سولار بثلاث أضعاف ثمنه ، ونسارع لاستخراج جثامين شبابنا من الأنفاق التي تضرب بغاز سام من الطرف المصري دون أن يسمع أحداً حجم الجريمة ، ولا نبالي بل نشيع وندفن شعباً بأكمله بلا مبالاة .
هذا يبحث عن راتبه ، وذاك يبحث عن رضا حكامه ، وثالث يبحث عن لحظة هروب من همومه فتطارده أشباح الوجوه العابسة التي لا تتقن سوي لغة الرعب التي استولت على سماءنا وأرضنا وبحرنا وحياتنا ... فتتوه بين الرعب والصمت ، والخضوع والاستسلام ، لنواجه الاعتكاف بعيداً عن التلفاز والانترنت والمذياع وكل وسائل الإعلام لكي لا نسمع بلابل غزة تتوعد الرئيس ، وعصافير الكناريا في الضفة تتوعد بالرد ، وأنغام الوحدة الوطنية تعزف على لحن الخداع والكذب والتضليل والنفاق . شعب يموت باسم الشرعية والديمقراطية والأغلبية ، شعب يقهر وتضيع قضيته باسم السلطة والحكم والوزارة والنائب والشيخ والزعيم .
تستحق إسرائيل أن يكون لها دولة ؟!!!
هي الحقيقة الني نقف صامتين أمامها ونتساءل هم يستحقوا دولة ، فما نستحق نحن ؟
لو أردنا أن نصدق أنفسنا للحظة ونبحث عن الإجابة بتجرد دعونا نستلقي تحت هطول التصريحات من قادة الإمارتين المتنازعتين حيث لن تجد تصريحاً واحداً أو بياناً واحدا ذكر اسرائيل أو مسها من قريب أو بعيد ، ولم يعد أحد يتذكر أن هناك مُحتل ، بل هناك حرب تدور رحاها بين جيش الرب في غزة ، وجيش السلام في الضفة ، تقودهما ماكنة إعلامية بمهنية احترافية .
فماذا افهم ويفهم العالم عندما يستمع لتهديد قائد فلسطيني لرئيس فلسطيني منتخب ؟ وما أفهم ويفهم العالم معي عندما يدلي نائب مجلس تشريعي أو وزير اقسم قسم الولاء أمام الرئيس ويتهمه بالعمالة وعدم الشرعية ؟ وماذا سيفهم العالم عندما يري شبابنا عراه يستغيثيون بالجندي الإسرائيلي ؟
سلاماً سلاماً فلسطين ، سلاماً سلاماً فلسطين ........
إهنئوا ... إسرائيل تقدم رئيس وزرائها للمحكمة والتحقيق ونحن نقدم شعبنا قربان لأجل السلطة .
إهنئوا .... لقد انتخبكم شعبنا لتكسير عظام ابنائه ، وضرب نسائه ، وإهانة شيوخه ، وتكميم افواهه ، وهدم منازله على رؤوس أطفاله ، وإعتقال قادته ، وتشويه صورته ، وتحطيم اسطورته .
إهنئوا .. فقد استشهد الياسين وعرفات والشقاقي وحبش وأبو على مصطفي والرنتيسي وخليل الوزير وصلاح خلف ولم يتبق إلا أنتم ....
رحمكم الله شهداءنا ورحم الله من تبق حياً من شعبنا من الضرب والسجن والاعتقال والشبح والتكسير والمداهمة ومصادرة أملاكه وسرقة أثاثه ....الخ
وإن وجدتم فلسطين بلغوها سلامي وشوقي وحنيني وقبلاتي ... فقد ذهبت ولم تعد بعدما لحقها العار ..............
5/8/2008