إذا كنت قد ذهبت إلى الطبيب لتلقي العلاج، أو ربما أجريت عملية جراحية، فإن آخر شيء قد ترغب بمعرفته هو ما إذا كان الطبيب يسخر منك أو من أي شيء يتعلق بك، كعقلة إصبعك أو غيرها؟
ولكن هل يحدث مثل هذا الأمر على أرض الواقع؟
بالتأكيد، وفقاً لاستطلاع شمل الأطباء المقيمين في قسم الطب الباطني، حيث كشف أن ما نسبته 17 في المائة منهم يسخرون من المرضى، وفي بعض الأحيان عندما يكون المريض تحت مبضع الجراحة.
ورغم ذلك فإن نسبة 94 في المائة من أفراد عينة الأطباء، البالغة 110 أطباء، يدركون أن ما يقومون به من سخرية بحق المرضى تعتبر سلوكاً منافياً لأخلاقيات المهنة، وهذا يعني أن سبعة أطباء فقط يعتقدون أن سلوكهم مقبول.
ربما الأمر لا يثير الدهشة، بل وقد يكون عادياً، ذلك أن الأطباء في نهاية المطاف بشر عاديون، يحق لهم أن يحبوا وأن يختلفوا وأن يغضبوا، وربما أن يضحكوا قليلاً، حتى وإن كان ذلك على حساب المرضى.
وتقول مؤلفة الدراسة، فينيت آرورا، إن هذه الظاهرة ليست حديثة، أو متأثرة بالمسلسلات التلفزيونية المتعلقة بالأطباء، مثل "غريز أناتومي" و"إي آر" و"هاوس"، كما أنها بالتأكيد ليست مثل الأطباء الخارقين كما في مسلسل "ماركوس ويلبي" و"د. كيلدير."
روابط ذات علاقة
هندي يسطو على بنك ويسرق "حيوانات منوية"
على "يوتيوب": إخراج علبة معدنية من مؤخرة مريض
وتوضح آرورا، العميد المساعد في كلية الطب بريتزكر بجامعة شيكاغو، أن المسلسلين الأخيرين على سبيل المثال يقدمان صورة "جميلة واحترافية" عن الأطباء، ولكنها تضيف "لكن من الخطأ أن نقول أن هذه الظاهرة جديدة."
كما أنها لا تعتقد أن المسلسلات التلفزيونية الطبية تؤثر على سلوك الأطباء المقيمين.
وتعلم الاحترام والكياسة يشكل جزءاً من المنهاج الخفي للأطباء، أي المنهاج المتعلق بأي شيء آخر غير تشخيص الأمراض ومعالجتها.
ويتعلم معظم الأطباء المقيمين السلوك المناسب والسلوك غير المناسب مع الخبرة، حتى الأيام الأخيرة من فترة التدريب في المستشفيات.
وتعتقد آرورا أن سلوكيات النوم عند الأطباء تمثل جزءاً من المشكلة، مضيفة أن الأطباء الذين يتبعون سلوكاً غير احترافي قد تكون لديهم مشاكلهم الخاصة.
وتفيد الدراسة أيضاً أن هناك مشكلات أكثر أهمية من "الضحك على المرضى."
ومن هذه المشكلات، حضور لقاءات اجتماعية أو غداء عمل برعاية المؤسسات الطبية، التي تتناقض مع سلوك الطبيب المحايد، وهو ما عبر عنه 69 في المائة من الأطباء المقيمين.
كذلك قال 13 في المائة منهم إن يكذبون في التقارير الطبية للمرضى، ويزيفونها، في حين قال 10 في المائة منهم إنهم يغيرون في نتائج الفحوص الطبية عندما لا يكونون متأكدين من تلك النتائج، ويكتبون توصية بأن النتائج "طبيعية."