آخر الأخبار

أبخازيا التي تطالب بالإستقلال

أبخازيا هي مقاطعة ذاتية الحكم تقع في شمال غرب جورجيا بالقوقاز على شمال البحر الأسود ; كانت قديما تعرف عندا العرب بلاد الاباظه بالقرب من روسيا. بها حركة انفصالية كبيرة تسببت في العديد من التقلبات. تعتبر أبخازيا نفسها جمهورية مستقلة عن جورجيا واقعياً، إلا أنها لم تحظى باعتراف دولي. في عام 1993 أجبرت الجيوش الجورجية على الانسحاب من المنطقة بعد حرب دامت لمدة عام مع الثوار الانفصاليين. مساحتها 8600 كم2. عاصمتها سوخومي. ويقطنها غالبية من المسيحيين الأرثوذكس، وحوالي 10% من المسلمين.وكانت أبخازيا من قبل جمهورية تابعة لجورجيا منذ عام 1931. وقد طالبت الحركة الوطنية الأبخازية "إيدجيلارا" وتعني الوحدة، عام 1989 بالانفصال عن جمهورية جورجيا.

السكان لايتجاوزون الربع مليون

ومع بداية اتجاه جورجيا إلى الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي، تنامى الشعور لدى الأبخاز بخطر فقدان الهوية والذوبان في الجمهورية المستقلة، لتبدأ أول جولات الصدام والعنف بين الجانبين يوم 16 يوليو/تموز سنة 1989 في سوخومي قتل أثناءها 16 جورجباً. لقد كان الزعماء الجورجيون في السابق دائماً ما يشككون في طبيعة الهوية القومية للأبخاز مدعين بأنها كيان باصطناعي ، و أنهم ورقة روسية للضغط على جورجيا. اعتبر كثير من الأبخازيين تفتت الاتحاد السوفيتي فرصة ليُبطلوا صلتهم بقرار الضم الذي كانت قد اتخذته جمهورية جورجيا الشيوعية السوفيتية عام 1931 بحق أبخازيا. و أخذ التوتر يتصاعد بين الانفصاليين و القوميين الجورجيين فقُتِلَ في تموز من عام 1989 عشرون شخصا خلال الصدامات العرقية الداخلية في عاصمة أبخازيا سوخومي. و في 28 تشرين الأول/أوكتوبر 1989 أصبح زفياد غامساخوريا رئيسا لجورجيا، و في 9 آذار/مارس 1990 أُعلن استقلالها. و قد تبنت حكومة جورجيا الجديدة سلسلة من التدابير التي اعتبرتها الأقليات انتهاكات خطيرة لحقوقها. و في آب/أغسطس من عام 1990 أعلن مجلس السوفييت الأعلى في جمهورية أبخازيا المستقلة و بغياب أعضائها الجورجيين إن أبخازيا دولة قومية ذات سيادة و تتصرف أبخازيا منذ تلك اللحظة على أنها بلد مستقل. وفي الوقت الذي رفضت جورجيا التصويت سنة 1991 لصالح البقاء ضمن الاتحاد السوفياتي، صوت الأبخاز بنسبة عالية لفائدة البقاء ضمن الاتحاد.

وأعلنت أبخازيا استقلالها عن جورجيا يوم 23 يوليو/تموز 1992، وقامت على إثرها جورجيا بإرسال قواتها إلى المنطقة لحفظ النظام حيث دخلت القوات الجورجية إلى اقليم ابخازيا وشهدت المنطقة نزوح الآلاف من الأبخاز والروس والأرمن واليونان.

واستمرت الحرب بين الطرفين مدة عام تكبد الجانبان فيها خسائر كبيرة، واستطاع الجورجيون السيطرة على المنطقة لفترة محدودة. ونتيجة للدعم الذي تلقاه الأبخاز خصوصا من عدد من القوميات الأخرى، حيث وصلت الحشود الغير نظامية من شمال القفقاس لدعم الانفصاليين مدعومة من قبل القوات الروسية بالأسلحة و الاسناد الجوي، فأجبرت القوات الجورجية على الانسحاب من أبخازيا. واتهم الرئيس الجورجي آنذاك إدوارد شفرنادزه روسيا بدعم الثوار الأبخاز، لتنتهي المواجهات العسكرية سنة 1993 بسيطرة الثوار على العاصمة سوخومي.

وقد خلفت تلك الحرب حسب التقديرات ما بين عشرة آلاف إلى ثلاثين ألف قتيل من الجورجيين، وحوالي ثلاثة آلاف قتيل من الأبخاز.

عرفت أبخازيا انتخابات رئاسية سنة 2004 حيث دعمت روسيا رئيس الوزراء راوول غاجيمبا، لكنه خسرها لصالح سيرجي باغابش، ونتيجة لنشوب توترات بين المتنافسين تم التوصل إلى شراكة سياسية بين الجانبين تفاديا لوضع أكثر تأزما.

وتبقى منطقة وادي كودوري -الذي تتواجد فيه قوات جورجية- من أسخن الملفات العالقة التي تهدد بتجدد الصراع بين الجانبين.