آخر الأخبار

تعرف على جوزيف بايدن وسارة بالين

حتى أن جون ماكين أعتبر اختيار أوباما لبايدن كنائب له, على أنه أختيار حكيم جدا. وبايدن من مواليد 30/11/1942م,كاثوليكي ,وجذوره من الطبقة العاملة, ويقال أنه يمتاز بالنزاهة والإخلاص. وحاليا يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. وهو من غلاة المتحمسين لإرسال قوات أمريكية إلى السودان.وأنه صوت لصالح الحرب على العراق, وانبرى يعلن تأييده للحرب على العراق..إلا أنه سرعان ما تراجع عن موقفه, وراح ينتقدها. ويعلن في كل مناسبة سانحة, عن ندمه على التصويت على إرسال قوات إلى العراق. وقدم مع الرئيس الفخري للجنة العلاقات الخارجية ليسلي غيلب في تشرين الثاني من عام 2006م ورقة عمل إستراتيجية شاملة من خمس نقاط تدعوا إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات, في إطار نظام كونفدرالي فضفاض, مع الإبقاء على مائة ألف جندي لأجل غير محدود, لحماية مشروع التقسيم.وقد وافق على هذه الورقة مجلس الشيوخ بأغلبية 75 سيناتورا وعارضها 23 سيناتورا. وهو يرفض امتلاك إيران أية أسلحة نووية. ويدعوا للتعامل معها من خلال العقوبات , ومن خلال تطبيق سياسة الاحتواء. ويؤيد الحوار مع إيران, لأن خيار الحرب على إيران بنظره ليس خيارا سيئا فقط, بل أنها ستكون بمثابة كارثة.وأنه حين رشح بايدن نفسه كمنافس لأوباما, انتقد بايدن ترشيح أوباما,معتبرا انه يفتقد للخبرة. ولكنه أنسحب من السباق الرئاسي مباشرة بعد أن بث منافسه مايكل دوكاليس شريط فيديو يظهر بايدن وهو يقتبس مقاطع من زعيم حزب العمال البريطاني نيل كينوك, مع محاولته تغييرها لتبدوا خاصة به. ولكنه تراجع عن موقفه وسحب انتقاداته سريعا, ليعلن أن اوباما هو أول شخصية لامعة ونظيفة وساحرة. وأختاره أوباما نائبا له. ويرى بايدن أن الشعب الأميركي لا يحتاج لبطل حرب كماكين, وإنما يحتاج إلى الحكمة. وينتقد بايدن ماكين لتأييده الوجود العسكري الأمريكي في العراق. وخصوم بايدن ينتقدونه لعدة أسباب. حيث يقول عنه المستشار الجمهوري كيفن مادن: بايدن عقله ميزة, ولكن لسانه عبء كبير, وخاصة حين يعلو صوت الأخير على الأول, وهو أمر حتمي سيواجه الديمقراطيين بمشكلة. وجوزيف بايدن متطرف في اعتناق الإيديولوجية الصهيونية. وهو صاحب الشعار الشهير: أنا صهيوني, وليس بالضرورة أن يكون المرء يهوديا كي يصبح صهيونيا. وهو يدعو بشكل دائم للعمل من اجل أن تكون إسرائيل متفوقة على كافة جيرانها.وقد قال بايدن في 16 تموز من عام 2006م: لم يعد أمامنا من خيار سوى دعم إسرائيل في كل ما يتعلق بجهودها المشروعة للدفاع عن النفس ضد الإيرانيين والفلسطينيين واللبنانيين. وقال في الخامس من تشرين الثاني من عام 2007م: أن أهم شيء يمكن فعله الآن لمصلحة إسرائيل هو تحقيق تسوية سياسية في العراق, لأن ذلك سيغير ديناميكيات المنطقة, ويحرر طاقاتنا, ويغير اللعبة برمتها. وهو من وصف العلاقة بين الديمقراطيين وإسرائيل بقوله: إن دعم الديمقراطيين لإسرائيل ينطلق من المعدة,ويمر عبر القلب, قبل أن يستقر في رؤوسنا,إنه يكمن في جيناتنا تقريبا. وقد قال عنه إيرا فورمان المدير التنفيذي للمجلس القومي اليهودي الأمريكي: جوزيف بايدن قائد قوي وصديق عظيم للجالية اليهودية الأمريكية,إنه يجسد كل المثل اليهودية,ومنها خصوصا المثل الأعلى الداعي إلى تغيير العالم وإصلاحه.
أما اختيار جون ماكين لسارة بالين لتكون نائبا له,فقد أثار عواصف كثيرة. فعلى الرغم من أن سارة بالين من الطبقة العاملة المعروفة بأصحاب الياقات الزرقاء. والتي هاجرت مع أسرتها وهي صغيرة السن من ولاية إيداهوا إلى ولاية آلا سكا. وحلت في المرتبة الثانية كوصيفة في مسابقة ملكة جمال آلاسكا عام 1984م. ومنحها اللقب جائزة مالية غطت بها تكاليف دراستها الجامعية. ومع بداية التسعينات دخلت السياسة المحلية في ولايتها, وتدرجت في المناصب من رئيس بلدية, حتى فازت بمنصب حاكم الولاية في عام 2006م. بعدما هاجمت كبار السياسيون من الحزب الجمهوري في الولاية, متهمة إياهم بالفساد. وهذا أعطاها سمعة على أنها نظيفة الكف, مع تأييد شعبي في منصبها على رأس الولاية بلغ 90% في العام 2007م. رغم أن الاتهامات تطاردها حاليا بتهمة تورطها بفضيحة تروبر غيت. والتي تتهم فيها على أنها استغلت سلطتها كحاكمة لولاية آلا سكا في 11/7/2008مم وأقالت تعسفيا رئيس جهاز الأمن العام في الولاية لرفضه إقالة زوج شقيقتها الشرطي الذي يخوض مع زوجته السابقة شقيقة سارة قضية طلاق. كما أن أكثر من 60 نائب في برلمان الولاية يتهمون سارة بالين, بأنه كلما شغر منصب رفيع المستوى في الولاية ,كانت سارة تسارع لتعيين أحد أصدقائها فيه. و أنها تنقم من معارضيها بقسوة,وأنها سرحت موظفين رسميين لم يكونوا على وفاق معها. وأحيانا كثيرة تخلط بين مشاكلها الخاصة ومنصبها الرسمي.و هي من كذبت المسئولين عن حملتها وحملة ماكين, حين قالت بأنها لم تزر العراق ,وإنما توقفت لوقت قصير على الحدود العراقية الكويتية فقط خلال زيارتها للكويت خلال العام الحالي, وأنها لم تزر أيرلندا ,بل أن طائراتها توقفت هناك للتزود بالوقود فقط. وهي من انتقدت هيلاري كلينتون بقولها: أن نواح هيلاري لا يفيد النساء بشيء. بينما تمتدحها اليوم وتعتبر أن باراك أوباما أخطا حين لم يختارها نائبة له. وفي مقابلة لها مع شبكة التلفزيون الأميركي ( abc) قالت أنها مستعدة لتصبح رئيسة الولايات المتحدة الأميركية إن دعت الضرورة. وأنها لم تتردد لحظة واحدة عندما طلب منها المرشح ماكين أن تكون مرشحته لنائب الرئيس. و أنها ستكون المدافع عن حلفائها بشراسة. وأن أي هجوم تشنه روسيا على أي من أراضي دول حلف الأطلسي قد يقود روسيا إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.غير أنها أكدت على أن واشنطن وموسكو لن تعودا إلى الحرب الباردة. وهاجمت فلاديمير بوتين الذي أتهمته بأن هدفه السيطرة على مصادر الطاقة. وأردفت قائلة: انه إذا كان بقاء إسرائيل مهددا بوجود أسلحة نووية بين أيدي حكومة إيران ,فإن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.وحين سألت عن شرعية ضرب الولايات المتحدة الأمريكية لمن تصفهم إرهابيين في المناطق الباكستانية المحاذية لأفغانستان قالت بصريح العبارة: هؤلاء الإسلاميين الذين يسعون لتدمير الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها, علينا أن نقوم بكل ما بقدرتنا وبدون تردد. إلا أن الكثير يرى أن اختيار ماكين ومستشاريه لها إنما هو خطأ فادح, لأن ماكين لا تفقه من شيء بتاتا في السياسة بكل صنوفها.وأن اختيارها إنما كان سببه:
1. تشابه قصة كفاح ونجاح سارة بالين مع قصة باراك اوباما.
2. سرقة دور هيلاري كلينتون,كي تتحكم سارة بالين بأصوات النساء.
3. تودد ماكين إلى المحافظين في الحزبين. والذين يعتبرون ماكين ليبرالي. ومواقفه تتطابق وموقف الليبراليين الجدد في كثير من المسائل الاجتماعية الكبرى التي تقسم الأمريكيين.
4. تغيير الصورة النمطية لحملة ماكين من خلال اكتساب الشباب من الجنسين,كي تمنح حملته البريق والطاقة والحيوية ,لتغيير الصورة النمطية الباهتة.
5. تعزيز دور البيض واستنهاض همهم ضد المرشح الأسود أوباما.
6. عبر السيناتور الجمهوري روبرت بينيت عن سر اختيار سارة بالين بقوله: لدينا قاعدة متذمرة , ومن الواضح أن سارة بالين أشعلت حماسها,حيث كانت حملة ماكين كئيبة مثل المياه الفاترة وثم أصبحت مثيرة. أما السيناتور كيت بوند فقال: أعطتنا سارة بالين دفعة كبيرة,وأي مرشح جمهوري للكونغرس يخوض سباقا صعبا , سيسعده أن يأتي جون ماكين وسارة بالين إلى مناطق ولاياتهم.
غالبية الأمريكيون والشعوب, مجمعون على أن سارة بالين جاهلة بالسياسة, وخوضها غمار نقاش وحوار حامي الوطيس في السياسة الداخلية والخارجية والاجتماعية, أو على الصعيد الوطني, سيكون كارثة. وسيبتلعها بايدن بيسر وسهولة. وخاصة كونها من المحافظين ومن أقصى اليمين المتشدد, والذين يدلفون ساحة الحوار والنقاش مدججون بسلاطة اللسان والعنف والإرهاب, وعزل من المنطق والحكمة والحجة. فهي قد انتقدت أوباما بما ليس فيه. وهي على الدوام تعطي حديثها طابع ديني بأصولية متحجرة و بمنتهى التخلف. فهي تعتبر أن القوات الأميركية في العراق أرسلت بمهمة من الله. وهي بذلك تأيد الرئيس جورج بوش على مقولته: لم أكن لأصبح حاكما لو لم أكن مؤمنا بمخطط إلهي كبديل لكل المخططات الإنسانية. وهي بذلك تقر على أن جورج بوش فعل ما فعل بوحي من الله. وتدعو الطلاب إلى الصلاة من أجل بناء أنبوب غاز بقيمة 3 مليار دولار في آلا سكا. وتطالبهم بالصلاة من اجل جنود بلادها من النساء والرجال الذين يبذلون جهودا للقيام بما هو صائب. وتخاطب أنصارها قائلة: أعتقد أن إرادة الله يجب أن تتم من أجل توحيد الأشخاص والشركات, بهدف التوصل إلى بناء أنبوب الغاز هذا, وبالتالي صلوا من اجل ذلك. وسارة بالين تحمل شهادة في الصحافة وغطت في السابق لفترة وجيزة أحداثا رياضية لحساب شبكة تلفزيونية محلية وصغيرة في مدينة أنكوراج.قبل أن تنضم لزوجها لتساعده في صيد السمك. تفضل كرة السلة والصيد على السباحة,أو المشاركة في مسابقات ترتدي فيها أثواب سهرة. وتفضل اللباس المريح كلباس الصيد.وقعت في حب زوجها من أول نظرة. وتزوجته عام 1988م. لأته بنظرها أفضل لاعب كرة سلة وقعت عيناها عليه. وجذور زوجها تعود لسكان الأسكيميو. وزوجها يرغب بإنجاب عدد كاف من الأطفال لتأسيس فريق كرة سلة بلاعبيه الرئيسيين والاحتياطيين وإدارته ومديره ورئيسه ومدربيه. وحاليا هي أم لخمسة أطفال. أحدهم مصاب باضطراب خلقي وبمتلازمة داون, وآخر يخدم في الجيش الأمريكي ويستعد للالتحاق في القوات الأمريكية في العراق.وأبنتها حامل من دون زواج ,ولم يتجاوز عمرها ال17 ربيعا. وتعارض سارة بالين الإجهاض إلا إذا كانت حياة الحامل مهددة. وكتبت تقول: مهما كانت الأخطاء التي نرتكبها في المجتمع لا يمكننا قبول القضاء على روح بريئة. ولا تعتبر أن ظاهرة الاحتباس الحراري مشكلة سببها الإنسان. وهي بهذا الوقف تكذب وتهزأ الدول والحكومات والمنظمات الدولية ومؤسسات ولجان وجمعيات حماية البيئة. وهي من قدمت شكوى في واشنطن على قرار إدارة جورج بوش , التي وضعت الدب القطبي على لائحة الأجناس المهددة بالإنقراض. وتعارض دروس التوعية الجنسية في المدارس. وتدعو إلى الامتناع عن إقامة علاقات جنسية قبل الزواج, والذي لم يقنع حتى أبنتها ووزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي الحاملتين من دون زواج. وتعارض زواج مثلي الجنس.وتحب الصيد, وثلاجتها مليئة بمختلف أنواع الطرائد. تدافع بحماس عن فتح المحميات الطبيعية القطبية أمام عمليات التنقيب عن النفط.وتعتز بنفسها على أنها من مؤيدي الليبراليين الجدد, رغم جنوحها نحو اليمين المحافظ. ومنذ اختيارها نائبا لماكين وليس لها من جهد يذكر, سوى المدح والهجاء والقدح. حيث قالت: في السياسة هناك مرشحين يستخدمون التغيير للتقدم في مسيرتهم, وهناك آخرون مثل ماكين يستخدمون مسيرتهم لإعطاء دفع للتغيير. وقولها أيضا: أوباما لم يقم بصياغة قانون واحد, ولم يقدم إصلاح واحد. وهذا الكلام كذب ونفاق. ويتطابق مع حملة ماكين التي تقوم على الكذب والافتراء.
والمؤسف أن كلا النائبين لم يجسد ما يسعى إليه الشعب الأمريكي, إن كان في خطبه أو تصريحاته.ولا قدم حلولا للمشكلات التي تعترض الولايات المتحدة الأمريكية, والشعب الأمريكي. ولم يجتهد برسم سياسة تهدف لمحاسبة المسئولين عن تغطيس بلاده في المستنقعات, وإلحاق الهزيمة بها, وتشويه صورتها, والإساءة لقيمها في الحرية والديمقراطية, وطريقة تخليصها من مآزقها. وإنما تطوع للدفاع عن إسرائيل وأمن إسرائيل فقط.
الجمعة : 19/ 9/2008م
bkriem@gmail.com