آخر الأخبار

تاريخ البيت الأبيض السري

في السلسلة الرابعة من الكتب التي أصدرها حول البيت الأبيض، توصل الكاتب وود ورد إلى نتيجة تدين رئاسة جورج بوش ومفادها أن الرئيس يجب أن يكون له نظرة واضحة وتقييم غير متحيز للحرب.
يقول وود ورد إن بوش خلال سنوات رئاسته أبدى تبجحاً بالشجاعة وعدم الصبر وثقة شخصية غير ثابتة حول قراراته، وكانت النتيجة التهور وعدم الوضوح ولعلها كانت الأكثر كارثية في التاريخ الأميركي بسبب تجاهله للحقائق واستجابته المتأخرة للنصح.‏
بعد إيعازه بغزو العراق، تجاهل بوش خلال السنوات الثلاث التي اعقبت الغزو إجراء أي مراجعة لاستراتيجيته وأحال الأمر إلى مستشاره للأمن القومي لكونه كان قليل التحمل للمواجهات والمناقشات العميقة، وخلال تلك السنوات فشل في إدارة الحرب دون أن يظهر أي عجلة في وضع نهاية لها.‏
في كتابه هذا، قدم وود ورد الكثير من التفاصيل معتمداً على مقابلات أجراها مع العديد من اللاعبين الأساسيين بمن فيهم وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ومستشار الأمن القومي هادلي وعدد من القادة العسكريين وأعضاء من فريق دراسة العراق، إضافة إلى أنه أجرى مقابلتين مع بوش نفسه.‏
يقول وود ورد: إن إدارة بوش تجسست على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي و على عدد آخر من المسؤولين العراقيين في عدد من الحالات، لكنه أفرد جل كتابه للحديث عن الأساليب الحديثة المتبعة في تحديد واستهداف وقتل أفراد بارزين في الجماعات المتشددة إضافة إلى خطة زيادة عدد القوات الأميركية التي يقال إنها أدت إلى تقليص عمليات العنف ولكن تحدث عن هذه الأمور بشكل سطحي لأسباب أمنية لأن الكشف عن تفاصيل مثل هذه العمليات يمكن أن يهدد نجاح العمليات الجارية حالياً.‏
إن الكتاب ماهو إلاتصديق للصور التي تكونت من مقالات الصحف والمجلات والعاملين في الإدارات السابقة، إنها صورة عن إدارة ممزقة بالخلافات الداخلية بين البنتاغون ووزارة الخارجية وبين المحافظين الجدد المتعصبين والواقعيين البراغماتيين، وبين المدنيين في وزارة الدفاع والعسكريين في الوزارة نفسها.‏
يقول وود ورد: إن رايس لم تنقل شكواها عن تقارير الجيش إلى بوش لأنه يطالب بالتفاؤل دائماً لكونها وزيرة للخارجية فمن غير الملائم حسب قولها انتقاد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أو قادة الجيش، وفي فصل آخر من الكتاب يتحدث الكاتب عن مستشار الأمن القومي هادلي المسؤول عن تقرير 2006 السري حول الحرب والذي ترك تحت حراسة لصيقة بسبب مخاوف البيت الأبيض من أن الكشف عن هذا التقرير يمكن أن يؤثر على فرص الجمهوريين في الانتخابات النصفية في مجلس الشيوخ.‏
ويضيف وود ورد: إن بوش ومستشاريه عمدوا إلى تقديم صورة متفائلة للرأي العام الأميركي من منظورهم الشخصي، وتجاهلوا التقارير الأمنية التي تشير إلى وجود مشكلة كبيرة في العراق ورد البيت الأبيض عليها، بهدف تأجيل اتخاد القرارات والدعوة إلى إجراء دراسة جديدة.‏
وفي الواقع، كانت التقارير التي تشير إلى وقوع مشكلات كبيرة في العراق منذ منتصف عام 2003 تصل الإدارة الأميركية باستمرار، أما الرأي العام الأميركي الذي يعتمد على التقارير الإخبارية فكان عليه أن يحل ألغاز الأوضاع المتدهورة في العراق بصورة متدرجة، وقد ظل بوش على الدوام يرفض الاعتراف بأخطائه، مثلما يرفض إجراء أي تغيير على سياساته.‏
وكتب وود ورد أن بوش أخبره بحاجته إلى شخصيات جديدة بمن في تلك وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، لكنه لم يغيره إلا بعد انتخابات عام 2006.‏
لقد نصح الخبراء البيت الأبيض بعدم ذكر كلمة النصر بعد سقوط بغداد، وعندما حذفها هادلي طلب منه بوش ارجاعها، وعند سؤال وود ورد لبوش عما إذا كان ندم على إرسال قوات إضافية إلى العراق مبكراً? أجاب الرئيس : إن التاريخ سيحكم في النهاية، مضيفاً: لقد قضيت وقتاً طويلاً في عام 2003، في التفكير بأن إرسال مزيد من القوات سيغير من الوضع في العراق، بوش الذي وصف هنا بأنه مسن وذو شعر رمادي، بدا حديثه دفاعياً وغير مركز مع وود ورد ويبدو أن مستشاريه ومساعديه كما قدموا في هذا الكتاب هم أكثر حيوية في اتخاذ قرارات الإدارة.‏
وفي الحرب التي أودت بحياة أكثر من 4100 أميركي وجرح 30000 آخرين ومقتل مئات آلاف العراقيين، تقول رايس : إن هناك الكثير من الأشياء التي يمكنني فعلها وتغييرها لو عادت عجلة الزمن إلى الوراء، ولكن الشيء الوحيد الذي لن أغير به شيئاً هو تحرير العراق كدولة وشعب وأكرر آلاف المرات كنت سأحرر العراق.‏