آخر الأخبار

نهاية اللعبة

ان فكرة الحداثة الامريكية وفقرها للحضارة الراسخة-والتي تميز اوروبا واسيا-وعدم امتلاكها تاريخ عريق او جذور تاريخية هي فكرة تحمل اهمية كبرىفي تاريخ تطور الدول والامبراطوريات التي حكمت العالم .
والفرق الكبير بين الحضارة الانسانيةوالتطور التقني أواستخدام اساليب علمية او تسخير العلم
لخدمة البشرية هو ما يجعلنا نميز بين مصطلحي الحضارة والتطور.

لا يمكن تجاهل الازمة العالمية والتي كان مفتاحها ازمة السندات العقارية.
ربما في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة الامريكية احد اقطاب العالم اي ايام الحرب الباردة
كانت هناك بحبوحة اقتصادية او بمعنى اخر هناك رخاء اقتصادي على مستوى كلا من المعسكرين المتحاربين سواء شركات او حكومات او دول.

وبالعودة للتاريخ نجد ان الدول العظمى بنت قوتها العسكرية على اساس القوة الاقتصادية وليس العكس اي الاساس المتين للقوة العسكرية هو اقتصاد متين مزدهر.
تحت مسمى الحرب على الارهاب او الحروب الاستباقية اصبح الجيش الجرارهو دمية بيد اصحاب القرار والنفوذ يحركونها كيفما يشاؤؤن.
وهنا بدا الاقتصاد الامريكي الذي بدا لبضعة عقود جبارا متينا بدأ بالشروخ ثم التصدع على اعتاب ازمة السندات العقارية ,وهو تسلسل منطقي للعطب الذي اصاب هذا الاقتصادوالذي لابد ان ينتهي هذا التسلسل بالسقوط.

اعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية ليست كالاتحاد السوفياتي اي بمعنى اخر لا يمكن ان تسقط خلال ثوان او باعلان ما؟
لان النظام المركزي قوي بواشنطن والموقع الجغرافي منيع وضعف جبرانها الجنوبيين,ولاهي مثل جمهوريات السوفيات التي كانت لها ميول عرقية قوية,علما ان نسيج الاعراق في الولايات المتحدة ليس بالبيئة الصالحة لانشاء دولة عرقية على غرار ارمينية .
ان انهيار الولايات المتحدة الامريكية يمكن ان لا يكون بالمعنى الحرفي او حتى المجازي ...ولكن هبوطها الى درجة منخفضة من السلم العالمي هو امر واقع خاصة بعد المحاولات العديدة من دول مثل الصين باختراق الاقتصاد الامريكي وتحويل هذه الدولة العظمى الى دائن مالي.
وانخفاض الوزن العام للولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا هو انخفاض متسارع فهي لن تبقى الاقوى وانما احدى الدول المؤثرة.