وأشاع أنها مطلوبة لوجه العدالة..
و أرسل عيونه تستطلع ما وراء الذاكره.
لترسم وجه الجريمة .. و جسد الصليب...
حشد عليها .. كل ما لديه.. من..
جماجم ... أحشاء ... أشلاء ... و قلوب لا كالقلوب...
ضرب حولها طوقا من الكلمات ..
قطع عنها ... بئر الذكريات...
و لم يكتف....
فهو قد اتخذ قرارا ... لا عودة عنه..
ها هو يدس أنفاسه في لقمة الحياة ....
ينفث ... يزمجر ... يرعد ...
اكتمل القمر .. و خرجت القطعان وراء ها...
مطاردة في غابات العذر .. و السنديان ....
فموسم الصيد أتى...
و أرض الصيد ها هنا ...
و الطريدة سمينة ... عفية ...
أطلقوها باتجاه حتفها ..
تركض ..الى حيث لا تعلم ...
و يعلو النباح ..
كلاب ... مدربة .. مدججة ..
يسيل لعابها الممزوج ببقايا الجيف..
متحفزة .. تائقة .. لبدء المطاردة..
انهم ينفخون في أبواقهم ... ليأذن لهم ... بدء الصيد ..
فتطلق حرية الكلاب .. الذئاب... الهجينه..
تنطلق .. تدفعها غريزة المطاردة و القتل..
و من بعيد , تسمع الطريدة المحاصرة بين...
حافات الحياة ... و جبال النار ...
أصداء موشحات الموت ...
تشتم أبخرة .. الرصاص...المتدافع من لهاث القطعان...
ها هي السفوح .. مفتوحة الأقدار ...
حيث لا مكان للاختباء ... لا مكان للرحمة..
أقدار صنعها لها هؤلاء .. من التيه و اليأس و العدم...
تتراكض الأنات .. يخفق القلب بازدياد ..
تتوه العيون ..فترسم ملامح الخوف ... المعتق في أقبية الجلادين
لابد و أن التعب سيغلبها ... هكذا العاده...
فلا تعود قادرة على الحركه ...
وقتها ... افعلوا بها ما تشاؤون ....
يشتد العطش .. و اللحم يسكنه الحامض و المر و المالح..
نباحهم يدنو .. على ايقاع طبول الموت ...
منذرا بحتمية النهايه.. وانطفاء الصورة ....
تسمع دقات قلبها من أذنيها .. حتى ...
أصابها الصمم...فلم تعد تدرك ما الذي يجري حولها
و اذ ... بالكلاب ... الذئاب ... الهجينه..
تغرز أنيابها في لحمة الضوء ... لترسم العتمه....
و تخر الطريدة بلا أدنى حراك ...
تراقب بما تبقى في عينيها من بريق الانعكاسات ....
أشلاءها .. ذكرياتها ... يوم ولادتها ... طفولتها.....
فهي الآن لم تعد تشعر بالألم .. و لا بالخوف ...
و لا بالجوع أو العطش.....
يصل الساده ... فتتراجع الكلاب الى الخلف ...
معلنة الولاء و الطاعه ...
فهي الآن تشعر بالرضا ..... بالعرفان ...
يعود الجميع أدراجهم ... تاركين وراءهم بقايا ....
بقايا من كل شيئ ... حتى منهم...
يغسل المطر ... التراب المخضب ...
و ينهمر من على الحافات نديا .. ورديا ...
يسقي من بعدها الكروم الصيفية...
ليعود نبيذا في أقبية هؤلاء....
في ردهات الفندق ....
الجميع مدعوون .. للاحتفال و اختبار نبيذ هذه السنه...
فالعتمة و العفونة ..و الرطوبة كانت مناسبة جدا هذا العام ...
فانتجت نبيذا مميزا....
يتقدم السقاة من الساده .. فيمتشط كل منهم كأسه في يمينه ..
و ترفع الكؤوس عاليا ...
بصحة الجميع .... دمه علينا .. وعلى ..
يصيح أحدهم من وسط هؤلاء : من التالي . ؟