آخر الأخبار

القذافي يلقي كلمة مثيرة ويمزق جزءا من ميثاق الأمم المتحدة

أثار الزعيم الليبي، معمر القذافي، على عادته في الاجتماعات الدولية، عاصفة من المواقف المثيرة للجدل، خلال الكلمة التي ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فرفض وجود الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، الذي اسماه "مجلس الرعب"، واصفاً حق الفيتو بأنه "إرهاب."

واتهم القذافي "مصانع تابعة للمخابرات" بإنتاج فيروس أنفلونزا الخنازير، وطالب بالتحقيق في الحروب التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة ما جرى بالعراق وأفغانستان، إلى جانب اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، جون كينيدي، متحدثاً عن دور إسرائيلي بالقضية، وكشف أن عناصر من القاعدة موقوفة في ليبيا، اعترفت بأن مبنى الأمم المتحدة يشكل هدفاً للتنظيم.

وقال القذاقي، إن الأمم المتحدة تكونت من ثلاث أو أربع دول توحدت ضد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وشكلت مجلس سمته مجلس أمن، وأعطت لنفسها حق فيتو، وذلك بغياب سائر الدول.

ولوح الزعيم الليبي ضمنياً بالانسحاب من الأمم المتحدة، قائلاً إن ميثاقها "انتهى العمل به، ولا نقبل به بعد الحرب العالمية الثانية. الميثاق يقول إن الأمم متساوية في الحقوق، حسناً.. حق الفيتو هل نحن فيه سواسية؟ إذا الفيتو والمقاعد الدائمة ضد الميثاق، وهذا لا نعترف فيه ولا نقبله،" وتابع بتمزيق جزء من غلاف الميثاق.

واعتبر القذافي أن الحل يتمثل في "إقفال باب العضوية في مجلس الأمن، ليحل محلها عضوية الاتحادات، ونقل الصلاحيات إلى الجمعية العمومية وتحقيق الديمقراطية بالمساواة بين الدول الأعضاء، على أن تكون عضوية مجلس الأمن للاتحادات الدولية،" مثل الجامعة العربية، الاتحاد الروسي والولايات المتحدة، واتحاد أمريكا اللاتينية والاتحاد الأفريقي.

واعتبر القذافي أن سيطرة دول تمتلك التكنولوجيا وأخرى القنابل الذرية، أو القوى الاقتصادية على مجلس الأمن هو "إرهاب."

كما رأى في مجلس الأمن "إقطاعية أمنية لأصحاب المقاعد الدائمة، هو يحميهم وهم يستغلونه ضدنا، ويجب أن يسمى مجلس رعب."

وأضاف: "نحن غير ملزمين بإتباع قرارات مجلس الأمن بعد هذا الخطاب، سأطرح هذه العناوين للتصويت في الجمعية العامة، فإما أن نستمر معاً أو ننقسم قسمين، أمم متحدة متساوية لها مجلسها، والدول الكبرى التي لها مجلسها، ويستخدمون الفيتو ضد بعضهم."

وتحدث عن ضرورة وجود مقعد دائم لأفريقيا في مجلس الأمن، باعتبار أنها "قارة معزولة ومستعمرة، وقد نظروا إلى سكانها كحيوانات، ومن ثم عبيد."


وطالب القذافي بعدم تدخل مجلس الأمن في أنظمة الدول، سواء أكانت ديكتاتورية أو اشتراكية أو رأسمالية.

وتوجه إلى ممثلي الدول الموجودين في الجلسة قائلاً: "أنتم ديكور لا قيمة لكم، مثل كأنكم في حديقة هايد بارك، تلقون خطاباً وتذهبون."

وتحدث القذافي عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، فاعتبر أنها تهدف إلى استرداد الثروات التي سرقتها الدول الكبرى من الدول النامية، وطالب بإعادة الثروات كي تتوقف الهجرة، من خلال دفع 777 ترليون دولار كتعويضات للقارة السمراء.

وأشاد القذافي بالرئيس الأمركي، باراك أوباما، وخطابه في الجمعية العامة، وقال إن الشعب الأفريقي: "فرح لأن أحد أبنائه.. ابني أوباما.. يحكم أمريكا،" ولكنه حذر من عودة السياسة الأمريكية إلى سابق عهدها من بعده، بالقول: "بالنسبة لي أوباما ومضة في ظلام مدتها أربع أو ثماني سنوات، وبعدها أخشى أن تعود حليمة لعادتها القديمة، فمن يضمن أمريكا بعد أوباما؟"

وطلب القذافي نقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك بسبب مشقة الوصول إليها، وفارق التوقيت الكبير بينها وبين سائر دول العالم، محذراً من أن المبنى مستهدف من تنظيم القاعدة بناء على معلومات توفرت لديه من اعترافات عشرات عناصر القاعدة الذي أوقفهم الأمن الليبي.

ودعا الزعيم الليبي في خطابه المطوّل إلى التحقيق في حروب كوريا والسويس وفيتنام وبنما وغرينادا وقصف الصومال ويوغوسلافيا والعراق، رافضاً التعامل مع محكمة العدل الدولية إن لم تقم بتطبيق العدالة على الجميع، مضيفاً: "نحن شعوب مستعدة للقتال والموت كي لا نعيش في هذا الوضع.. وجربونا."

وتناول الوضع في العراق وأفغانستان بالقول: "حتى الآن لا نعرف من نفذ حكم الإعدام بـ(الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين يوم العيد، لأن من نفذ الحكم كان ملثماً ولم نر الطبيب.. وكذلك أفغانستان، يجب أن نحقق فيها، تريد حركة طالبان أن تقيم دولة إسلامية بأفغانستان، فليكن، هناك دولة دينية هي الفاتيكان، فهل هي مؤذية؟"

وأضاف: "اتركوا العراق وأفغانستان، إن كانوا يريدون حربا أهلية فهم أحرار، فليقاتلوا بعضهم، ألم يكن هناك حرب أهلية بأمريكا؟ فمن تدخل فيها."

وحض الزعيم الليبي على فتح باب التحقيق بالاغتيالات السياسية خلال العقود الماضية، لشخصيات سياسية مثل الزعيم الأفريقي باتريس لومومبا، والأمين العام السابق للأمم المتحدة، داغ هامر شولد، والرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي، الذي قال إن من قتله هو لي هارفي، الذي عاد فقتل بدوره على يد رجل إسرائيلي، وأضاف: "لماذا؟ نحن قرأنا أنه (كينيدي) كان يريد تفتيش مفاعل ديمونا الإسرائيلي، لذلك قتل."

وكشف القاذفي أنه اجتمع مع قراصنة الصومال، ووعدهم بعقد معاهدة بينهم وبين دول العالم تقضي بوقف عمليات القرصنة مقابل احترام المياه الاقتصادية الصومالية، ومنع رمي النفايات السامة فيها، متهماً الدول التي تمتلك أساطيل صيد بسرقة الثروة السمكية الصومالية.


ولم يترك القذافي المنبر دون أن يتطرق لقضية فيروس أنفلونزا الخنازير، فرجح أن يكون: "ضمن الفيروسات المخلقة كسلاح حربي وفقد أصحابها السيطرة عليها."

وانتقد ما قال إنه تصنيع أمراض لأجل بيع أدوية بأسعار عالية، باعتبار أن "الكتاب الأخضر" الذي يجمع أفكار القذافي، يشير إلى أن الأدوية لا تباع بل تُمنح مجاناً.