آخر الأخبار

ليس باليد حيلة

وقع منذ يومين حادث أليم عند مفرق الزهيريات على أوتوستراد اللاذقية - طرطوس ، على بعد عدة كيلومترات من عقدة جبلة الجنوبية، إثر اصطدام ما يسمى بالطريزنة أو حلفاوية بدراجة نارية أثناء عبورها الأتوستراد ، راح ضحيته سائق الدراجة ، شاب في الثلاثينيات من عمره ، ليضاف إلى قافلة الضحايا والقتلى الكثر الذين ذهبوا على نفس المعبر بشكل خاص وعلى الأوتوستراد بشكل عام ، نتيجة العبور واجتياز الأوتوستراد من طرف إلى آخر من نقاط غير نظامية .
قد يذهب البعض، ممن لا يعرفون أبعاد المشكلة إلى القول بأن الحق يقع على عاتق من يعبر الطريق السريع بشكل مخالف وغير نظامي ، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب، إذ ليس باليد حيلة ولم يترك أمام الناس وسكان المناطق التي قسمها الأوتوستراد إلى قسمين من خيار ، فهم مضطرون للعبور بشكل مخالف رغم علمهم بخطورة الأمر لأنه لا يوجد معابر تؤمن العبور بشكل آمن.
ففي المنطقة التي تصل من حدود بانياس مع جبلة وحتى جسر القرداحة والتي تتجاوز 35كم لا يوجد فيها سوى عقدتين نظاميتين لعبور الأوتوستراد من ضفة إلى ضفته الأخرى ، وهذه المنطقة تعد من أكثف المناطق سكانياً وأكثرها حركة وتنقلاً بحكم النشاط الزراعي ، و ارتباطها الوثيق مع مدينة جبلة بمختلف وكافة المجالات ، ما يؤدي إلى حاجة ماسة للتنقل من وإلى المدينة بشكل كثيف على مدار اليوم ، ولا بد من التنويه بأن هاتين العقدتين لا تلبيان الغرض فيضطر الناس لإزالة بعض أحجار المنصف للعبور بحكم الحاجة .
وسمعنا من الجهات المسؤولة بأنه لا يمكن أن نبني لكل قرية جسر على الأوتوستراد ، وفي هذا الحال نتساءل كيف تم بناء 17 جسراً من حدود بانياس مع جبلة وحتى حدودها مع طرطوس والتي لا يتعدى طولها ال20 كم .
وذكر البعض أنه لو تم الالتزام ببناء الجسور والعقد المرورية الموجودة على المخطط الأصلي لمشروع الأتوستراد لكانت كافية لحل أغلب المشاكل بهذا الخصوص ، فلماذا هذا التقصير والإهمال ، وكم سنحصد من الأرواح والضحايا بعد ... كي نفكر جدياً في بناء العقد المرورية الضرورية على الأتوستراد.
وأتوقع بأن الجهات المسؤولة في المحافظة - كما في العديد من المرات التي كتبنا فيها عن هذا الموضوع - ستبادر فوراً بعد قراءة هذه السطور إلى إغلاق كافة نقاط العبور في المنصف ، طبعاً هذا ليس الحل ، لان الناس سيعاودون فتح ثغرات أخرى كي يصلوا إلى أراضيهم ومنازلهم وأماكن عملهم .لذلك علينا أن لا نحجب قرص الشمس بغربال وأن نرى المشكلة بكل جوانبها ، فقبل مطالبة الناس بعدم عبور الطريق بشكل مخالف ، يجب أولاً تأمين البديل ... فهل سننتظر طويلاً ؟ ... الله أعلم ...!!!