قرية بسيسين من أهم التجمعات السكانية القريبة من مدينة جبلة ، وحدودها العقارية متداخلة ومتشابكة معها ، وحسب القرارات يفترض أن تكون حياً من إحيائها منذ أكثر من 13 سنة ، ومازالت تلك القرارات حبر ورق تطحنها الوعود .
ترتبط بسيسين بالمدينة ومنذ مئات السنين بطريق قديم جداً منذ أن وجدت القرية إلى حيز الوجود، كانت تؤمن كافة عمليات الاتصال والتواصل في شتى المجالات إلى أن جاء أوتوستراد اللاذقية - دمشق في منتصف الثمانينات فقطع ذلك الطريق وشل حركة الناس وأعمالهم واتصالاتهم بالمدينة ، قوافل من الضحايا والقتلى راحت على هذا الطريق بسبب اجتياز الناس الأوتوستراد بشكل عرضاني، ومنذ ذلك الحين وأهالي بسيسين يطالبون بإقامة جسر أو نفق يخدم القرية ويعيد روابطها الطبيعية مع مدينة جبلة، لكن حتى الآن جميع هذا المطالبات باءت بالفشل ، وتعلل الجهات المسؤولة في محافظة اللاذقية بمحضر الاجتماع المرفق بالكتاب 230/س/10/13 تاريخ 7/5/2008 والمرسل لوزير الإدارة المحلية:" بأنه تم إلغاء ممر بسيسين الأول والثاني لأن القرية مخدمة طرقياً وتصل مدينة جبلة عن طريق عقدة جبلة الجنوبية ولا حاجة لإنشاء أية معابر علوية أو سفلية أو طرق تخديمية أخرى"، هذا الكلام غير منطقي ويخالف أبسط قواعد الهندسة حيث أن الطرق الواصلة من بسيسين إلى العقدة المذكورة تتقاطع وبشكل غير نظامي مع طريق بانياس - جبلة القديم وعبوره أخطر من الأوتوستراد نفسه نظراً للغزارة المرورية التي تمر عليه ؛ حيث يخدم مئات القرى والمزارع التي تقع شرق جبلة.
كما لابد من التنويه بأن عقدة جبلة الجنوبية عبارة عن حارة واحدة وضيقة جداً وتشهد ازدحاماً شديداً يومياً ، ولم تعد ،بأي حال من الأحوال،تتناسب مع الكثافة المرورية الموجودة حالياً أو في المستقبل.
والجدير بالذكر أن جميع الطرق الداخلة إلى القرية سيئة للغاية ولا تصلح أن تكون مداخل لكثرة حفرها وضيقها إذ لا تتسع لأكثر من سيارة واحدة.
ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار بأن أغلب الأهالي يملكون آليات زراعية ودراجات نارية أو هوائية والالتفاف لمسافات طويلة يشكل عبئاً كبيراً عليهم وبات بالنسبة لهم أشبه برأس الرجاء الصالح ، لذلك يضطر البعض للمرور عكس السير وعبور الأوتوستراد بشكل مخالف من فتحات غير نظامية .
إن التعداد السكاني الكبير لتجمع بسيسين والمناطق المحيطة يجعل من الضروري والعاجل جداً إقامة جسر أو نفق ، والتذرع بقرب عقدة جبلة(أكثر من 1كم) لعدم بناء جسر آخر غير منطقي ففي منطقة بانياس يوجد أكثر من 17 جسر ولا يفصل بين بعضها مئات الأمتار.
وفي نهاية المطاف إن عقدة جبلة هي الوحيدة التي تخدم مئات القرى والمزارع الموجودة شرقاً وفي حال وقوع حادث أو أي طارئ - لا سمح الله - فلا خيار آخر معقول للوصول إلى جبلة ،فهل هذا منطقي برأيكم ..؟

تشرين