رئيس عاديات جبلة
الأستاذ جهاد جديد قال سلفاً أؤكد بأن جبلة خزان ثقافي كبير ومنذ القرن الماضي أنجبت كباراً من المبدعين وعلى الاخص في ميدان الشعر وفي مرحلة لاحقة ظهر نخبة من المثقفين كتاباً وروائيين وقصصيين تزدهي بمؤلفاتهم مكتبات قطرنا والعربية ايضاً.
وفي سنوات متأخرة بدأت ملامح مبشرة لنهضة فنية في ميادين الموسيقا والفن التشكيلي والتصوير الضوئي ولكن هذه الأسماء الكبيرة الحاضرة في الكتاب العربي والمشهد الثقافي العام ظلت الى حد كبير أسيرة الاعتبارات النقدية الرائجة في الالفية التي نعيش استقبلت جبلة من خلال نخبة من الشباب والشابات افكاراً جديدة وسعت لترجمتها عملاً موضوعياً يحضر على الساحة حضوراً مشروعاً ومبشراً وكانت جمعية العاديات احدى ثمرات هذا الاهتمام . وقد بدأت بالفعل تسهم وفي الحدود الممكنة في خلق مناخات ثقافية متنوعة.
وربما كان يوم الاثنين الذي يجتمع فيه المبدعون والقراء والنقاد من افضل عطاءات هذه الجمعية.
ان الثقافة الحالية القائمة في المنطقة هي امتداد لثقافة موروثة غنية وعميقة ولكنها في الوقت نفسه تجاوز غني وفاعل ومتجه ايضاً نحو المستقبل البعيد . وقد استطاع الجيل الجديد ان يفيد منها موظفاً كثيراً من عطاءاتها توظيفاً حديثاً ومستغنياً ايضاً عن كثير مما علق بها من خرافات ومثبطات وبمعنى آخر لقد استطاع الجيل الشاب ان يخرج من الدائرة الى واقع الحياة واستطاع ان يجاري ابداعاً وحضوراً كثيراً من تيارات الحداثة الادبية.
في الحقيقة قد تكون الجوانب السالبة في الوسط الثقافي ناجمة عن تراكم طويل من التقاعس الرسمي في هذا الميدان لان تيارات كثيرة من العطاءات والابداعات كانت كفيلة ان تحرج الادارات المسؤولة ثقافة وإعلاماً واتحاد كتاب وان تجعل هذه المؤسسات اكثر احساساً بالمسؤولية وإقبالاً على معالجة هذا الواقع المتردي وكان جديراً بها ان تقوم بالتحريض الثقافي وبخلق اجواء مساعدة على تنمية المواهب الكثيرة التي تقمع قبيل ان يبصر عملها النور وربما كان للواقع المادي اثر سلبي موازٍ لحالة الاهمال هذه..
الأديبة والقاصة ملك حاج عبيد
الآنسة ملك حاج عبيد تقول: توجد ظاهرة لافتة جداً وهي انصراف الناس عن الثقافة تعود لأسباب عدة منها انشغالهم بتدبير امور حياتهم والاكتفاء بالفرجة على التلفزيون ومتابعة الاحداث السياسية نتج عنه حالة من التوتر والقلق لديهم أدت الى انعدام الرغبة في الاستماع الى شيء جدي ويفضل ماينسيه همومه , وكذلك خلق حالة من اللامبالاة والزهد والاحساس بعدم جدوى اي شيء وكأن الثقافة ترف زائد عن متطلبات الحياة ومنافسة الثو رة التقنية وثورة المعلومات التي خففت من حضور الانشطة الثقافية فضلاً الى ان الجهات الثقافية لم تستطع جذب الناس الى نشاطاتها مع وجود شذوذ عن هذه القاعدة ربما تعود لنجومية المحاضر التي تستقطب الجمهور, ويمكن القول ان الواقع الثقافي ككل لايستطيع استقطاب جمهور كبير.
وبرأيي لتفعيل العملية الثقافية يجب ان نؤمن للجمهور أنشطة منوعة وجاذبة وان تتوفر القدرة لدى الجهات الثقافية على استقطابه والاستعانة بأصدقاء مهتمين بالشأن الثقافي من أدباء ومثقفين وشباب وتمتين الصلة معهم للانخراط في عملية التطوير الثقافي.
الكاتب والشاعر أحمداسكندر سليمان
الأستاذ أحمداسكندر سليمان قال: نعيش حالياً في مدينة يفترض ان تكون قد حققت معنى المدينة منذ زمن بعيد بقدرتها على ان تكون مكاناً حياً للحوار الذي ينتج فيما بعد هوية ثقافية لهذه المدينة مادام حوارنا عن الثقافة فيها.
للأسف الشديد لا أعتقد انها استطاعت ان تحقق معنى المدينة.
بالرغم من عراقتها التاريخية, وبالرغم من وجود كمٍ هائل من المثقفين الذين انجبتهم ومن الاحباء من ابنائها في داخلها وخارجها...
بكل مكان ثمة عناصر اربعة تتحاور وتتصارع بشكل متواصل فيما بينها يمكن ان نشير اليها بالسلطة والمال والمعرفة والجمال, حيث تعمل السلطة والمال على ما هو ثابت, وتعمل المعرفة والجمال على ما هو متحرك وحي, وما زالت قوى الثبات في هذه المدينة اقوى بكثير من القوى التي تحاول ان تفعل حيوية معرفية وجمالية باتجاه انتاج هوية ثقافية.
لا اعتقد ان هذه المشكلة مشكلة جبلة فقط, وإنما هي مشكلة كل مدينة سورية او عربية تنتمي الى هذا المحيط. وكي لا اكون متشائما اقول: ان مدينة جبلة هي على مستوى الامكانية اهم بكثير مما هي على مستوى الواقع, ولا أشك بوجود اشخاص وافراد فيها لديهم القدرة على انتاج الجمال والمعرفة, ولعل اهم ثمار عملهم ظهرت في العام الماضي عندما استطاعوا إنجاز مهرجان جبلة الثقافي الاول الذي كان اختبارا حقيقيا لجمهور تواق ومتشوق لما هو جديد, ولما هو حي حقا.
المهندس القاص نضال جديد..
... الاستاذ نضال جديد قال: الفعل الثقافي رافق نشوء وتطور المدن منذ بداية التكوين المجتمعي, وقبل ان ارصد واقع جبلة الحالي توجد اشارة ربما تكون مكررة في دوريات ومنشورات سورية وعربية كثيرة وهي ان جبلة التي كانت مدينة تملك الى الان دلالات حقيقية على حراكها الثقافي التاريخي, وما اقصده بالضبط المسرح الكبير والمميز.
اليوم جبلة مختلفة تماما اذ يمكنني ان اقول مجازا إنها مدينة بمعنى ما على المستوى الاداري ... والفعل الثقافي بشكل عام هو فعل تشاركي احيائي ولكن ضمن شروط الواقع التي تمر فيه مدينة جبلة لا يستطيع انتاج جمالية ودهشة الثقافة, والسبب ان الفرد الذي يفترض ان يكون العنصر الاهم والاكثر حضورا من خلال كونه كائناً مجتمعياً, معدا سلفا ... من هنا تبدأ هموم هذا الفعل ليصبح هاجسا حقيقيا وطنيا لانه يصطدم بإرادة التفكير لا تولي هذا الفرد قيمته وحقيقته.
طبعا لا يمكن عزل جبلة عن محيطها الوطني والاقليمي وما تعاني منه تشترك به مع معظم التجمعات البشرية التي اصطلح على تسميتها مدن ... ولدي رغبة شديدة في اعادة تشكيل مفهوم المدنية والمدينة في وعي الفرد لتشكيل ما يمكن اعتباره قاعدة مشتركة للتفاهم, اذ لا يمكن ان تكون اهتماماتنا محصورة بقضايا كسب الحياة البسيطة. ويجب لحظ هوامش فعالة لتنمية الرغبة المشتركة ببناء ثقافة تجمل هذه الحياة, وتخفف من وقعها المادي.
مدير المركز الثقافي ..
الاستاذ محمد حميد علي قال: يقيم المركز نشاطات عديدة على مدار الشهر تتضمن امسيات ادبية, ومحاضرات فنية وادبية وسياسية واقتصادية ومسرحيات ومعارض فنية ومعارض كتب, وتشجيع ودعم المواهب الثقافية والفنية وتقديم كل متطلبات النجاح لها.
ويقوم المركز بالتعاون مع اصدقاء المركز وهم من المهتمين بالعمل الثقافي والفني والادبي بتنظيم لقاءات شهرية وزيارات ورحلات هادفة, ونلتقي معهم شهريا لوضع خطة لتطوير العمل الثقافي, واختيار اسماء لها حضورها الادبي والفني للمشاركة في نشاطات المركز. وتم احداث موقع على الانترنيت خاص بمركزنا للاعلان عن انشطتنا قبل اقامتها بنحو اسبوع.
فقد استطعنا خلال فترة قصيرة من تنشيط الواقع الثقافي في مدينة جبلة من خلال الاعتماد على محاضرات نوعية ومحاضرين لهم حضورهم الثقافي, وتنويع الانشطة من فنية وادبية وسياسية بهدف استعادة الجمهور الذي خسره المركز. ومن خططنا الحالية اقامة نشاطات مأجورة واستقبال فرق مسرحية وغنائية من خارج المحافظة من اجل جذب الجمهور واستقطابه وزيادة اصدقاء المركز. وبهذا الخصوص تم اجراء صيانة كاملة للمسرح من تحسين اجهزة العرض والصوت والتكييف فيه, فضلا عن صدور قرار وزاري بتحديثه والتنفيذ سيكون في الصيف.
وكذلك تتضمن خطتنا لعام 2005 اقامة ناد سينمائي وناد موسيقي وفرقة مسرحية للكبار والصغار خاصة بالمركز يكون قسم من نشاطها مأجوراً كي تمول نفسها ذاتيا.
وللانطلاق بأنشطة المركز وتفعيلها وزيادتها لاستقطاب جمهور اكبر نحتاج الى رصد ميزانية مالية اكبر مما هي عليه الآن, كي نتمكن من تقديم نشاطات ذات نوعية افضل, وليتحول مركزنا الى ملتقى للادباء والفنانين واصدقاء الثقافة ومحبي التراث والاصالة.
عن صحيفة الثوره