يتحدث الإعلام الفني هذه الأيام عن رفض المطربة الكبيرة فيروز لعرض ملك الراي المطرب الجزائري الشاب خالد، و الذي كان ينوي الغناء معها في ديو فني كما كان قد فعل من قبل مع فنانين عرب و أجانب، مثل عمرو دياب، ديانا حداد، الهندية-البريطانية "أمار دهانجان"، و الإيراني-السويدي "كامرون كارتيو"، و أخيرا مع الفرقة الإفوارية (من ساحل العاج) الشهيرة "ماجيك سيستام".
في الأول تقبلت خبر الرفض بطريقة عادية جدا، و الخبر في أصله فعلا عادي، و لا يتطلب أي رد فعل، سواء من محبي فيروز أو من محبي خالد، مع العلم أني من محبي الاثنين، لكن فيما بعد لم أجد إلا أن أتخذ موقفا بسبب ما سمعت و قرأت من تعليقات مؤيدة لفيروز تشكرها على رفضها، و تنتقص من الشاب خالد، و كأنه طلب الغناء من شيخ دين أو راهب أو كاهن، و ليس من مطربة مثله، مع الأخذ بعين الاعتبار الفرق في العمر الفني و الحقيقي لكل منهما، و ميدان شهرة كل واحد. لكن هذا لا يبرر تعليقات بعض الصحفيين و القراء المنتقصة من حجم فنان جزائري بقيمة و شهرة الشاب خالد، و الذي لا ينكر أحد عالميته و وصوله إلى حيث لم يصل أي مغني عربي، بمن فيهم فيروز، و حتى الراحلة كوكب الشرق أم أكلثوم.
سيلين ديون نجمة الغناء العالمي في الوقت الحالي، غنت مع عمالقة الأزمنة الفنية الماضية، و الذين هم بحجم فيروز في المجتمع العربي، و لم يعارض أحد ذلك أو يهاجم سيلين ديون، و كذلك المطرب الفرنسي الذي يعتبر أسطورة عالمية "شارل أزنافور"، غنى و لا يزال يغني ديوهات فنية مع فنانين كبار و صغار، من بينهم بعض المتخرجين من برامج تلفزيون الواقع الغنائية، و لم يعارضه أحدا أو ينتقص من قيمة المشاركين له في الغناء.
فيروز مطربة عربية كبيرة، هي رمز للفن العربي المتميز، بصماتها و بصمات الرحابنة معها لا تمحى أبدا، لكنها ليست إلها يمنع الاقتراب منه، هي لم تخطئ برفضها لمشاركة الشاب خالد، من سمحوا لأنفسهم بالتعليق هم من أخطئوا، و هذا ليس بالأمر الجديد علينا، حيث نؤله الفنانين و نتخذ لهم معابد خاصة، و نمنع أنفسنا من الإشراك بهم أبدا.
كما أن غناء الراي، هو فن جزائري عالمي قائم بذاته، نجاحه واضح جدا إلا لمن أبى النظر بعين الواقع، هو غناء، كلمات ملحنة، أم أن فيروز تتحدث وحيا منزلا؟ هي تغني، لكن الهائمين بها يرونه وحيا لا مثيل له، و هذا هو سبب انتقاصهم لكل من يود الوقوف بجانبها.
**ناشط اجتماعي جزائري
djameleddine1977@hotmail.fr