آخر الأخبار

"الطوب" في جبلة,تقليد لا زال مستمرا

تعود الكثير من أهالي جبلة البدء بالإفطار بعد سماعهم صوت مدفع رمضان أو كما يسمونه " الطوب "، والذي بات تقليداً وأحد المظاهر التراثية المرافقة لشهر الصوم ..
يقوم بمهمة إطلاق الطوب في رمضان بجبلة جلال بوظا ويستهلها بسبع طلقات بعد إثبات شهر رمضان المبارك، وخلال الشهر يقوم يومياً بإطلاق الطوب مع آذان المغرب كإعلان للفطور وعند بدء السحور ليلاً وأخير عند الإمساك.

[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/-----_144_5...
وفي لقاء مع السيد جلال قال : أن الطوب كان يطلق منذ حوالي 40 عاماً من حديقة بلدية جبلة، واستخدم لذلك مدفع قديم من العهد العثماني، حيث كان يتم دكه أو تعبئته بالبارود والكبسون ويضاف إليه خرق وبقايا أقمشة ، وكان يقوم بهذه المهمة موظف بالبلدية يدعى أبو محمود، يقوم بتحضير الضرب قبل ساعة من موعد الإفطار،وكان عمري في حينها حوالي7 سنوات، كانت السعادة والمتعة تغمر الناس وخاصة الأطفال الذين كان يتحلقون حول أبو محمود ليرونه وهو يدك الضرب وكيف يطلق الطوب ...، بعد وفاته انتقلت المهمة إلى صهري جميل الوكيل كان موظفاً بنادي جبلة الرياضي ، وهو الذي علمني تقنيات إطلاق الطوب بأدق تفاصيلها.
وانتقلت عملية إطلاق الطوب من البلدية إلى حديقة السلطان وسط مدينة جبلة، وتم الاستعاضة عن المدفع بأنبوب من المعدن بقطر 2.5 إنش يغرس بالأرض على عمق متر، ويتم من خلاله تفجير الطوب والذي نستلمه جاهزاً من بلدية جبلة بموجب أوراق رسمية وهي بدورها تستلمه من الدفاع الجوي بدمشق .
ويضيف : في السابق لم يكن هناك أجهزة متطورة تحدد وقت الإفطار بدقة كما في وقتنا هذا لذلك كان الأهالي يعتمدون على الطوب للبدء بإفطارهم ،ومع مرور الزمن تحول إلى تقليد وتراث يرافق الشهر الفضيل ، ومازال الكثيرون يعتمدون على الطوب رغم وجود أجهزة التنبيه الدقيقة، وكان صوت الطوب يصل إلى مسافات بعيدة لكن انتشار الأبنية العالية والتلوث الصوتي قصر من مسافته.

[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/-----1_144_...
ويقول جلال: بعدة إثبات العيد أقوم بإطلاق سبع طلقات، وسبع طلقات أخرى بعد صلاة الفجر، و طلقة واحدة خلال أيام العيد عند كل آذان الظهر والعصر والمغرب، وفي ثالث أيام العيد أطلق عند آذان المغرب سبع طلقات إيذاناً بانتهاء العيد.

[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/108-1-_144_...
وتشير بعض المصادر: بأن مدينة القاهرة بمصر كانت أول مدينة إسلامية أطلقت المدفع عند الغروب إيذانا بالإفطار في شهر رمضان، وذلك عندما تم إطلاق مدفع الإفطار لأول مرة -عن طريق الصدفة- عند غروب أول يوم من شهر رمضان عام 859 هـ. وقد حدث ذلك عندما أهدي إلى السلطان المملوكي "خوشقدم" مدفع فأراد تجربته للتأكد من صلاحيته فصادف إطلاقه وقت المغرب بالضبط من أول يوم في رمضان ففرح الناس اعتقادا أن هذا إشعار لهم بالإفطار وأن السلطان أطلق المدفع لتنبيههم إلى أن موعد الإفطار قد حان في هذه اللحظة. وذهبوا إلى القاضي في اليوم التالي لينقل شكرهم للسلطان
وعندما علم السلطان بسعادتهم بذلك أمر بالاستمرار في ذلك وزاد على مدفع الإفطار مدفع السحور ومدفع الإمساك.
في حين تشير مصادر أخرى أن الحاجة لوجود تنبيه صوتي يصل إلى الأطراف البعيدة , لإعلام الناس بأوقات الفطور والإمساك ، بسبب عدم وجود أجهزة لتحديد الوقت كما في وقتنا الحالي، هي التي أوجدت مدفع رمضان بشكل موحد حيث لم يكن متاحا إلا تلك الوسيلة.
وكان في السابق المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859 ميلادية، بيد أن امتداد العمران أدى إلى ظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة "الفشنك" غير الحقيقية وإلى الاستغناء عن الذخيرة الحية.
ويعود أقدم ذكر للمدفع بدمشق لليوميات التي كتبها البديري الحلاق بين عامي 1741 و1762 والتي يذكر فيها عدة مرات ضرب المدفع لإثبات هلال رمضان ،وفي القرن العشرين كان يطلق مدفع رمضان من قلعة دمشق.وفي حلب من قلعة حلب.