آخر الأخبار

الدين وصناعة السلام ..

21 أيلول سبتمبر اليوم العالمي للسلام

الدين وصناعة السلام ..

في اليوم العالمي للسلام 2009 نستذكر دور الدين في منع العنف وبناء السلام من خلال مختارات من كتاب أصدرته مؤخرا تحت عنوان الدعم النفسي المجتمعي لضحايا العنف ..دليل الجمعيات الأهلية والمتطوعين:

Community Psychological Support for Survivors of Violence, Community Guide for NGOs and Volunteers, By Dr. Ghassan Shahrour

اللا عنف Non Violence

- إن علياً (عليه السّلام) هو الذي هتف بأمرٍ من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) -عندما فتح المسلمون مكة المكرمة- بشعار: اليوم يوم المرحمة اليوم تحمى الحرمة.. بعد أن ردد سعد بن عبادة شعاره الجاهلي: اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة!.. وللقارئ أن يتأمل الفارق الكبير والشاسع بين الشعارين!! ليطمئن إلى أن السَلم واللا عنف خيار استراتيجي في الإسلام.

- في آية أخرى يدعو القرآن الكريم المؤمنين إلى عدم إيذاء الكافرين وإثارتهم عبر سبّ آلهتهم فقال سبحانه: (وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْم) ـ سورة الأنعام:.

- من عهد الإمام علي (عليه السّلام) إلى مالك الأشتر، لمّا ولاّه على مصر قائلا: (فولّ من جنودك أنصحهم في نفسك لله ولرسوله ولإمامك، وأنقاهم جيباً وأفضلهم حلماً، ممّن يبطئ عن الغضب، ويستريح إلى العذر، ويرأف بالضعفاء على الأقوياء، ممّن لا يثيره العنف، ولا يقعد به الضعف).

- وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (ليس القوي من يصرع الفرسان، إنّما القوي من يغلب غيظه ويكظمه).

- وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من كظم غيظاً ملأ الله جوفه إيماناً، ومن أعرض عن محرّم أبدله الله بعبادة تسرّه، ومن عفا عن مظلمة أبدله الله بها عزّاً في الدنيا والآخرة).

- وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (ثلاثة يرزقون مرافقة الأنبياء، رجل يدفع إليه قاتل وليّه فعفا عنه، ورجل عنده أمانة لو يشاء لخانها فيردّها إلى من ائتمنه عليها، ورجل كظم غيظه عن أخيه ابتغاء وجه الله)

وأكّـد المسيح أيضاً بكلماته الدالة على عمق روح مبدأ اللا عنف عندما قال: يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.

إن المسيحية بكل اتجاهاتها المتعددة ومذاهبها المختلفة تتفق في قضية أساسية، وهي مبدأ اللا عنف كما نقل لنا (لوقا) في إنجيله قول السيد المسيح: أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، باركوا لاعنيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم.

وتناقش المسيحية هذا المبدأ على أساس أن أصعب شيء على الطبيعة البشرية هو الغفران، وتؤكد على أن طبيعتنا تجد في الانتقام من الأعداء ما يشفي غليلها، ويهدئ من روعها.

إن في التعاليم المسيحية وأحاديث السيد المسيح ومن جاء بعده من تلامذته ما يؤكد على مبدأ (اللا عنف) ونبذ العنف كمفهوم قابل للممارسة والتطبيق، وتأكيد ذلك قول السيد المسيح: طوبى للرحماء.. طوبى لأنقياء القلب. طوبى لصانعي السّلام.

الإخاء الإنساني: Brotherhood لم نجد مثل القران الكريم والسيرة والسنة النبوية يشيدان به ويعضدانه لأنه منطلق كل المعاني الكريمة مثل قوله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة خلق منها زوجها" الآية /سورة النساء/، وقول النبي "ص" في ميثاق حجة الوداع: "أيها الناس, إن ربكم واحد, وإن أباكم واحد كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله اتقاكم, ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى" فالآية الكريمة والقول النبوي الشريف يدلان على وحدة الأصل الإنساني, ووحدة الإنسانية والإخاء الإنساني الواسع الشامل.