آخر الأخبار

جراح وطبيب عيون فلسطينى بالنمسا يعيد الأمل الى فاقديه

للبرهة الأولى تعتقد بأن إنتظارك سيدوم دهرا بسبب كثرة المرضى والمراجعين وذلك فى أحد أكبر مراكز معالجة أمراض العيون فى أوروبا وأكثرها تطورا الكائن فى الحى السابع عشر بالعاصمة النمساوية فيينا والمجهز بأحدث المعدات الطبية، والذى يمتلكه ويديره طبيب وجراح العيون الفلسطينى الأصل جمال عثامنة . إلا أنه وبمجرد جلوسك فى الصالة المهيأة لإستقبال المرضى ، فإن الملل لن يتمكن منك و سيضل طريقه إليك ، وذلك لأن عينيك ودون سيطرة منك عليهما ستجدان ضالتهما وهما ينظران بشغف وتلقائية لفريق وطاقم العمل المدرب والمكون من طبيبات وأخصائيات وكوادر نسائية يعملن جميعهن كل حسب المهام الموكلة إليها بوتيرة ودقة متناهية دون أن تفارق شفاههن إبتسامة هادئة وعفوية يسعفنك بها بين الحين والأخر ، مما يبعد عنك شبح التوتر والقلق الذى يداهم غالبيتنا عند زيارتنا مضطرين للمستشفيات والعيادات وأثناء مراجعتنا للأطباء إثر عارض فاجأنا على حين غرة أو مرض ألم بنا .

لكنه وفى نهاية المطاف أو هكذا سيبدو لك، فإن صوتا عميقا رزينا ينبئك بأنه للدكتور عثامنة ،الذى تود لقاءه سيقطع عليك إستغراقك فى التأمل وهو يدعوك للدخول إلى حجرة المعاينة والكشف ، وماهى إلا خطوات قليلة تخطوها حتى تضحى أمام رجل طويل القامة مبتسم المحيا يقف منتصبا لتحيتك بحرارة وتواضع لم نعتده ونعهده كثيرا من معظم الأطباء الذين تسوقنا الأقدار إليهم وهم غالبا ما تطغى عليهم ملامح الجدية المصطنعة والعبوس وتغلفهم هالة من بقايا كبرياء وعجرفة لاتليق بهم ممزوجة بوقار فيه الكثير من المبالغة .

يبدأ الدكتور عثامنة حديثه معك مرحبا بك ومستفسرا عن أحوالك وأخبارك وقبل أن يباشر بالسؤال عن شكواك يسترسل بالحديث عن هموم الوطن وماآلت إليه أمور العرب والمسلمين وهو يفيض تأثرا وشجنا ، وما يكاد يفرغ من القيام بالفحوصات اللازمة بحرفية ومهنية حتى يأتيك اليقين بأنك حللت ضيفا عليه وليس مريضا .

وبحسب غالبية الذين يعرفونه والمعلومات المتوفرة لدينا فإن الدكتور عثامنة يعالج ويطبب مجانا الغير قادرين على تحمل نفقات العلاج الباهظة ممن لايمتلكون المال الكافى أو ليس بحوزتهم بطاقات التأمين الصحى المعمول بها فى النمسا ، ولا يرد أحدا خائبا ، وقد صرح وأقر على إستحياء بذلك بعد إلحاح منا بسؤاله عن صحة هذا الأمر، ليؤكد بدوره بأن مايقوم به لايعتبره منة أو معروفا ، أو مفخرة تدعو للتباهى على مستحقيه ، بل نابع من صميم وجدانه وإذعانا منه لإنسانيته قبل مهنته .

وفى مجمل اللقاء المقتضب الذى أجريناه معه وسمح به وقته لم ينف الدكتورعثامنة ولو بخجل ماعرف عنه بأنه يتبرع ويجزل العطاء لصالح الأيتام والمكلوبين فى فلسطين والعراق كلما واتته وسنحت له الفرصة لكنه كان ومازال يؤثر الصمت والإبتعاد عن ضجيج الشهرة ويفضل الوقوف خارج دائرة الأضواء المتوهجة والتى غالبا ما تصيب شظاياها اللاهثين وراءها وتلحق الأذى بهم وبالمهرولين إليها أكثر مما تعود عليهم بالنفع .

للمزيد من المعلومات :

augenzentrumwien.at