يعاني الكثير من المسافرين أو محبي الترحال ليلاً على أوتستراد اللاذقية- دمشق من صعوبات في القيادة ليس فقط بسبب الحالة الفنية للطريق، بل يضاف إليها الاستخدام المفرط من قبل بعض السائقين للنور المبهر أو الأضواء العلوية الكاشفة، وهذا يؤدي إلى إبهار عيون القادمين بالجهة المعاكسة، ما يشكل إعاقة في الرؤية وقد تكون سبباً للحوادث في بعض الأحيان.
عندما تم إنشاء الأوتستراد في الثمانينيات من القرن الماضي كان هناك فاصل منخفض بين طريقي الذهاب والإياب، جرت زراعة بعض أجزائه ولاسيما في حمص بالأشجار التي ساعدت في الوقاية من آثار النور المبهر، كما ساهمت في إعطاء الطريق رونقاً جمالياً ومنظراً حضارياً، لكن في بقية المناطق تم ردم هذا الفاصل واستثمر لتوسيع حارتي الأوتستراد، ووضع بينهما حاجز اسمنتي أو ما بات يعرف بحاجز (نيوجرسي) والذي يفيد في عملية الفصل والتقليل من الحوادث ويحفظ المركبات من الانزلاق إلى الضفة الأخرى، لكن من جهة أخرى هذه العملية ضيعت الفرصة على زراعة المنصف بالأشجار، ما حصل قد حصل ولم يعد ينفع الندم.
إن توسيع حارتي الأوتستراد ووضع الحاجز الاسمنتي بينهما هو خطوة جيدة لكن كان من المفترض رفعه أو تعليته حوالى 20 سم عما هو عليه الآن، وهو الحل الوحيد للوقاية من الأضواء المبهرة ليلاً، هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب منع استخدام الأضواء المبهرة والتي لا مبرر لها ولاسيما أن البعض يتبارى ويتباهى بتركيب الأضواء القوية جداً وبشكل خاص بعد صرعة أضواء «الزينون».
والبعض لا يكتفي بالأضواء الموجودة في سيارته بل يقوم بوضع صف من الأضواء ليزيد الطين بلة، لذلك لا بد من منع استخدام تلك الأضواء وأعتقد أن معالجة هذا الوضع سهلة ولا تحتاج لكثير من الجهد أسوة بالطريقة التي تمت فيها معالجة حزام الأمان.
وكما قيل إن القيادة فن وذوق وأخلاق وتعكس مدى وعي القابع خلف المقود، لكن هناك البعض ممن لا يفهمون إلا لغة المخالفة لتطبيق القانون لأنهم لا يتعلمون إلا من جيوبهم..