ثم إن كليبا حين شاهد ناقة البسوس -و اسمها سراب- ترعى في أرضه فإنه رماها بسهم فأسقطها و اختلط حليبها بدمها...
فراحت البسوس تبكي ناقتها فجاء إليها جساس و قال لها:
"وا خالتاه، ماذا تريدين؟"
فأجابته:
"بدي ناقتي تقوم، أو تملولي حضني نجوم، أو دم كليب يعوم!" (كما تلاحظون فإن البسوس كانت سورية و تتقن العامية السورية).
فتفكر جساس و تفكر، فاستنتج أن الحل الوحيد هو أن يعوم دم كليب، فقرر أن يقتله....
فذهب جساس للصحراء باحثا عن كليب حتى وجده فقال له:
"استدر يا كليب و واجهني، فإني سأقتلك!"
لكن كليب، و هو من ضرب به المثل في العزة حتى صار المثل "أعز من كليب" يعني أعز ما يمكن الوصول إليه من العزة، كليب رفض أن يستجيب لهذا الصغير فقال له:
"من أنت يا جبان كي تقتلني؟"
فاستشاط جساس غيظا و قال له:
"استدر يا كليب و واجهني، فإني و حق الإيمامو علي سوف سأقتلك!" (كما تلاحظون فإن جساس كان نصيريا).
لكن كليب، و هو من ضرب به المثل في العزة أجاب:
"فشرت يا حيوان لايا!" (كما تلاحظون فإن كليب وائل كان طرطوسيا)...
فما كان من جساس إلا أن رفع رمحه و أطلقه باتجاه ظهر كليب وائل... و انكسر الرمح و سقط على الأرض، و عندها التفت كليب وائل باتجاه جساس بن مرة و قال له:
"فهمت يا كر ليش أنا لم أواجهك؟ لأنو اليوم أنا لبست عباءتي بالمقلوب فكان درعي على ظهري و ليس على صدري!"
فأصيب جساس بالإحباط، يا حرام