آخر الأخبار

التنفيذ السيء للصرف الصحي يرقى إلى مستوى الجريمة

تحتل مشروعات الصرف الصحي أهمية خاصة في الخطة الخمسية العاشرة وذلك لرفع وحل مسألة التلوث المقلقة للجميع، لكن الخطير أن هناك مشروعات عديدة إن لم نقل كثيرة تعاني من سوء تنفيذ وبمواد ومواصفات فنية مخالفة للقانون والأخلاق، وهذا ما يؤدي إلى هدر أموال طائلة من دون فائدة تدفن تحت التراب، والأمر لا يقتصر على هدر وضياع أموال الدولة بل الأخطر أن ذلك يؤدي إلى تلويث المياه الجوفية والتربة والأراضي الزراعية وتخريبها، لأن المياه الملوثة تتسرب إلى الأعماق، وتكمن خطورة هذا التخريب بأننا لا نرى ظواهره وتأثيراته المدمرة إلا بعد فترة طويلة، ويكون قد سبق السيف العذل ويكون من ضرب قد ضرب ومن هرب قد هرب فهذه المشاريع تشترك بالمواصفات السيئة للمواد خاصة القساطل الإسمنتية فمنها ما يمكن كسره باليد لهشاشته ومنها ما يأتي مكسر الأطراف وبالتالي لا يحقق التداخل الدقيق،ما يؤدي إلى التسريب إضافة إلى أن طريقة تطيين أماكن الوصل لا تتم بالشكل الصحيح وأحياناً كثيرة توضع الطينة من الجهة العليا فقط أضف إلى أن الردم يتم في كثير من الأحيان بنواتج الحفر ما يؤدي إلى تكسير القساطل بعد الردم والدحي بسبب وجود الحجارة ،أيضاً الردم بتلك النواتج وليس بالمواد الخاصة يؤدي إلى ((انخفاس)) وتجور الطرقات أماكن الحفريات بعد التزفيت.

ونضرب أمثلة لسوء تنفيذ بعض المشاريع في بعض قرى اللاذقية كما في خرايب سالم حيث ردمت القساطل والتكسير وسوء التنفيذ فيها كان واضحاً للجميع وفي الكرامة المياه المالحة رفضت السير في القساطل وطفشت إلى الأراضي المجاورة كذلك نفذ مشروع للصرف في بسيسين منذ أكثر من سبع سنوات ومنذ ذلك الحين ونواتج الصرف تتغلغل في الأعماق وهناك فكرة لاستبداله ،والسؤال: هل سيستبدل على المنوال نفسه أم...؟ أما مشروع دوير الخطيب يحتل مركز الصدارة في الغرابة حيث ينفذ حالياً للمرة الثالثة, وذلك بسبب ميله الخاطئ، أما في إحدى قرى منطقة سلمى نفذ الصرف الصحي فوق الطريق ظاهراً للعيان وقسم من قساطله مكسر وتذهب مياهه بالأراضي الزراعية وأدت إلى يباس المزروعات وتلويث الينابيع والآبار وتستحق البلدية براءة اختراع على هذا التنفيذ، أما في سيانو فإن «انخفاس» الطريق كان واضحاً في بعض الأماكن. ‏

وأعتقد أنه لو يمكننا فتح بعض المشاريع للصرف الصحي لرأينا العجب العجاب، وأرى إذا كانت المشاريع ستنفذ على هذه الشاكلة فمن الأفضل عدم تنفيذها لأننا ندفن أموالاً طائلة دون جدوى، ونساهم في تخريب أرضنا بيدنا وهذا يرقى إلى مستوى‏
الجريمة. ‏