قبل سنوات عديدة وفي احدى مسرحيات النجم الراحل فؤاد المهندس المسماة (صك على بناتك) وفي مقطع يحاول فيه الاب تزويج احدى بناته لتلميذه باي طريقة على الرغم من امتناع البنات وعدم اقتناعهن به فيقول له بلاها نادية خد سوسو وعندما لاترضى سوسو يقول له بلاها سوسو خد نادية وعندما امتنعت هذه الاخرى يقول له بلاها نادية وبلاها سوسو خد فوزية فيستنكر التلميذ قائلا ان فوزية متزوجة فيقول تتطلق ... انا مش عاوزك تيأس ابدا !!
هذا المقطع تذكرته وانا ارى السجال حول توزيع المناصب الحكومية في العراق فرئيس القائمة العراقية اياد علاوى كان مصرا وبشكل قاطع في البداية على الحصول على منصب رئيس الوزراء(نادية) بحكم كونه رئيسا لاكبر كتلة نيابية افرزتها الانتخابات العراقية وبعد ان اثبت له المالكي انه ليس مستعدا لترك منصب رئاسة الوزراء حتى لو كان الثمن مقتل اخر عراقي, انتقل صاحبنا من نادية الى سوسو وطالب بمنصب رئيس الجمهورية وهنا اصطدم بجدار الطالباني المنيع الذي افهمه وبكل صراحة ان منصب رئيس جمهورية هو حق كوردي مكتسب يكفله كون الاقليم ليس مستعدا حتى لرفع العلم العراقي على المباني الحكومية .
وعندما ايقن علاوي من استحالة زواجه لا من نادية ولا من سوسو رضي اخر المطاف بفوزية حيث استحدث له منصب ما انزل الله به من سلطان هو رئاسة المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية وهو منصب طريف فلاهو من السلطة التشريعية بحيث يحق له سن القوانين ولا السلطة التنفيذية بحيث يحق له تنفيذها وهو يشكل نسخة عراقية عن مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني .
ان ماتسمى بديموقراطية العراق الجديد التي يفتخر بها الامريكان وحلفائهم المحليين على ارض العراق سرعان مااثبتت عقمها وعجزها على ارض الواقع فالكتلة التي فازت في الانتخابات حرمت من حقها في تشكيل الحكومة بحجة ان اعضائها سنة او بعثيين او علمانيين او لايفرشون اسنانهم بعد كل وجبة طعام وغير ذلك من الاعذار , والسؤال هنا اليس العراقيين من انتخب هذه القائمة ؟ الا يحق للعراقي انتخاب من يشاء سواء كان بعثيا او علمانيا او اي مكون اخر ؟ اليس هذا هو جوهر الديموقراطية الامريكية حيث يحق لشخص اسود ان يحكم بلدا يشكل البيض 80 % من سكانه ؟ فلم نصب المالكي نفسه وصيا على الدستور وعلى الشعب العراقي في ان واحد وقرر نيابة عنهم ان الكتلة العراقية لاتصلح لحكم العراق ؟ وعلام الانتخابات ووجع الرأس اذا ؟ الم يكن الاجدر ان يكون بدلا عنها استفتاء بمرشح واحد هو المالكي مثل اغلب الدول العربية ويكون التصويت بنعم اولا فقط وثم يفوز الرئيس بتسعة وتسعين % من الاصوات وابوك الله يرحمه .
ان مهزلة تقاسم السلطة التي نراها والتي تحولت الى مسرحية كوميدية تفوقت وبجدارة على مسرحيات عادل امام وفؤاد المهندس مازالت مستمرة ومازال قادة العراق يتجادلون على من يتزوج نادية ومن يتزوج سوسو ومن الذي سيقع في فخ فوزية المتزوجة المطلقة . وربما سنشهد استحداث وزارات اخرى جديدة لتوزيعها على الفرقاء وزارة حلب ثروات العراق او وزارة المناكفة الوطنية او وزارة صراع الديكة .
وكل مسرحية وانتم بخير