لست أقصد موت الطغاة فتلك بدايتهم لا نهايتهم لكنى أقصد أن النتيجة المنطقية لكل ظلم نهاية ولكل واقع مغلوط تصحيح واجب...فما دلالة أن تتعامل الحكومة المصرية مع شعبها كأنه عدو لدود بتمييز عنصرى بغيض؟!! كل يوم تلكمه أزمة وراء أزمة وراء أخرى حتى لا يفيق هذا الشعب من أزماته ويكأنها تتعمد صناعة الأزمات وكأنها تنتظر أن تضربه الضربة القاضية فيخر معها صريعا لا حراك بعدها ...انظروا إلى ما يعانيه الناس فى بلادى منذ عقود خلت من أزمات لا تنفرج كأزمة المواصلات والإسكان والمرور والخبز وارتفاع الأسعار و( والطوابير) وكوبونات الغاز والتعليم والصحة والتصدير والصناعة وزراعة القمح ونهر النيل ودور مصر الخارجى المتهافت وتصدير الغاز للكيان الصهيونى بطريقة مهينة وبيع ممتلكات الدولة وأراضيها بثمن بخس وكأن هذه الحكومات الفاشلة تبتدع أزمات تشغل الناس عن حقهم فى الحياة بله الاستمتاع بها.
هذه المقدمات لا يمكن أن ينتج عنها نهضة أو حتى استقامة حياة الناس وإنما سوف تنتج فوضى يكتوى بنارها الذين أشعلوها وجنودهم من الشرطة والمنافقين، والعاقلون فى انتظار المصير المحتوم، ولقد أجمع المنصفون أن حالنا السيئ هذا لا يمكن أن يكون وراءه ما هو أسوأ منه فكل يوم يمر معناه زيادة فى استمرار معاناة الناس.
ولو أن مواردنا محدودة لصبرنا فغيرنا أفقر منا ولا يعانى ما نعانيه لكن الفساد نخر فى قواعد دولتنا فلا مؤسسات فاعلة (شكل بلا مضمون سواء فى التعليم أو الصحة أو حتى الرقابة) ولا بنية نفسية واجتماعية لمواطن يمكنه أن ينهض ببلاده بل نفاق بعضه فوق بعض وفشل متراكم وفساد عريض والمتميزون منا فى المهن المختلفة ما بين مغترب قد أغراه الخارج بحياة شبه كريمة لا تتوافر إطلاقا فى بلاده، وما بين ساخط قد زادته أحوال البلاد والتمييز العنصرى سخطا...فما دلالة أن يقف الناس (طوابير) للحصول على رغيف خبز ؟ وما دلالة أن يحصل غيرى على غاز ليل نهار وأنا أقف فى مكاتب التموين للحصول على أنبوبة بوتاجاز؟! ولن نتحدث عن أن فى بلادنا كثرة من الناس هم أقل الناس حظا فى المهارة والاتقان المهنى.
إننى حين أنظر إلى الفضائيات العربية لا سيما الإخبارية وأنظر إلى المستوى المعيشى لمواطنين يحيون حياة شبه كريمة وأقارن ذلك بما هو كائن فى بلادى أجد البون واسعا وأجد أن الخرق قد اتسع على الراتق...هذه الفوضى وهذا الفشل لا يمكن أن يستمر، وإذا عجز القادرون عن إزاحة الطغاة فلربما يكون للقدر سهام صائبة لا تخطىء الظالمين وأعوانهم المنافقين ولربما كانت فتنة يكتوى بنارها كل الذين شاركوا بالصمت أو بالنفاق فى استمرار تلك الأحوال.
خاتمة وملاحظات
1/ وعلى هامش الفتنة الطائفية أريد أن أقول : لو أن خرطوما به ثقوب كثيرة يتصل بصنبور ماء متدفق ثم أخذنا نعالح تلك الثقوب بترقيع هنا وهناك فإن توقع أن تصمد تلك الترقيعات كثيرا وهم ينبغى أن ننأى عنه احتراما لعقولنا ...وهكذا فإن الهروب من مواجهة مشكلاتنا وترقيعها بالتأجيل والترقيع لا يمكن أن يسهم فى علاج أزماتنا لا سيما الطائفية والسياسية
2/ / والمدقق لأحوال حرياتنا فى الفترة الأخيرة من عام 2010 يدرك أن وراء الأكمة ما وراءها وأن فى الأفق شيئا مريبا وأننا على موعد مع القدر فإما تغيير لم نصنعه وإنما صنع لنا وإما فوضى وفتنة قد لا تحمد عقباها وفى اعتقادى أن مصر والمنطقة من حولها لا تستطيعان دفع كلفة هذه الفوضى...وانتظار تحسن الأحوال من أعدائنا سفه لا ينبغى التعويل عليه احتراما للعقل والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وحتى يدفعوا ثمن هذا التغيير توحدا فى الصفوف وإرادة فاعلة وقادة ينظرون لمدى أبعد مما هو تحت أرجلهم.