قرآءة معاصرة للصحيحين .. البخاري ومسلم - هل هذه ألاحاديث هي وحيَ من الله تعالى أم إفتراء على رسول الله؟؟ الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
لم تأتي فكرة كتابة هذا البحث من فراغ، بل جاءت كتطبيق عملي لقول المولى سبحانه وتعالى
إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ - هود 88
لقد إستنكر البعض من القراء مسَعانا في تبرئة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم، من أحاديث نُسِبت إليه كذِباً وبهتانا.!! (يتحرج أهل السُنة من هذا الوصف (الكذب والإفتراء، فيقولون أحاديث موضوعة للتلطيف!) واستعصى على البعض الآخر، فهم وتقدير هذا المسعى الخالص لوجه الله تعالى، وسبب هذا الاستنكار الذي نتفهمه .. ولا نُقره، يعود لسببين إثنين لا ثالث لهما وهو الخلط بين مفهومين
المفهوم ألاول: إنكارنا لصحة معظم الاحاديث المذكورة في الصحيحين، لتعارضها الصارخ مع آيات القرآن الكريم
فمن كان ذا بصيرة من القراء الكرام فليتأمل قول الله سبحانه وتعالى
أللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ - الزمر 23
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا - النساء 82
المفهوم الثاني: عدم تسليمنا بوجود سُنة مستقلة لأي أحدٍ من رسل الله - عليهم السلام جميعاً، بمعزلٍ عن سُنة الله تعالى، التي لا تتبدل ولا تتحول، مصداقاً لقوله تعالى
فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ (لِسُنَّةِ اللَّهِ) تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا - فاطر 43
سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ (لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً) - الإسراء 77
فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا (سُنَّةَ اللَّهِ) الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ - غافر 85
سُنَّةَ اللَّهِ) الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا - الفتح 23
سُنَّةَ اللَّهِ) فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ (لِسُنَّةِ اللَّهِ) تَبْدِيلًا - ألاحزاب 62)
لا يوجد في كتاب الله تعالى آية واحدة تشير إلى وجود سُنة أو سُنن، إلا لله تعالى، وكل من يعتقد بوجود سُنة مستقلة لأيٍ من الرسل، وبمعزلِ عن سُنة الله تعالى، فقد كذَب القرآن الكريم، وأشركّ بالله العظيم وأبتدع .! وعليه فإن أقوال السادة العلماء والفقهاء، سلفاً وخلفاً .. ليست عندي بشيئ امام النص القرآني الكريم. وحرصاً مني على وقت القراء الثمين، فإني أُحيل للأحياءِ من ألمبتدِعين.. الذين يجادلون بأيآت الله تعالى بغير سلطان، قول الحق سبحانه وتعالى: قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ - البقرة - البقرة 111
بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم، بربع قرن تقريبا، عاد المسلمون إلى الشِرك مرة ثانية مع إختلاف بسيط في الطقوس، حركات وتمتمات، نُسميها الصلاة.. المسلمون اليوم يُشِرِكون مع سُنة الله سُنة آخرى، لا نجد لها ذكراً في كتاب الله تعالى، وزعموا أن هذه البِدعة (السُنة) قادرة على نسخ ألاحكام والآيات من كتاب الله تعالى.. لقد أشرك أصحاب هذه البِدعة مع كتاب الله تعالى كتاباً آخر، إسمه: صحيح البخاري، فبات الرسول البشر، يُشرعُ مع خالقه سبحانه وتعالى!! فلم يعد الرسول رسولاً وبشيراًً ونذيراً، فأصبح الرسول الكريم وكيلاً عن الله تعالى .. والله تعالى يقول:
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً - الإسراء 54
إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ - الزمر 41
وَلَوْ شَاءَ اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ - الانعام 107
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ - يونس 108
إن أحوال المسلمين لا تخفى على الله العلي القدير، فحالنا ألآن كحال أهل الكتاب، فوقعنا في نفس أخطاءهم، وأتخذنا من أحاديثٍ إفتراها علماء السوء والسلطان.. الذين آثروا الحياة الدنيا على ألآخرة، فنسّبوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم، كذِباً وبهتانا، وجعلوا من هذه ألاحاديث األمفتراة ولخدمة وليَ نعمتهم .. مصدراً ثانياً مساوٍ لكتاب الله تعالى! كما أتخذ اليهود تلموذهم الذي صاغه أحبارهم، والنصارى أناجيلهم؟؟
لقد تلاقت أهداف السلطان مع أهداف أهل الكتاب للعبثِ بدين الله تعالى وتحريفه، رغم إختلاف مصلحة كل فريق، فالهدف الرئيس لأهل الكتاب عقائدي، بينما كان هدف السلطان مادي وسياسي. لقد كان من المستحيل على الطرفين، تحريف كتاب الله تعالى والعبث به، فتظافرت الجهود لإيجاد وسيلة ناجعة لتحقيق الاهداف المنشودة، فتمخض عن هذه الجهود ولادتين: إفتراء ألاحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبِدعة السُنة النبوية .. وأصل البِدعة، مشروع سياسي غُلف بغلاف ديني، لا ينكره إلا جاهل أومكابر. لقد إختلفت الاسباب، وكان الهدفُ واحداًًًً
بعض الأسباب التى دعت إلى إفتراء الحديث
حاجة (بعض الفقهاء ..) لإستخراج أحكام جديدة للواقائع الجديدة أو ألاحداث الناشئة ـ بعد أن صيغت الاحكام فى صورة أحاديث تُعَنْعَن ثم تُنسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وبذلك تُسبغ على القاعدة حجية شرعية, باعتبار أنها صدرت عن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم. وقد كان للمنازاعات، والخلاف بين الفِرق، اثر كبير في إختلاق فقهاء السوء، للأحاديثِ إما لنصرة فريقهم، أو لتكفيرالآخرين، أو إتهامهم بالخروج عن المِلَة
الهدف المادي والسياسي
لقد كان السلطان آنذاك وما زال.. ولتبرير موقف سياسي.. أو لكسب مادي(الزكاة والجزية أو ألخمس على سبيل المثال) أو حاجته لتأييد الشعب لدعم قرارته.. كان بحاجة إلى مرجعية رسول الله - صلى الله عليه وسلم، لتكون له حجية أمام الناس يحتج بها، فكان إفتراء الحديث، خير وسيلة لتحقيق هذه ألاهداف. لقد كان علماء السوء - علماء السلطان، خير معين له لتحقيق ذلك، مقابل حفنة من الدنانير، أو مقابل منصب أو جاه.
الهدف العقائدي - أهل الكتاب
إن حقيقة كره وعداوة وحسد أهل الكتاب للمسلمين، حقيقة من حقائق القرآن الكريم، ومحاولاتهم لم تتوقف عن إبعاد المؤمنين عن إيمانهم بشتى الوسائل، فكان منها التدليس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وأزواجه - رضوان الله عليهم، وألإفتراء عليه بأحاديث مستوحاة من كتبهم المُحرّفة. ولتحقيق أهدافهم المبطنة، تظاهرت فئة منهم بالإيمان، فدخلوا وخرجوا من الإسلام وهم كافرون. يقول الله تعالى في كتابه العزيز وهو أصدق القائلين:
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ- المآئدة 82
وَإِذَا جَاؤُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ - المآئدة 61
وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - البقرة 110
وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ- البقرة 120
هذا الخلط وسوء الفهم للمفهومين، أدى لتفرق وشرذمة المسلمين وإقتتالهم على مدى أربعة عشرَ قرنا، فتفرق المسلون، واصبحوا شيعاً وأحزابا كل فرح فما لديه من جهل مطبق .. لدين الله القيم، رغم زعم كل حزب بإمتلاك الحقيقة.! والحقيقة المطلقة الوحيدة أيها المسلمون المؤمنون، هي قول الله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ- الانعام 159 وقوله سبحانه وتعالى ايضاً:
مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ - الروم 32
هل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: حدِثوا عن بني إسرائيل ولا حرج؟؟ يقول الله تعالى:
أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ- البقرة 75
مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً - النساء 46
هل من المعقول أن يسمح الله تعالى لرسوله الكريم، أن يُحرفّ دينه القيم؟؟ الخالي من التحريف والتخريف؟
النموذج الثاني - ألاحاديث التي تسيئ إلى رسول الله - عليه الصلاة والسلام
(1)
صحيح مسلم، الحديث رقم 135 حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، أخبرنا عبد العزيز؟؟؟ - يعني الدراوردي - عن العلاء؟؟؟ وحدثنا أمية بن بسطام، - واللفظ له - حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا روح؟؟؟ عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله
كنت قد أوردت هذا الحديث المفترى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم، في الجزء الاول من هذا البحث، ولكن لأهمية هذا الحديث المفترى، الذي أساء للرسول الكريم بصفةٍ خاصة، ولضرره البالغ على الإسلام والمسلمين بصفةٍ عامة، قررت ان أُسلط عليه مزيداً من الضوء.
بات هذا الحديث المفترى سيفاً مسلطاً على رقاب المسلمن، رغم المحاولات المستميتة المغلفة بتبريرات واعذار واهية من قِبل العلماء والفقهاء.. سلفاً وخلفاً، لتبرير تضارب هذا الحديث مع آيات الله البينات من جانب، والرد حتى على شبهات المسلمين أنفسهم..! وغير المسلمين..
يقول الله سبحانه وتعالى:
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ - يونس 99
ببساطة متناهية يقول الله تعالى لرسوله الكريم: لو شاء الله يا ايها الرسول - ألإيمان لأهل الارض جميعاً لآمنوا جميعاً بما جئتهم به، فهل ستُكره الناس على ألإيمان بعد حديثي هذا؟ لا تجهد نفسك في ذلك، فما كان لنفسٍ ان تؤمن إلا بإذني، مصداقاً لقول الحق سبحانه وتعالى:
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ - يونس 100
إنك تستطيع ان تُكره الناس على القيام باي شيئ .. ولكنك لن تستطيع ان تضع قلب إنسان فيما لا يُطيقه ولا يحبه؟ هذه هي الطبيعة البشرية يا عِباد الله، وخالقُها اعلم الناس بها، فقلوب الناس خارجة كلياً عن سيطرة البشر، ومن سابع المستحيلات ان تفرض على اي إنسان إعتِناق عقيدة لا يحبها، والله سبحانه وتعالى اكد هذه الحقيقة، فقال سبحانه وتعالى وهو اصدق القائلين:
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ - البقرة 256 وقوله سبحانه ايضاً:
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا - الكهف 29
قد يسأل احدهم، وما قولكم في الآية التي تدعو إلى قتال الذين كفروا من اهل الكتاب؟
يقول الله تعالى: قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ - التوبة 29 نجيب فنقول
لا يختلف إثنان بإن ألاقتتال بين مخلوقات الله تعالى نوعان لا ثالث لهما، عدوان أو دفاع عن النفس، وقد حدد الله تعالى القتال المشروع في الإسلام بالدفاع عن النفس فقط، ونهى عن العدوان، مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى في هذه ألآيات ألكريمة:
وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (البقرة19)
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ (وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
ا(لتوبة 36)
وقوله تعالى أيضاً: الَّذِينَ (هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ) مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (آل عمران 195)
وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم (مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ) وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (التوبة 12
لقد جاء ألامر بقتال الذين أعتدوا من أهل ألكتاب فقط وليس أهل ألكتاب كافَة، ووقف القتال لا يتم إلاَ بعد إستسلامهم وإذلالهم (ألمحاربون فقط) من أهل الكتاب وقهرهم، وإعترافهم بإن أيد ألمسلمين فوق أيديهم، وأن يعطوا ألجزية (ألجزاء ألمفروض عليهم) (وهم صاغرون) أي أذلاء ومقهورون، أما أهل ألكتاب من غير المقاتلين، وألذين لم يشتركوا في القتال ولم يخرجونا من ديارنا، ولم يظاهروا على إخراجنا، فعلينا أن نقسط إليهم إمتثالاً لقول الله تعالى:
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (ألممتحنة 8) وقوله أيضاً:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (ألمآئدة 8)
إن ألسؤال ألمحوري والجوهري الذي يجب أن يتردد في خلد كل مسلم، انه كيف كان لنا أن نتوقع من الناس أن يدخلوا في دين ألله أفواجاً أو حتى فرادا.. وهم مُكرَهون؟ وصدق الله تعالى:
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (ألنحل 125)
(2)
صحيح مسلم الحديث رقم 122 حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا عاصم، - وهو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر - عن أبيه، قال قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان.
قبل ألإيمان بالله تعالى، يتوجب علينا ان نُسّلَم (ألإقرار) بوجود الله اصلاً. يقول الله تعالى:
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ - البقرة 131
الله سبحانه وتعالى لم يطلب من إبراهيم - عليه السلام أن يؤمن به، بل طلب منه أن يُسلم (يُقر بوجوده) أولاً. وهذا ما فعله إبراهيم عليه السلام، بأن أسلم لله تسليماً إيمانياً، وذلك لعجزه وعجزنا جيمعاً عن إثبات وجود الله تعالى أو دحض وجوده أيضاً. وعليه، فالإسلام بني على ركن واحد وليس على خمس! وهو التسليم (ألإقرار) بوجود الله الواحد الاحد فقط ولا شيئ آخر، فالتسليم بالله مُقدم على الإيمان، يقول الله تعالى:
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ - الحجرات 14
ولا علاقة للصلاة والزكاة او الحج بالإسلام، الصلاة والزكاة شعائر فُرِضت على المؤمنين، مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى:
فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامَاً وَقُعُودَاً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) كِتَابًا مَّوْقُوتًا - النساء 103 قوله ايضاً:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ - المآئدة 6
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُون الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ - التوبة 71
وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ - آل عمران 97
يقول الله تعالى:
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ -آل عمران 52
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ - البقرة 133
فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ - النمل 2
لقد اسلم الرسل جميعاً - عليهم السلام، والحواريين من قبل، وقبل ان يُبعث الرسول ببون كبير. (إن شهادة محمداً رسول الله) ليست من أركان ألإسلام بشيئ ! ولكن الإيمان (بجميع الرسل) ركن رئيس من اركان الإيمان. فالإيمان بني على خمس: الإيمان بالله - اليوم ألآخر - الملآئكة - كتبه - النبيين، مصداقاً لقول الله تعالى:
لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِِ والضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ - البقرة 177 وقوله سبحانه:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا - النساء 136
(3)
صحيح البخاري، الحديث رقم 3055 عن أنس بن مالك رضي الله. أن رهطاً من عكل ثمانية قدِموا على النبي - صلى الله عليه وسلم، فاجتوا المدينة فقالوا: يا رسول الله ابغتا رسلاً. قال: ما أجدكم لكم إلا ان تلحقوا بالذوذ فانطلقوا فشرِبوا من أبوالها وألبانها حتى صحَوا وسمِنوا، وقتلوا الراعي واستاقوا الذوذ وكفروا بعد إسلامهم، فأتى الصريخ النبي ، فبعث الطلب، فما ترجل النهار حتى أتى بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم ثم أمر بمسامير فأُحميت فكحلهم بها وطرحهم الحرة يستقون فما يُسقون حنى ماتوا.
يقول الله تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ (أَوْ) يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ - المآئدة 33
في هذه ألآية الكريمة، حدد الله تعالى العقوبة القصوى للذين يحارِبون الله ورسوله ويسعَون في ألارض فساداً، وفي نفس الوقت، حذر سبحانه وتعالى كل من يتعدّ هذه الحدود بعذاب مهين، ووصفهم بالظالمين، مصداقاً لقوله سبحانه:
تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ - البقرة 229
هل حقاً خالف الرسول الكريم ربه، فتعدى حدود الله سبحانه وتعالى؟ فزاد في العقوبة بتسميل العيون بالمسامير التي أحميت خصيصاً للإنتقام؟ لماذا يُفرض على المسلمين تصديق مثل هذا الحديث المفترى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ والله سبحانه تعالى يقول لنا:
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا الاحزاب 21
هل من المعقول ان يطلب الله تعالى من عِباده الإقتداء برسوله الكريم الذي يتعدَ حدوده؟ ثم هل أحلَ الله لنا سبحانه وتعالى، الشرب من أبوال البعير؟؟ يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ - الاعراف 157
أفتونا يا علماء وفقهاء الامة.. بشرب أبوال البعير! هل أبوال البعير من الطيبات ام من الخبائث؟ إذا كانت فتواكم أنه من الطيبات، فلا يسعُني في هذا المقام إلا ان اقول لكم والذين يستسيغونه هنيئاً للشاربين
(4)
صحيح البخاري، الحديث رقم 4259 حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، قال أخبرني سهل بن سعد ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية غدا رجلا، يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله . قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب . فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال فأرسلوا إليه . فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم
(5)
صحيح البخاري، الحديث رقم 4204 عن البراء بن عازب انه كان مع الرسول - صلى الله عليه وسلم، يوم الحديبية الفَ وأربعمائة او اكثر، فنزلوا على بئر فنزحوها فاتوا النبي - صلى الله عليه وسلم، فأتى البئر وقعد على شفيرها، ثم قال: ائتوني بدلو من مائها، فاتي به (فبصق) فدعا ثم قال: دعوها ساعة فأرؤوا أنفسهم ورِكابهم حتى ارتحلوا وفي الحديث رقم 4203 - ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم مضمض ودعا، ثم صبه فيها.
يقول الله تعالى:
وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ - ألمآئدة 110
فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ - الشعراء 63
يدَعي حُماة الاحاديث المفتراة، ان عدد معجزات الرسول الكريم بلغت (الفاً وقيل ثلاث الآف) لماذا لا نجد لمعجزات الرسول الكريم، اي ذكرٍ في كتاب الله تعالى؟ لقد اخبرنا المولى سبحانه وتعالى، عن معجزات موسى وعيسى عليهما السلام بالتفصيل! وأنها جميعاً تمت بإذنه سبحانه وتعالى، فهل بُصاق الرسول الكريم في عيني علي إبن طالب - رضي الله عنه، والبُصاق على الطعام والماء تم بإذن الله ايضاً؟؟ وهل كان التبرك بهذا البُصاق من السُنة النبوية المحببة؟ وهل كانت ملزمة للمسلمين؟؟
(6)
صحيح البخاري، الحديث رقم 3572 عن محمد بن جُبير عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم، لي خمسة أسماء: أنا محمَد وأنا أحمدُ وأنا الماحي الذي يمحي الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس عل قدَمي، وأنا العاقب
هل يوجد في القرآن الكريم إلى ما يشير إلى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم، هو الحاشر والماحي (الذي يمحي من يكفر بالله تعالى؟ والعاقب؟ نرجوا من السادة الفقهاء وعلماء الحديث .. أن يفسِروا لنا معنى ( يُحشر الناس على قدَمي؟؟) يقول الله تعالى:
قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ - ألاعراف 188
قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ) إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ - الاحقاف 9
وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ - آل عمران 135 وقوله سبحانه:
وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ - الحجر 25
الهدف من هذا الحديث واضح، وهو الإساءة ألى شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم، والإيحاء للناس بطريقة خبيثة على أنه رسول متعجرف. لكن ألمولى عزَ وجل يأبى ذلك على رسول الكريم، يقول الله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - القلم 4
(7)
صحيح البخاري، الحديث رقم438 عن جابر بن عبدالله عن النبي - صلى الله ليه وسلم، قال: أُعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ من قبلي: نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الارض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يُبعث إلى الناس خاصة وبُعثت إلى الناس عامة.
محاولة إخرى للإساءة إلى الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم، وربما يكون هذا المفتري هونفس مؤلف الحديث السابق. ألا ترون محاولة تصوير رسول الله - صلى الله عليه وسلم، بالسلطان المتجبر في الارض المحب للقتل والمتعطش للدماء؟ وهل من صفات هذا الرسول الكريم، صاحب الخلق العظيم، المفاخرة والخيلاء وهما صُفتان مذمومتان في الإسلام؟ لا أعتقد أن رسول الله - عليه الصلاة والسلام، قد نسي قول الله تعالى:
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ - الحديد 23 وقوله سبحانه وتعالى:
قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ - الزمر 44
(8)
صحيح مسلم، الحديث رقم 3674 عن عائشة قالت: جاءت سهلة بنت سهل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم (وهو حليفه) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم، (أرضعيه) قالت وكيف أُرضعه وهو رجل كبير. فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وقال: وقد علمت أنه رجل كبير.
عينة من رد العلماء.. على هذه الشُبهة..
نقول: الحديث ذَكَرَ الرّضاعة، ولم يَذكر مباشرتها الرجل بالرضاعة أو مصّ الثدي أصلاً! بل قامت سهلة بنت سهيل بوضع اللبن في الإناء وسقيه له. قال الإمام ابن عبد البر في التمهيد (8\257): «هكذا إرضاع الكبير كما ذكر: يحلب له اللبن ويسقاه. وأما أن تلقمه المرأة ثديها -كما تصنع بالطفل- فلا. لأن ذلك لا يَحِلُّ عند جماعة العلماء. وقد أجمع فقهاء الأمصار على التحريم بما يشربه الغلام الرضيع من لبن المرأة، وإن لم يمصه من ثديها. وإنما اختلفوا في السعوط به وفي الحقنة والوجور وفي حين يصنع له منه، بما لا حاجة بنا إلى ذكره هاهنا». وقال ابن حجر في الفتح (9\148): «التغذية بلبن المرضعة يحرِّم، سواء كان بشرب أم بأكل، بأيِّ صفةٍ كان، حتى الوجور والسعوط والثرد والطبخ، وغير ذلك إذا ما وقع ذلك بالشرط المذكور من العدد، لأن ذلك يطرد الجوع». الوجور هو صب اللبن في الفم، والثرد هو خلط اللبن بالخبز.** إنتهى
نجيب بالقول: الرَضاعة لا تتم إلا بالمباشرة وبمص الثدي وإلا لما سُميت رضاعة! والحديث المفترى على الرسول الكريم، لم يقل إسقيه بل قاال أرضعيه. وهل نفهم ممن هذا التبرير السخيف، انك ستسمح لزوجتك او شقيقتك او بناتك بإرضاع اصدقائك سقاية، اي بدون مص الثدي.؟ بما يعادل ثلاث رضعات أو عشر رضعات مُشبعات.! هل هذه هي سُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم، يا أهل السُنة؟؟ هل هذا الحديث هو وحيَ من الله تعالى؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.
(9)
صحيح البخاري، الحديث رقم 303 حدثنا إسماعيل بن خليل، قال أخبرنا علي بن مسهر، قال أخبرنا أبو إسحاق ـ هو الشيباني ـ عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، قالت كانت إحدانا إذا كانت حائضا، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها، أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها. قالت وأيكم يملك إربه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه. تابعه خالد وجرير عن الشيباني.
(10)
صحيح البخاري، الحديث رقم 299 حدثنا المكي بن إبراهيم، قال حدثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، أن زينب ابنة أم سلمة، حدثته أن أم سلمة حدثتها قالت، بينا أنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم مضطجعة في خميصة إذ حضت، فانسللت فأخذت ثياب حيضتي قال أنفست . قلت نعم. فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة.
باءت بالفشل الذريع كل محاولات علماء الحديث .. (حُماة ألاحاديث المفتراة) بالدفاع عن هذا الحديث والاحاديث المشابِهه له. لقد عِمدَ هؤلاء على إستغباء القارئ المسلم وإيهامه بان مباشرة الرسول لأزواجه - رضوان الله عليهم جميعاً، في فترة الحيض، (مُعتبرة شرعاً!!) وسوف اضع بين يديَ القراء الكرام عينَة مما يطلق عليه الرد على شًبهات النصارى.. أرجوا من هؤلاء العلماء .. بان يسمحوا لبناتهم وبنات بناتهم بقرآءة ردودهم المقرفة والمخجلة:
يفهم من المباشرة النكاح في غير المحيض اي التفخيد بل فقط أن يباشر جلدك جلدها بشرط أن تضع الازار على فرجها من يعلم فقد يسيل نقط دم الحيض في اية لحظة و هو قول عائشة فإن أصابه مني شيء غسل و يفهم منه ان حتى التفخيد ممنوع ..إذن المباشرة او المضاجعة اي النوم في فراش الزوجية مع الزوجة و قد يكون بغير نكاح هو غير النكاح ..فيمكن ان تنام على فخد زوجتك الحائض و يباشر جسدك جله بما فيه فخدها بشر أن تتزر -احتياط ** إنتهى
يقول الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ - البقرة 222
لماذا يستعصي على هؤلاء العلماء.. فهم هذه الآية الكريمة؟ الله يقول للرسول الكريم، إن دم الحيض مستقذر يضرُ من يقربه، فاعتزلوا النساء مدة الحيض، ويعزز الله سبحانه وتعالى قوله إعتزلوا النساء اثناء هذه المدة بقوله، لا تقربوهن حتى يطهرن.
هل من الممكن أن يباشرالزوج زوجه من دون ان يقترب منها؟؟ إن قرب الزوج من زوجه قد يغريه، فيُفتح باب الشيطان ويقع الزوج في المعصية، والله تعالى يقول لا تقربوهن حتى يطهرن. كيف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم ان ينسى كلام الله تعالى وهو اول من حفظه؟
(11)
صحيح البخاري، الحديث رقم461 عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم،: وإن عفريتاً من الجن إنفلت البارحة ليقطَع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن اربطه على سارية من سواري المسجد حيث تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة أخي سليمان (ربِ هب لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي) فرددته خاسئاً.
ألم يخبرنا الله سبحانه وتعالى بعكس ذلك في كتابه: يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ (مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ) إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ - ألأعراف 27
بإختصار شديد هذا الحديث يناقض القرآن الكريم. فنحن لا نعرف عن الجن أكثر مما أعلمنا الله تعالى. لا يوجد في كتاب الله آية واحد تشير بأن بمقدور الرسول - صلى الله عليه وسلم، رؤية الجن، والله يحذر بني آدم بأن الشيطان وقبيله يروننا من حيث لا نراهم.( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ) وكل من يعتقد بغير ذلك كذَب القرآن الكريم
(12)
صحيح مسلم، الحديث رقم6986 حدثني محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، وعن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة . وزاد همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه وتر يحب الوتر.
إن مجرد تريد الكلام غير كافٍ أبداً لإجتياز إختبار الله تعالى للإنسان على الارض. يقول الله تعالى:
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ - ألمدثر 38 وقوله سبحانه وتعالى:
لِيَجْزِيَ اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ- إبراهيم 51
وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ- البقرة 281
يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ- النحل 111
الايمان والعمل الصالح شرطان لدخول الجنة، وهذه سُنة الله التي لا تتبدل ولا تتحول. يقول الله تعالى:
وَمَن (يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ) مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا - النساء 124
وَالَّذِينَ (آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - ألاعراف 42
(13)
صحيح البخاري، الحديث رقم 7230 عن إبن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم، من رأى ممن أميره شيئاً فكرِهه فليصبر فأنه ليس أحد يفارق الجماعة شِبراً فيموت إلا مات ميتة جاهليه.
سؤال: من هم الجماعة ومن هو الامير؟
!..جواب: الجماعة هم أهل السُنة.. وأميرها السلطان!
(14)
صحيح البخاري، الحديث رقم 3371 قال قال الليث عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، رضى الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف . وقال يحيى بن أيوب حدثني يحيى بن سعيد بهذا.
يقول الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً - الإسراء
85
يا عبِاد الله - لا يوجد في كتاب الله تعالى كلمة ارواح أو ألارواح مطلقاً! والله تعالى لم يُعلم رسوله الكريم اكثر مما ذُكر في هذه الاية الكريمة، وكل ما كُتب هو تقولٌ على الله تعالى. الله تعالى لم يخبرنا في كتابه العزيز، سوى بضعة كلمات عن الروح، (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) ونفهم من آيات القرآن الكريم بان الروح هو جبريل عليه السلام، مصداقاً لقوله سبحانه:
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا - النبأ 38
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ - القدر 4 وقوله: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ - الشعراء 193
وإبن القيَم الجوزية تقولّ على الله تعالى ورسوله الكريم، وألفَ كتاباً..!! بلغت عدد صفحاته ثلاثة مائة وسبع وسبعون صفحة .. ومصادر إبن القيَم الجوزية جُلَها من احاديث مفتراة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم
الحديث المفترى، يوحي بأن للإنسان روحاً وان ارواح الناس قد تتلاقى! والحقيقة التي نعرفها ان للإنسان نفس، وهي التي سيتوفاها الله بعد موتها، مصداقاً لقوله تعالى:
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ - الزمر 42
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ - آل عمران 185
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ - آل عمران 145
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي - 27-30 الفجر
(15)
صحيح مسلم، الحديث رقم 6282 عن ابي سفيان عن جابر قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم يقول:(إن عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس)
لم يذكر القرآن الكريم أن لإبليس عرشاً، ولكن الله يقول وهو اصدق القائلين: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ - هود 7
(16)
المنوذج ألثاني - ألإسرائيليات
حديث الإسراء والمعراج
صحيح مسلم الحديث رقم: 429 حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت بالبراق - وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه - قال فركبته حتى أتيت بيت المقدس - قال - فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء - قال - ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل - عليه السلام - بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل صلى الله عليه وسلم اخترت الفطرة . ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل . قيل ومن معك قال محمد . قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه . ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام . فقيل من أنت قال جبريل . قيل ومن معك قال محمد . قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه . ففتح لنا فإذا أنا بابنى الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكرياء صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير . ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل . فقيل من أنت قال جبريل . قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم . قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه . ففتح لنا فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم إذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل - عليه السلام - قيل من هذا قال جبريل . قيل ومن معك قال محمد؟ قال وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه . ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير، قال الله عز وجل ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من هذا؟ قال جبريل . قيل ومن معك؟ قال محمد . قيل وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه . ففتح لنا فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم، فرحب ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل عليه السلام . قيل من هذا؟ قال جبريل. قيل ومن معك؟ قال محمد . قيل وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه . ففتح لنا فإذا أنا بموسى ؟صلى الله عليه وسلم، فرحب ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل . قيل ومن معك؟ قال محمد صلى الله عليه وسلم . قيل وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه . ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم، مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال - قال - فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها . فأوحى الله إلى ما ؟أوحى ففرض على خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى صلى الله عليه وسلم، فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة . قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك، فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم . قال فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف على أمتي . فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقلت حط عني خمسا . قال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف . - قال - فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى - عليه السلام - حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة . ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة - قال - فنزلت حتى انتهيت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه
(17)
... ألرجاء المقارنة بين رواية مُسلم ورواية البخاري
لا يوجد في القرآن الكريم أي ذكر لعروج