آخر الأخبار

ماهي دلالة رفع علم الثلاث نجوم؟

لوحظ أن المحتجين في سوريا و في درعا خصوصا قد رفعوا علما مكون من ثلاثة الوان هي الأخضر والأسود والأبيض بثلاث نجوم حمراء ,وتساءل الكثيرين عن سبب هذا وماذا يمثّل هذا العلم , وسوف نبيّن قصة هذا العلم وماهي الدلالات الخطيرة التي يحملها .

فإذا كان الذين يرفعون هذا العلم يعرفون هذه الحقائق ,فهذا له دلالة خطيرة لأن له دلالات تقسيمية على وضعية 1930 , وإذا كانوا لا يعرفون فيجب أن يتوقفوا عن رفعه لأنه علم انفصالي وضعته فرنسا المحتلة رغم أنه قد تم تبنيه يوم الإستقلال,وهو يشير للإنفصال مرة أخرى عام 1961 حينما تم الإنفصال عن الوحدة مع مصر فاختارته الدولة الإنفصالية علمها,فهو يرمز لمرحلتين انفصاليتين .

نبدأ من التاريخ:
قضت اتفاقيتا سايكس بيكو وسان ريمو بسحب الجيوش البريطانية الى العراق والاردن وفلسطين ودخول القوات الفرنسية الى سوريا ولبنان. ونشبت ثورات وطنية عدة على خلفية هذا القرار ضد الجيش الفرنسي في الساحل والغوطة وحوران وجبل العرب وجبل الزاوية.

استمر الانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا ومنطقة الموصل في العراق حتى بداية الحرب العالمية الثانية وسقوط فرنسا تحت الاحتلال الالماني. خلال هذه الفترة تم تأسيس الجمهورية السورية ودولة لبنان الكبير.

قسّم الانتداب الفرنسي سوريا الى عدة أقسام مستقلة بين عامي 1920 و 1921 هي: دولة دمشق، دولة حلب، دولة العلويين، دولة لبنان الكبير، دولة جبل الدروز، لواء الاسكندرون المستقل.

وبسبب الرفض الشعبي للتقسيم أنشأت فرنسا الاتحاد السوري الفدرالي بين دمشق وحلب والعلويين، وفي عام 1924 قررت فرنسا توحيد دمشق وحلب، وفصلت دولة العلويين عنها وأخذت من مدينة اللاذقية عاصمة لها.

في عام 1930 أعلنت الجمهورية السورية تحت دستور جديد واتخذت علما تتوسطه ثلاثة نجوم حمراء ترمز الى محافظات دمشق وحلب ودير الزور دون ان يشمل ذلك بلاد العلويين والدورز وسنجق الأسكندرون وأقضية لبنان الأربعة.

وفي عام 1936 تم توقيع معاهدة الاستقلال مع فرنسا والتي سمحت لدولتي اللاذقية وجبل الدروز بالانضمام إلى الجمهورية السورية. غير أن فرنسا رفضت ضم اقليم جبل لبنان بسبب معارضة الموارنة.

عام 1940 وافق رياض الصلح ممثلا مسلمي لبنان على فصل جبل لبنان عن سوريا شريطة ان يتنازل الموارنة عن فكرة الحماية الفرنسية وقبول مبدأ الانتماء العربي للبنان. وتم لاحقا فصل اربعة اقضية كانت تابعة لسوريا بالتقسيم الفرنسي هم بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع. ونتيجة ذلك اطلقت فرنسا على لبنان اسم لبنان الكبير وصار لاحقا الجمهورية اللبنانية.

تغير العلم السوري عدة مرات خلال القرن العشرين، إلا أن ألوانه: الأبيض، الأحمر، الأسود، والأخضر لم تتغير. وكانت هذه الألوان، المعتمدة في أعلام عدة دول عربية أيضاً، هي ألوان علم الثورة العربية الكبرى عام 1916: الأبيض يرمز إلى الأمويين، والأسود إلى العباسيين والخلفاء الراشدين، والأخضر إلى الفاطميين، والأحمر إلى النضال العربي .

وفي عودة للعلم السوري الذي رفع في الإحتجاجات
في 14 أيار من عام 1930 أصدر المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في سورية ولبنان
المسيو «هنري بونسو» قراراً برقم 3111 يقضي بوضع دستور دولة سورية،
وجاء في المادة الرابعة من الباب الأول ما يلي:
«يكون العلم السوري على الشكل الآتي: طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى ثلاثة ألوان متساوية متوازية،
أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود،
على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاثة كواكب حمراء ذات خمسة أشعة».

وقد نُشر هذا الدستور في الجريدة الرسمية العدد 12 ملحق تاريخ 30/2/1932 الصفحة 1،
ورُفع العلم لأول مرة في سماء سورية في 12 حزيران عام 1932.
اعتمد شكل هذا العلم السوري وألوانه في المادة السادسة من الفصل الأول للدستور الصادر عن الجمعية التأسيسيّة السورية في /5/ أيلول عام/1950/ كما ورد حرفياً في دستور عام /1930/، ونُشر في الجريدة الرسمية العدد 45 تاريخ 7 أيلول/1950/.

في الخلاصة :
إن هذا العلم في أساسه قد وضعه المنتدب الفرنسي عام 1930 , وهو يحمل تاريخيا مرحلتين انفصاليتين في تاريخ سوريا ,الأولى رمزا لاتحاد ثلاث دويلات سورية كانت قد أقامتها فرنساو ولم يشمل هذا اللاذقية وجبل العرب والاسكندرون واقضية لبنان الأربعة, والثانية انفصال سوريا عن مصر.