آخر الأخبار

مؤامرات شرق أوسطية

منذ عقود والشعوب العربية تشكي وتبكي من الفساد ومن بعض الدكتاتوريات وكانت تنتظر الأصلاح والتغيير لكن أمريكا والغرب كانوا يقفون إلى جانب هؤلاء الرؤساء من جديد حتى شعرت أمريكا والغرب بدكتاتوريتهم ، إنما في الماضي كانت أمريكا والأتحاد السوفييتي السابق منشغلون بصراعاتهم على هذه الكعكة ( الشرق أوسطية ) ويتناحرون ويتسابقون على من سيمتلك القسط الأكبر منها لهذا كانوا يعولون على صناعتهم تلك من القادة الذين أصبحوا فقط اليوم دكتاتوريين ربما كانوا في الماضي ملائك في عيونهم ، لأنهم من نصبوا أغلبهم ليكون حلفائهم الى لا نهاية وكذلك لهم وللغرب ذاته الدور الكبير في عرقلت عجلة التطور في الشرق ، ولكن بعد أنهيار الاتحاد السوفييتي بقيت أمريكا القطب الأوحد ، ولهذا حدث تغيير جذري في المعادلة السياسية لديهم وأنعكست على المنطقة وحكامها لهذا أصبحوا دكتاتوريين وهكذا أنقلب السحر على الساحر ، مثلاً في الماضي كانوا يستعملوا العصى والجزرة أم اليوم تعاملهم أصبح فقط بالعصى ، ولهذا نلاحظ بأن أمريكا تريد أن تفرض سيطرتها وبالقوة على هذا الكوكب لنهب قدراته وخيراته ، ولخلق شرق أوسط جديد كما تسميه أي تفتيت الدول إلى دويلات عرقية وطائفية صغيرة وضعيفة لتبقى تتناحر فيما بينها وتتورط المنطقة بحروب إلى ما لا نهاية ، حتى تبقى خاضعة للقطب الاوحد ، ومن ردت أفعالها بهذا الخصوص كانت الشرارة الأولى لحربها التي أنطلقت على أفغانستان الطالبانية لتضرب الخطر الأكبر( الأرهاب ) الذي يهدد مصالحها في المنطقة وضربته في عقب داره وبنجاحها المحدود والمؤقت في عملها العسكري ذاك ظنت بأنها على الطريق الصحيح ، لهذا قامت أمريكا بحملتها المشبوهة وشحنت القوى الغربية وبعض المرتزقة من العرب وحلفاءها أكراد العراق لحربها الثانية ضد العراق في بدايات عام 2004 ، وعندما علقت في الوحل العراق وقبله في المستنقع الأفغاني ، كما لاحظت أيضاً بأن هناك محاولات لتحالفات أقليمية مثل سوريا وأيران وتركيا ليشكلوا قوة في الشرق ليشلوا حركتها وضرب مصالحها ، هذا ما أجبرها بأعادة النظر بأديولوجيتها في المنطقة لذا نلاحظ بأنها اليوم تحاول أن تغير من سياستها الاستراتيجية في المنطقة إذ تخلت على الروؤساء الذين عولت عليهم الكثير منذ أكثر من أربع عقود وأصبحت اليوم تتخلى عنهم واحد تلوى الأخر بل تحاربهم بشعوبهم الذين أصبحوا اليوم جزء من ثقافة حقوق الانسان على ما يبدو في الماضي كانوا من ثقافة الرأفة بالحيوان عند الغرب لا أدري .....؟

هذه هي السياسة الأمريكية الجديدة لحل مشكلة شعوب الشرق الأوسط الكبير الصغير خلقت الثورات وهبت الجماهير العربية المتعطشة للحرية بل للفوضى والأنتقام بثورات عارمة أسقطت الحكومة التونسية وتلتها الحكومة المصرية وكذلك فوضى وحرب ودمار في اليمن وحرب ودمار في ليبيا والمحاولة الأن أسقاط الحكومة السورية ظناُ منهم بأن كل الطيور تؤكل لحمها ، كما نشاهد بأن أصحاب هذه الثورات عذراً ( العمالات ) ها هم يذهبون بأتجاه غير الذي أختاروه سابقاً ليمشوا عليه لأنهم أنقادوا إلى أتجاه أخر ذو مصير مجهول ، والقوى التي شجعتهم ودفعتهم لهذا هي في الخفاء ومن خلف أولئك الثوار تحيك بساط مؤامرتها على سوريا وسيأتي الدور لمن معهم لتخلق حرب طائفية سنية شيعية بعد أن نجحت بذلك لحد كبير في العراق بالمناسبة لماذا لا تدعم ولا تدافع عن الشعب العراقي وثوراته هذه الأيام ضد الدكتاتورية الحقيقية والاغتيالات والقمع والفساد والبطالة أصبحوا مفروضين على كل مواطن ، هذا إذا كانت حقاً تتعاطف مع الشعوب المغلوب على أمرها وتدافع عن حقوق الإنسان إنما لديها معايير وأزمنة خاصة وشعوب مختارة لتفكر بهم وبمصالحهم لانها لا تكيلإلا بمكيالين لهذا حقوق الإنسان تقاس لديها بمقياس مصالحها إنما حصلت على ما تريده من العراق وشعبه فلم يبقى لديها ما تفكر به بعد ........؟

وهي الأن تحاول أن تثير هذه الحرب على نطاق أوسع وأخطر حتى تتمكن من فرض خارطتها الجديدة للشرق الاوسط بعد أن فشلت بتقسيمه عن طريق حربها العلنية وأحتلالها لبعض الدول لأنها فشلت بمواجهت شعوب تلك الدول ، وقد أستفادت من تجاربها تلك لذا نراها تنتقم من تلك الشعوب والحكومات معاً ، ورغم هذا نشاهد الكثيرممن يجري وراءها دون النظر الى الوراء لإنها تتلاعب بعواطفهم وتعزف على وتر الحرية والديمقراطية التي هي بالأصل لا تريدها لهم لأن الحرية والديمقراطية لهذه الشعوب تعني معاداة وضرب المصالح الغربية في الشرق بل هي تعزف على هذه الأوتار فقط لتسقط الحكومات وتخلق فجوة كبيرة بين الموالين والمعارضين لها حتى تتناحر فيما بينها وتستهلك قواهم حتى يحين لأمريكا الوقت المناسب لتتدخل وتسيطر على الوضع بتداعيات أمنية وإنسانية وللأستقرارفيما بينهم بل لأستعمار جديد في حلة جديدة وخير دليل على ما يحدث في ليبيا والعراق وأفغانستان والحبل على الجرار ، لا أدري هل هي تتجاهل الحقيقة أم تتغابى لأن لكل الشعوب ثقافاتهم المختلفة لهذا ستكون ديمقراطيتهم تتناسب مع ثقافتهم تلك ، ليس كما تدعي أمريكا بجلبها ديمقراطيتها المصدرة إلينا
، وشعوبنا بالكاد تنفست نسيم الحرية بعد أستعمارهم وأستغلالهم وعقوباتهم وحصاراتهم وفتنهم وغيرها .....!
هذه هي لعبتهم اليوم أجل إنها تحتاج إلى مهارات عالية من الأدراك والوعي لأن أحداثها تجري بين فريق الشرق الذي تمثله أيران الفارسية الشيعية وبأعضاء محليين بدعم خارجي محدود ببعض الدول المعادية لامريكا ، إنما الفريق الثاني وهوفي الظاهرالعرب السنة وربما الأتراك في المستقبل القريب لأنهم سنة كذلك وتمثله أمريكا وأسرائيل وبعض دول الغرب من وراء الستار أو من وراء الثوار .....!
نعم هذا الفريق يمتلك أعضاء من الداخل والخارج بأمكانيات وقدرات عالية بدعم أوربي وبدعم عربي ببعض أعضاء في الأحطياط وبجماهيرعربية مرتزقة ، وأنحياز مفضوح لحكم الساحة وحكام التماس من الامم المتحدة عذراً المتصهينة مع الفريق الامريكي ولهذا يجب على الفريق الأول أن يعمل بجدية وبعقلانية لأن هذه اللعبة مصيرية تعني له ( الحياة أو الموت ) لأنها محفوفة بالمخاطر ، وهي لا تحتاج إلى قوة عضلية بقدر ما تحتاج الى مهارات ومناورات سياسية ، في ظل هذه الأزمة الراهنة لتكون سحابة عابرة ، وإلا ستنقلب إلى قنبلة نووية ستضرب كل الشرق الأوسط لا سامح الله .