آخر الأخبار

جسد الـ تشي

*ريتشارد غوت

للمرة الأولى، بعد ثمانية وثلاثين عاماً على الحادثة، يروي أحد الصحافيين النادرين الذين شهدوا على موت تشي غيفارا، بالتفصيل، اللحظة التي نقل فيها الجيش البوليفي، بمساعدة ضباط أميركيين وعملاء في الـ سي أي آي ، جسد الثائر، الأرجنتيني الأصل، في قرية فالغراند، حيث حضّر الأطباء جثة التشي قبل عرضها أمام وسائل الاعلام العالمية.

في العام 1967، أي منذ حوالي أربعين عاماً، كنت أقيم في سانتياغو في الشيلي، حيث كنت أعمل في الجامعة وأراسل في الوقت نفسه لصحيفة الغارديان اللندنية . في كانون الثاني/يناير من هذا العام، علمت من بعض الأصدقاء المنتمين لليسار الشيلي بأنّ تشي غيفارا موجود في بوليفيا؛ في آذار/مارس، جرت أول مظاهرة للثوار. ومنذ شهر نيسان/أبريل، وصلت مجموعة من الصحافيين الى معسكر نانكاهوادزو، القريب من مدينة كاميري النفطية. وبعد وقت قصير، تمّ القبض على مجموعة صغيرة -كان ريجيس دو بري ضمنها- خرجت من المعسكر، وتمّت اعادتها الى كانيري. في الفترة نفسها، في الهافان، تمّ نشر آخر مخطوطات التشي، بشكل مجموعة حملت عنوان خلق فيتنام أول وثاني وثالث،... ، وهو عبارة عن دعوة للنضال موجّهة لليسار الدولي.

قرّرتُ الذهاب الى بوليفيا للتأكّد بنفسي إنْ كان هذا البلد، فعلاً، مؤهّلاً لحرب فيتنامية جديدة. فقد كانت الأخبار المتعلّقة بالثوار في بوليفيا، نادرة جداً على الصعيد الدولي. لذا، استقلّيت، في آب/أغسطس، القطار الذي يعبر جبال الأندس انطلاقاً من مرفأ أنطوفاغاستا الشيلي وصولاً الى لا باز، مقرّ الحكومة البوليفية [1].

كان البلد حينها خاضعاً لديكتاتورية الجنرال رينه بارينتوس العسكرية، وهو ضابط في القوات الجوية، كان قد وصل الى الحكم منذ سنتين. ومع ظهور الثوار، أصبحت بوليفيا خاضعة للأحكام العرفية، وأصبحت مخارج المدن خاضعة لمراقبة الحواجز العسكرية.

اتخذتُ كافة الاحتياطات اللازمة: وصلت في القطار لتفادي المطارات التي كانت خاضعة لرقابة مشدّدة، وحلقت ذقني لأنه أصبح أيّ ملتح عرضة للشبهات. كانت فكرتي السفر عبر البلد مُدّعياً بأنني مجرّد سائح عادي، دون أن يتمّ تسجيلي كمراسل أجنبي. ذلك دون التحسّب للعديد من المصاعب، فقد كان من المستحيل السفر خارج المدن دون الحصول على اذن خطّي من القائد العام، الجنرال ألفريدو أوفاندو - الذي كان سيصبح رئيساً فيما بعد.

لذا استسلمت للأمر الواقع، وسجّلت اسمي في لا باز، برفقة صحافيين أجانب آخرين، بينهم صديق من مجلة تايمز اللندنية حدثني ذات يوم عن سلوك غريب لاحد الصحافيين الدانماركيين. كان هذا الدانماركي يمضي ساعتين يومياً وهو يرسل التيليكس الى الدانمارك، تتضّمن كافة المعلومات التي جمعها من الصحافة البوليفية. وكان صديقي يتساءل مستغرباً: هل أنّ المصلحة الدانماركية، المتعلّقة بالشؤون البوليفية، كبيرة الى هذا الحدّ؟ . أنا أيضاً كنتُ مستغرباً، الى أن اكتشفت، عن طريق الصدفة، بأنّ الدانماركي كان مراسلاً مميّزاً منتمياً لليسار، يرسل أخباراً لوكالة برانسا لاتينا الكوبية في هافانا، عبر الدانمارك!

قمتُ بجولات اذاً لأسابيع عبر البلاد، لتحسّس المناخ السائد ومعرفة إن كانت بوليفيا فعلاً في خضمّ مرحلة ما قبل الثورة. قمت بزيارة مناجم أورورو، سيغلو فاينتي وبوتوزي - التي تخضع جميعها لمراقبة عسكرية- والتي كانت الطرق المؤدّية اليها تحت حراسة جنود مسلّحين. بالطبع، كان جميع القادة النقابيين في السجن، والقاصرون يخافون كثيراً من التعبير عن أنفسهم.

حاولتُ أيضاً التأكّد من الوضع الزراعي. فقد شهدت بوليفيا ثورة منذ خمسة عشر عاماً، في العام 1952؛ انتشر الاصلاح الزراعي في كافة أرجاء البلد، لكنّ الأمر لم يُرضِِ المزارعين. كنتُ أسافر برفقة مجموعة من الخبراء الزراعيين، تابعين للأمم المتحدة، عبر الألتيبلانو، نزولاً حتى تاريجا، حيث اكتشفنا عدداً كبيراً من المزارعين الذين يعبّرون عن احتجاجهم، مُدّعين أنّ عدداً من متملّكي الأراضي عادوا لاستعادة أراضيهم.

عدتُ الى لا باز للتحدّث مع سفير الولايات المتحدة المدعوّ دوغلاس هندرسن. كان قد قرأ في مجلة تريكونتينانتل الرسالة الشهيرة التي كتبها التشي، داعياً الى خوض فيتنام جديدة، وأخبرني بأنّ الولايات المتحدة تساعد الجيش البوليفي عبر ارسال المدرّبين، لكنه في الواقع، وبعكس فيتنام، لم يكن هنالك أدنى احتمال لجلب الفرق الأميركية الى بوليفيا.

وصلتُ الى كاميري في نهاية آب/أغسطس، والتقيت بريجيس دوبراي، الذي كان مسجوناً داخل غرفة ضمن الطوق العسكري. تناقشت أيضاً مع ضباط فوج الجيش الرابع، وأعلموني أنّ مجموعة الثوار التابعين للتشي قد انتقلت شمالاً، غرب الطريق المؤدّية الى سانتا كروز - عاصمة شرق بوليفيا. وبغية التأكّد ممّا كان يحصل فعلياً، كان عليّ الذهاب الى فالغراند، القاعدة الأساسية لقوات مكافحة التمرد التابعة للفوج الثامن.

ذهبتُ اذاً الى فالغراند في أيلول/سبتمبر، وطلبت التحدّث الى المسؤول عن المعسكر، الكولونيل يواكيم زانتينو أنايا - الذي سيتمّ اغتياله في أوروبا بعد بضعة أعوام. فأبلغني أنّ مجموعة التشي موجودة في منطقة محدّدة جداً، وأنه سيكون من الصعب جداً، على قائد الثوار ورجاله، الهروب. وأرسل الجيش الى المكان جنوداً متنكّرين بزيّ مزارعين، مهمّتهم إرسال الإنذار فور مرور الهاربين من هناك. وإنّ تصاريح سكّان احدى القرى التي زارها الثوار قبل بضعة أيام، واثنان منهما تمّ القبض عليهما و سمح لي باستجوابهما، لم تترك أيّ شكّ حول هوية قائد هذه المجموعة المطوّقة؛ انه تشي غيفارا. وأكّد لي الكولونيل زانتينو: سيكون هنالك مستجدّات في الأسابيع القادمة .

توجّهتُ الى سانتا كروز، وذهبت الى معسكر ايسبيرانس حيث تواجدت القوى الخاصة التابعة للولايات المتحدة. كان حوالي العشرون خبيراً الآتون من أميركا الشمالية، مختبئين داخل مصنع مهجور للسكر، مزوّدين بكافة وسائل الاتصالات اللاسلكية الموجودة للتواصل مع فالغراند ومنطقة الثوار، بما فيها القيادة الجنوبية [2] التابعة للأميركيين، المتمركزة في باناما - في منطقة القناة، التي كانت تابعة حينها للبنتاغون. استقبلني المايجور روبيرتو بابي شيلتون الذي أعلمني بأنّ 600 رانجر -فرق خاصة للجيش البوليفي باشراف مدرّبين أميركيين- أنهوا تدريبهم للتوّ وذهبوا الى منطقة فالغراند.

ليل الأحد، في التاسع من تشرين الأول/أوكتوبر 1967، كنتُ أتمشّى مع صديق لي في ساحة سانتا كروز عندما أشار لنا أحد الأشخاص بالانضمام اليه الى طاولته، على شرفة المقهى. كان هذا أحد العسكريين الأميركيين الذين التقينا بهم في معسكر ايسبيرانس . أحمل لكما أخباراً ، قال لنا. عن التشي؟ سألناه، فقد كنا منشغلين منذ عدة أسابيع بعملية القبض عليه المرتقبة. فأجابنا، لقد تمّ القبض على التشي. وقد أُصيب إصابة بالغة. ومن المحتمل أن يموت في الليلة نفسها. ويحارب باقي الثوار بكلّ قواهم لاسترجاعه؛ وقد طلب قائد الفرقة، عبر الاتصالات اللاسلكية، مروحيّة لنقله الى مكان آخر. وكان القائد منفعلاً لدرجة أننا لم نفهم كلامه جيداً. الشيء الوحيد الذي استطعنا فهمه لقد قبضنا عليه، لقد قبضنا عليه! .

واقترح علينا مُخبرنا استئجار مروحية للوصول مباشرة الى منطقة الثوار. لم يكن يعرف اذا كان التشي لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان يعتقد بأنّ احتمال بقائه حيّاً ضئيل جداً. لم نكن نملك الامكانيات لاستئجار مروحية، باعتبار أنه كان هنالك واحدة متوفرة. كانت الساعة الثامنة والنصف وكان الليل مخيّماً، وبكلّ الأحوال كان من المستحيل السرقة في هذه الساعة المتأخرة. لذا، استأجرنا جيباً وذهبنا الى فالغراند الساعة الرابعة صباحاً، يوم الاثنين الواقع في 9 تشرين الاول/أوكتوبر.

وصلنا الى المكان بعد خمس ساعات ونصف من السفر. لم يسمح لنا العساكر بالتوجّه قدماً الى هيغيرا. فتوجّهنا مباشرة الى مهبط للطائرات، بدائيّ نوعاً ما. كان نصف سكان القرية متجمّعين في هذا المكان، ينتظرون، دون أن ننسى طلاب المدارس في البزّات البيضاء والمصورين الهواة. كان سكان فالغراند مُعتادين على تحرّكات العسكريين الدائمة.

كان الأطفال هم الأكثر حماسة وسط هذه الجموع. كانوا يشيرون بأصابعهم الى الأفق وهم يقفزون. بعد بضعة دقائق، ظهرت نقطة صغيرة في السماء، وما لبثت أن اتّخذت شكل مروحية تحمل، على مدرّجات الهبوط، جثتيْن لجندييْن. ثمّ تمّ فكّهما وتحميلهما، دون الكثير من المراعاة، داخل شاحنة لنقلهما الى القرية.

وبينما كان الجمع يتفرّق، بقينا لنصوّر صناديق النابالم التي منحها الجيش البرازيلي، والتي وُزّعت حول مدرج هبوط الطائرات. وبواسطة عدسة تصويرية مكبّرة، تمكنّا من تصوير رجل يرتدي بزّة من اللون الأخضر الزيتوني، ولا يحمل أية شارات عسكرية، وقد تمّ التعرّف عليه كعميل للـ سي أي آي . لم يتمّ تقبّل هذه الوقاحة من قبل صحافيين أجانب - كنّا أوّل الواصلين الى فالغراند، فقد سبقنا الجميع بأربع وعشرين ساعة-، وقد حاول عميل الـ سي أي آي ، بدعم من بعض الضباط البوليفيين، طرْدَنا خارج القرية. لكننا كنا نملك ما يكفي من اجازات مرور كي نثبت بأننا فعلاً صحافيّون. بحيث أنهم سمحوا لنا بالبقاء، بعد مشاورات عنيفة.

من ثمّ،حلّقت المروحية الوحيدة باتجاه منطقة المعركة، على بعد ثلاثين كيلومتراً في الجنوب الشرقي، وكان على متنها الكولونيل زينتينو. بعد حوالي الساعة الواحدة من بعد الظهر، عاد هذا الأخير منتصراً، وهو يحاول بصعوبة اخفاء ابتسامة سرورعريضة. أعلن عن موت التشي، فقد رأى جثته، ليس في الأمر أيّ شك. لم يكن لدينا أيّ سبب لعدم تصديق كلامه، وقد هرعنا الى مكتب البريد والبرق الصغير وسلّمْنا، الى موظّف قلق ومدهوش، برقيّاتنا الموجّهة الى العالم بأسره. لم يكن أحد منا متأكداً بأنها ستصل الى الوجهة المرسلة اليها، لكن لم يكن لدينا خيار آخر. وفعلاً، لم تصل أبداً.

بعد أربع ساعات، في الخامسة مساءً تحديداً، عادت المروحية وهي لا تحمل هذه المرة سوى جثة واحدة، مربوطة بمدرج الهبوط الخارجي. وعوضاً عن التوقف في المكان الذي كنا فيه، كما فعلتْ سابقاً، هبطت المروحية في وسط المهبط، بعيداً عن أنظار الصحافيين الفضولية. فمنعونا من عبور سلسلة الجنود. لكن سرعان ما حُمّلت الجثة، هناك في البعيد، داخل شاحنة شوفروليه عبرت المدرج بسرعة هائلة، ومن ثمّ ابتعدتْ.

قفزنا داخل الجيب الخاصّ بنا الذي كان قريباً؛ وانطلق السائق وراء الشاحنة كالمجنون. بعد حوالي الكيلومتر، داخل القرية، انعطفت الشوفروليه فجأة ورأيناها تدخل الى حرم المستشفى. حاول بعض الجنود إقفال السياج لمنعنا من الدخول، لكننا كنا قريبين جداً من الشاحنة فتمكنّا من ذلك.

ثمّ صعدت الشوفروليه على منحدر وعر وتوجّهت الى الوراء، نحو ملجأ صغير مسقوف بالقصب، كان أحد جوانبه مفتوحاً بالكامل وعرضة لتقلّبات الجوّ. قفزنا من الجيب لبلوغ باب الشاحنة الجانبي قبل أن يُفتح. وعندما فُتح أخيراً بعنف، خرج منه عميل الـ سي أي آي صائحاً باستهجان: حسناً، فلنقلعْ من هنا . يا لحظه السيء، لم يكن يعرف بأنّ صحافياً بريطانياً كان واقفاً وراء الباب.

داخل الشاحنة، كان جسد التشي يرقد على نقالة. منذ اللحظة الأولى، عرفت أنه هو. فقد سنحت لي الفرصة بالتلاقي به منذ أربعة أعوام، في هافانا؛ ولم يكن شخصاً من الممكن نسيانه بسهولة. ليس في الأمر شكّ، كان هذا فعلاً ارنيستو تشي غيفارا. عندما أخرجوا الجثة لوضعها على طاولة أُعدّت لحظتها في داخل الملجأ، الذي كان يُستخدم في الماضي للغسيل، تأكّدتُ بأنّ غيفارا الثائر توفي حقاًً.

كان من الممكن التعرّف على شكل لحيته وقسمات وجهه، وشعره الطويل والكثيف، بين الآلاف غيره. كان يرتدي بزّة عسكرية من اللون الأخضر الزيتوني وسترة بسحّاب، جوارب خضراء شاحبة وحذاء بدا أنه من صنع اليد. وبما أنه كان يرتدي كامل ثيابه، كان من الصعب تحديد مكان الإصابة. كان هنالك ثقبان ظاهران عند أول العنق؛ فيما بعد، عندما تمّ تنظيف الجثة، رأيتُ جرحاً آخراً في البطن. من المؤكد أنه كان مصاباً في رجليه وبالقرب من القلب، لكنني لم أتمكّن من رؤية الجروح.

كان طبيبا المستشفى ينقبان في جروح العنق؛ انتابني شعور، للوهلة الأولى، أنهما يبحثان عن شظيّة، لكنهما كانا فقط يحضّران الجثة لتلقّي الانبوب الذي سيحقنان من خلاله الفورمول من اجل المحافظة على الجثة. ثمّ بدأ أحدهما بغسل يديْه المتّسختين بدم الثائر المرحوم. باستثناء تلك التفاصيل، لم يكن هنالك حول الجثة ما يثير الاشمئزاز. كنا لاعتقدناه حياً. كانت عيناه مفتوحتيْن ولامعتيْن، وعندما أخرجا ساعده من السترة، قاما بذلك دون أية صعوبة. أعتقد أنه مات منذ بضعة ساعات فقط. حينها، لم أكن لأتصوّر أنه كان من الممكن قتله بعد القبض عليه. كنا نعتقد جميعنا بأنه مات متأثراً بجروحه وبسبب غياب العناية الطبية خلال الساعات الأولى من صباح نهار الاثنين هذا.

وقد بدا الأشخاص الذين كانوا يحيطون بالجثة أكثر اثارة للاشمئزاز من الجثة: لم تتمكن احدى الراهبات من اخفاء ابتسامتها وقد وصل بها الأمر الى الضحك علناً؛ وصل الضباط ومعهم آلات تصوير مكلفة جداً لتخليد المشهد؛ وطبعاً، كان عميل الـ سي أي آي يشغل المكان، مُحتكراً لنفسه مسؤولية العملية برمّتها، وكان يجّن كلّما تجرّأ احدهم على تصويب عدسات التصوير نحوه. سألناه بالانكليزية: من أين أنت؟ ، وأضفنا في سبيل المزح: من كوبا؟ ، من بورتو ريكو؟ . كان من الواضح أنه لم يحبّذ فكاهتنا وأجاب بجفاء: لستُ من أيّ مكان .

أعدنا طرح السؤال عليه فيما بعد، لكنه أجابنا هذه المرة بالاسبانية: ماذا تقولون؟ ، مُدّعياً أنه لم يفهم. كان رجلاً قصيراً وصلباً، يبلغ حوالي خمسة وثلاثين عاماً، عيناه صغيرتان وغائرتان داخل جوف العين. كان من الصعب معرفة إنْ كان من أميركا الشمالية أو منفياً كوبيّ الأصل، لأنه كان يُتقن جيداً الانكليزية والاسبانية، دون أية نبرة معينة. كان اسمه غوستافو فيللولدو (اسم مستعار على طراز جان دوبون) ويعيش دائماً في ميامي. كنتُ قد أتيتُ على ذكره في مقالتي التي كتبتها لجريدة الغارديان اللندنية، قبل عام من الحديث عنه في صحافة أميركا الشمالية.

وبعد ساعة ونصف، انسحبنا كي نعود الى سانتا كروز لكتابة الأخبار وإرسالها. لم يكن أيّ مكتب مجهّزاً بالكامل، فاستقلّيتُ الطائرة متوجّهاً الى لا باز حيث أرسلتُ نسختي عن موت التشي. نُشرت في الصفحة الاولى في جريدة ذي غاردين في 11 تشرين الاول/أوكتوبر. وفي الطائرة، وجدتُ المايجور بابي شيلتون الذي قال لي مسروراً: أُنجزت المهمة! .

--------------------------------------------------------------------------------

* صحافي بريطاني في جريدة الغارديان ، لندن. من مؤلفاته: كوبا: تاريخ جديد ، منشورات جامعة يال، نيو هافن، 2004؛ هوغو شافيز والثورة البوليفية ، فيرسو، لندن، 2005.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ان عاصمة بوليفيا الدستورية، هي مدينة سوكر، التي تأسست في العام 1538 على يد بيدرو أنزوريس دي كامبو ريدوندو.

[2] القيادة الجنوبية لجيش الولايات المتحدة.