وبأنَّ ملامحي اليابسة
لـوَّنتها بقعُ صدأٍ مالحةٍ
أزيحُ عن عيني غيمةً باردةً
توشكُ على الذبول
بعد خيبةٍ ونصف
أخبرها بأنَّني ظلُّها
رغمَ أنف أطرافي المؤطرة
في ملابسِ الموتِ
وبأنَّني معلبةٌ حتى إشعارٍ آخرَ
ربما كانَ ذلكَ جيداً بطريقةٍ ما
فالموادُ الحافظةُ تمنحُ ازرقاق شفتيَّ
ابتسامةً زجاجيةً
مهذبةً بطريقةٍ تناسبُ كل الوجوه
تشيحُ بوجهها عني
ولا تمنحني ابتسامةً عابرةً
ولا تصفحُ عن خريفِ وجعي
لأنني عشتُ بما لا يشبه
طقوسَ مخاض غدها المستحيل
ولا تسامحُ هفوةَ الصبرِ
حين يسرقُ قصبَ الكلام
عاجزةٌ عن الاعترافِ
بأنَّني أسأتُ فهمَ الوقت
ولم أمنحْ الأحلامَ توقها الأزلي
إلى ارتداءِ حريرٍ السماء
تتحجَّرُ في خاصرةِ الوجعِ
دمعةٌ خائنةٌ
وجهُها يمنحني خيبةً أخرى
يحرِّضُـني على الثورةِ في وجه
خرافة أخرى للسُـبات
يقصِي عني ملامحَ خوفي
يمنحني شوقاً لسوسنات غدٍ مختلف
لكنها ما زالتْ تشيحُ بوجهها عني
وما زالتْ تلومني
على حياةٍ تخاذلَ صمتي
عن قراءةِ وصايا تفاصيلها
--
اللوحة للفنانة التشكيلية سوزان ياسين
*كاتبة وصحفية سورية
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات