نعلم جميعاً بأن التقنين القاسي الذي تعاني منه جميع مناطق القطر هو بسبب العمليات الإرهابية والتخريبية التي تقوم بها العصابات المسلحة من تخريب وتفجير لأنابيب إمداد الطاقة لمحطات التوليد، وهؤلاء ينفذون أجندات خارجية غربية الهدف منها ضرب الاقتصاد الوطني وشل حركته.
فحالة الانقطاع للتيار الكهربائي المستمر تؤدي إلى أضرار جسيمة وخسائر مادية كبيرة للجميع، كما وتتسبب في شل الحركة بجميع ألوانها وأشكالها، طبعاً هذا يفرز الكثير من المنعكسات السلبية على الحياة اليومية لكل شخص، لكن رغم كل ذلك فالشعب متفهم لموضوع التقنين وضرورته ويعذر الجهات المسؤولة لفرض هذا التقنين بسبب الفاقد الكبير بالطاقة والذي تجاوز 2000 ميغاواط، لكن الأمر غير المفهوم ولا يمكن العذر فيه للجهات المعنية، هو لماذا لا يوضع برنامج واضح للتقنين وبساعات محددة وبالتالي يقوم كل شخص بتنظيم وترتيب أعماله اليومية المهمة على أساس ذلك البرنامج، قد يرد علينا قائل بأن هناك برنامجاً وأعلن في بعض وسائل الإعلام، صحيح أنه أعلن عن برنامج خاص للتقنين في اللاذقية لكن وللأسف لم يتم الالتزام به في العديد من المناطق، حيث يتم قطع التيار في أوقات مختلفة، كذلك يقطع عن بعض المناطق سبع ساعات متواصلة بينما مناطق أخرى تقطع لساعات أقل بكثير،كما أن انقطاع التيار ساعات طويلة تتجاوز سبع أو ثماني ساعات متواصلة وخاصة في النهار يؤدي إلى شل للعمل وللحركة، وبالتالي ليس هناك عدالة في عملية التقنين.
نعود ونؤكد أن جميع الناس متفهمون لموضوع التقنين وضرورته ولا يطالبون برفعه لكن فقط يطالبون بوضع برنامج محدد وعادل لجميع المناطق والالتزام به، كما يطالب الكثيرون باتخاذ إجراءات جدية بمعاقبة كل من يسبب ويساهم بهدر الطاقة الكهربائية، فلقد كتبنا عدة مرات عن الهدر في العديد من مؤسسات الدولة والمدارس وكذلك مصابيح الشوارع التي لا تزال تترك مضاءة ليلاً ونهاراً في شوارع اللاذقية وجبلة وبعض المناطق التابعة لها، ضاربين عرض الحائط بكل مناشدات وزارة الكهرباء، وكذلك مطالبات وزارة الإدارة المحلية بتوفير الكهرباء، قد يرد علينا البعض بأن استهلاك تلك المصابيح لا يشكل ذلك الهدر الذي نتصوره، لكن على العكس إذا ما حسبنا استهلاك تلك المصابيح المضاءة نهاراً ودون أي نفع أو فائدة على مدار العام فستنتج معنا أرقام كبيرة لا يمكن تصديقها تذهب وتضيع سدىً.
تصوروا أنه منذ أيام ذكرت إحدى الصحف البريطانية أن البريطانيين يهدرون من الطاقة الكهربائية ما قيمته 155 مليون جنيه سنوياً بسبب ترك الأجهزة الكهربائية في حالة الاستعداد أي "stand by" أي عندما يكون الجهاز مطفئاً لكن مع بقاء زر أو ضوء صغير أحمر أو أخضر مضاءً، بالتالي إذا حسبنا الهدر بالطاقة الكهربائية في بلدنا نتيجة تشغيل مصابيح وأجهزة ومكيفات وسخانات لا داعي لها، برأيكم ماذا ستكون النتيجة...؟ بالتأكيد ستكون لدينا أرقام فلكية مخيفة ومرعبة للهدر..لذلك التقنين يجب أن ينطلق من كل منزل من منازلنا وبحيث لا يتم ترك أي جهاز كهربائي يعمل دون فائدة..!!