آخر الأخبار

الدرس السوري

داخل الاطار العام لحركة دولية ناهضة يقودها الثنائي الروسي -الصيني بدأ يكتسب مزيدا من الوزن العسكري والاقتصادي بتشكيله لتجمع بريكس . تعطينا تجارب الأمم التي نجحت قبلنا في النهوض هذا الدرس .كلما كانت العوامل الخارجية شديدة التأثير على الجدلية الداخلية - وحالتنا كعرب نموذجية من هذا الجانب - كلما أصبح النهوض معلقا على الفرص التي يتيحها ما يمكن تشبيهه "بصراع الفيلة "على المسرح الدولي ..ولعل ما أفصحت عنه الأزمة السورية فيه الكثير من الصدمة للوعي العربي الحديث الرائج .
-لقد تبين أن التثبت العقلي للنخب الحديثة حول ما تراه اولوية رئيسية "المسألة الديمقراطية " أفضى الى انكشافها أمام العدو الخارجي الطامح لابقاء كل شيء على ما هو عليه . ففي ظل التوظيف الكثيف للدين في الحقل السياسي أصبح صندوق الانتخابات بوابة صعود الفئات التي يقع أي مشروع للنهوض خارج فضائها العقلي . بل هي قاطرة النكوص الى المربع الأول.. وهي لذلك تشكل الحامل الاجتماعي لا عادة اتاج الهيمنة الغربية على ثروات المنطقة بعدما طالت الشيخوخة الحوامل السابقة ..
- أنه يمكن استعارة الأفكار من الخارج .ولكن لايمكن استعارة شروط استنباتها أيضا ..
- أن أي تغيير حتى ينجح يجب ان يجري ضمن بيئة داخلية محضرة . ولديه حاضنة خارجية يمكن الاطمئنان اليها ..
- أن العروبة كرابطة عابرة للهويات الدينية والطائفية للناطقين بالعربية والمنفتحة على جوارها من غير تنفج أو دونية ,هي جسر العلمانية الى العالم العربي ..
- أن الاسلام السياسي " والوهابية تشكل نواته الصلبة " هو الاحتياطي الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في العالمين العربي والاسلامي ..
- أن حجم المصالح المشتركة للقوميات الأربعة المتجاورة "العربية والكردية والفارسية والتركية " أضخم بكثير من ضيق الأفق السياسي والأيديولوجي الذي ميز النخب السياسية التي استولدتها الأمم الأربعة المتجاورة ..
- ان مشروع البحار الخمسة المفتوحة الذي جرى تلغيمه بالاسلام السياسي التركي اذ يضع الأمم الأ ربعة داخل جيوبوتيك اوراسي متناغم المصالح يشكل فرصة تاريخية ملائمة للاقلاع بمشروع حداثوي غير مغلق الأفق بالمصالح الامبريالية .بل انه قادر على مقارعتها لأول مرة من موقع القوة .
- ان اعادة ترتيب البيت الداخلي لسورية يمكن أن يتم بمعزل عن الاستثمار السياسي الأمريكي فيه .كما جرى ويجري في عدة بلدان عربية .وأن ما أظهرته الوطنية السورية من ممانعة في وجه أعتى حملة اعلامية متناغمة مع ارهاب منظم يشير الى أن ما تم مراكمته على طريق الخروج من ولاءات ما قبل الدولة لم يجري تبديده في اتون الأزمة . وأن استماتة دول الخليج المهيمنة على الجامعة العربية في معركتها لاسقاط النظام يعكس حقيقة أنها تخوض من جانبها معركة حياة أو موت ..
- اخيرا ان سورية وهي تخوض معركتها عرفت كيف تشبك خطوط دفاعها مع شبكة دفاع يصل عمقها الى موسكو وبكين .ووضعت المعركة حول سورية في سياق المعارك لاعادة صياغة التوازن الدولي..