فعمليات الاصلاح باتت لزاماً على كافة الأنظمة والحكومات في كافة أصقاع الأرض, لاكما يصورها البعض على أنها فريضة على بعض الأنظمة فقط. ولهذا السبب بتنا نشهد ضياع وتخبط الكثير من القادة والزعماء.
o فمواقف الرئيس الأميركي اوباما كانت ومازالت متخبطة ومتضاربة وضالة بخصوص ما يسمى بالربيع العربي. فأوباما ورموز إدارته على دراية بأن النظام الإمبريالي مات وأنتهى امره , رغم مماطلتهم بمراسم دفنه. وأن يشعر بالأسى لأن بلاده لا تملك دور الريادة ,ولذلك اختارت منطق الهيمنة لضمان سيطرتها على الشعوب. ودور الهيمنة يعتمد على منطق القوة. بينما دور الريادة يعتمد قوة الحجة والمنطق. ولذلك بات أوباما وسفرائه ومبعوثوه ووزرائه وحتى الكثير من نواب مجلسي النواب والشيوخ في أي لقاء لهم مع أي مسؤول في أية دولة من دول العالم يخاطبون زوارهم وزائيرهم بعبارات واقوال تتنافى وقواعد السلوك والدبلوماسية و اللياقة والأدب . حيث يرددون عبارة واحدة .هي: يجب أن تقوم بكذا, ويجب أن تفعل كذا ,و يجب أن تتقيد بما نطلبه منك بدون تلكأ أو تذمر أو مناقشة أو جدال. والرئيس أوباما حزين لأن نظام القطبية سقط. وأمله بمدام كلينتون علها تفلح في خلط الاوراق من جديد, لا السعي لإقامة نظام جديد يعتمد التعددية وحقائق الواقع الجديد
o والرؤساء أوباما وحلفاء بلاده باتوا على قناعة بأن حربهم وحرب جورج بوش وطوني بلير على الارهاب تاهت وضلت طريقها, وما عليهم سوى التسليم بالهزيمة. لأن ظاهرة الارهاب هي من ثمار السياسات الأمريكية, وسياسات بعض الأنظمة الجائرة واللاعقلانية والتي ترتبط بعرى وثيقة مع هؤلاء الرؤساء. فجور هذه السياسات, وجشع النظام الامبريالي, أنتجا جملة من العوامل النفسية والاجتماعية والظروف السياسية والاقتصادية والثقافية ,كانت بمثابة بؤر نمو لظاهرة الارهاب في كثير من المجتمعات. وأية معالجة جادة لهذه الظاهرة تتطلب إصلاحاً حقيقيا في بنية هذه العوامل, وبنية أنظمة هؤلاء الحلفاء. فالمجتمعات التي يتوافر فيها حد من المساواة والعدالة, وتتسع فيها المشاركة في تقاسم الإنتاج والثروة، وتقاسم السلطة، والعيش في وضع اقتصادي مستقر، تقل فيها ظاهرة العنف والإرهاب. ومعالجة ظاهرة الإرهاب لا تتم بقمع الرأي الآخر، والمزيد من الإنفاق على تسليح قوات مكافحة الإرهاب بأحدث معدات القتال، بل بالوقوف على الأسباب الحقيقية ومعالجة الأمر بالحكمة والموضوعية. ولا يمكن أن ينتهي العنف في العالم إلا بقيام البدائل الديمقراطية التي ترتكز على مؤسسات دستورية تحترم المواطن, وتشاركه القرار, وترفع من مستواه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي, وتقلل من الفوارق الطبيعية, وتحل السلام الاجتماعي, وتوفر الأمن والطمأنينة لكافة المواطنين. وهذا لا يناسب مصالح الامبريالية والصهيونية و وقوى الاستعمار وإسرائيل. فالديمقراطيات المعمول بها في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا إنما هي ديمقراطيات صورية. فالمال هو من يتحكم بهذه الديمقراطيات وحتى بالمسار الانتخابي وصندوق الاقتراع.
o والمنظمات الدولية والاقليمية كمنظمة الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ينخرها الفساد, ولم تعد تحترم مواثيقها. ووظفت لتحقيق مآرب بعض الحكومات أو بعض الحكام.
من يدقق جيداً بواقع الحال فيما يعتري العالم, يجد أن السياسات المفلسة لبعض الدول ,ونفاق بعض الحكام, وغياب المنطق وعدم الموضوعية من قبل بعض الأنظمة والحكومات, هم أسباب المشاكل التي تجتاح العالم منذ عقود وحتى هذه الأيام. ولا غرابة حين تجد أن بعض هؤلاء الحكام بات مأزوم هذه الأيام. وباتت مواقفه وتصريحاته خبط عشواء ,أو هي ثرثرة متخمة بالمتناقضات. ولا تفيد العباد ولا أي من الشعوب أو المجتمعات.
o فالسيد رجب طيب أردوغان الذي يغرق الآخرين بنصائحه ,و يمطرهم بتهديداته وعويله. يتجاهل حقيقة أن حزبه الذي هو تحالف غير متجانس وغير مكتمل يشهد شجاراً بين أعضائه علناً حول السياسة العامة, وبسبب تراجع أعمال الحكومة وحتى تباطؤها في أعمالها. إضافة إلى تنامي حالة من العداء بين تحالفات حزبه. فحزبه لا يحظى بشعبية تذكر, وإنما يعتمد على شعبية أردوغان الشخصية فقط. حيث يعتبر أردوغان أشبه بمادة الغراء الذي يمسك بحزبه وبتحالف حزبه الهش.
o والرئيس اللبناني ميشال سليمان وجه انتقاداً لاذعاً بصورة غير مباشرة للدول العربية .حين دعا هذه الدول إلى الاهتمام بالقضية الفلسطينية, والاجتماع حولها ,والحفاظ على العروبة في الوطن العربي.
o والقوة الاعلامية الضاربة لقطر والممثلة بفضائية الجزيرة بدأت تتآكل, وذلك بعد استقالة خيرة إعلاميها ومهنيها .وكان آخر المستقيلين السيد موسى أحمد, الذي أتهم الجزيرة بأنها لم يعد فيها مكان للمعتدلين ,بعد أن باتت ذراعاً سياسية وإعلامية وتحريضية . وحتى من تبقى في فضائية الجزيرة بات يتلقى الكثير من سهام النقد على مواقفه الملتبسة والعدائية والتحريضية. فالشيخ أحمد الكبيسي أتهم الشيخ يوسف القرضاوي بأنه سخر الدين لحماية تنظيم سياسي ,وأن الكثير من أصحاب العمامات والعمائم ساهموا ومازالوا يساهمون في تدمير طوائف سنية وشيعية كثيرة.
o ومحاولة إمارة عربية (لا يتجاوز مساحتها 11437 كيلومتر مربع ,وعدد سكانها المليون نسمة, وتعداد قواتها الــــ 12000 فرد , وحاكمها عاق وطاغية) فرض اجنداتها على الدول الأخرى. ظناً منها بأن عائداتها من النفط والغاز تبيح لها التدخل بشؤون الدول الأخرى ولو كانت أكبر منها بألف مرة. والمضحك أكثر استماتة حاكمها لنشر الديمقراطية في دول أخرى بقوة السلاح. وسعي حاكمها وحكومتها لإقامة فضائيتين باللغتين الروسية والايرانية ,لدعم المعارضتين الروسية والإيرانية.
o والرئيس الأمريكي بارك أوباما يعلن في كل شهر بأن أيام حاكم أو رئيس ما باتت معدودة. ومثل هذه الأمور لا يعلمها إلا الله. و تخرصات الرئيس أوباما دليل على أنه لاحول ولا قوة له على الاطلاق.
o والرئيس ساركوزي بات خائف وقلق على مستقبله إن لم ينجح في الانتخابات .ويرش على جروحه الملح بعد أن خانته العقاقير, ويحاول إيجاد مخرج مشرف له إن ألقى به شعبه في سلة المهملات.
o ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون بات لا قدرة له سوى على النواح والبكاء والصراخ. ويريد أن يخدعنا بأن قلبه يتفتت على ما يزهق من ارواح. ويتجاهل أنه و بلير وحلفائه كحاكم قطر ساهموا بإزهاق أرواح العرب والمسلمين في أكثر من مكان كالعراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان وباكستان.
والسؤال: هل مات جذر الحياء عند هؤلاء, أم أنهم ثعالب قرروا أن يكونوا أئمة للعباد في صلاتهم اليومية؟
الأحد:11 /3/2012م
*عميد متقاعد.
bkburhan@hotmail.com