يشهد هذا اليوم، الحادي والعشرين من آذار/ مارس 2012 أول احتفال للأمم المتحدة بهذه المناسبة، وذلك بعد أن اعتمدت جمعيتها العامة في نهاية العام 2011 هذا اليوم من كل عام يوماً عالمياً لمتلازمة "داون" "World Down Syndrome Day"، ودعت الأمم المتحدة من خلاله كل دول العالم للعمل على مراجعة ما تم من إنجازات، والسعي إلى مواجهة التحديات التي يواجهها الأشخاص المعوقون بمتلازمة "داون"، (سميت المتلازمة كذلك نسبة إلى مكتشفها، وهي تعرف على نطاق واسع باسم المنغولية)، كما دعت المنظمات الحكومية والأهلية، والإقليمية والعالمية ذات العلاقة إلى تبادل المعارف والخبرات والدروس المستفادة من أجل تلبية حاجاتهم وتعزيز حقوقهم في حياة كريمة جنباً إلى جنب مع كافة أبناء المجتمع، تطبيقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي وقعت عليها وأقرتها معظم دول العالم. هذا ودعت الأشخاص ذوي "داون" ومنظماتهم والعاملين معهم والمتطوعين في جميع أنحاء العالم إلى الإسهام في هذا اليوم، ورفع صوتهم عالياً خلال فعالياته المركزية التي تعقد في مقرالأمم المتحدة بنيويورك.
تفيد الدراسات أن حالة متلازمة "داون" التي أصبح من الممكن اكتشافها خلال الأشهر الأولى من الحمل، تشاهد بين كل 800 - 1000 مولود تقريباً، وهي تنتج عن خلل صبغي يتجلى بوجود ثلاث صبغيات من الصبغي رقم 21 بدلا من اثنين، وكانت منظمة "داون" العالمية منذ عدة سنوات قد اختارت اليوم 21 إشارة إلى رقم الصبغي، واختارت الشهر الثالث من العام إشارة إلى خلل التثلث.
تختلف شدة الإعاقة العقلية، والعاطفية والجسمية في متلازمة "داون" من شخص إلى آخر، وهكذا تتفاوت قدرات وحاجات كل منهم الأمر الذي يجب أن يكون واضحاً لأسرته ومجتمعه، وبشكل عام يتميز الشخص من ذوي "داون" بالخصائص التالية:
- لا يتعلّم أنشطة جديدة بنفس السهولة التي يتعلم بها الآخرون.
- يكون بطيئا في الاستجابة لما يحدث حوله.
- لا يفهم بنفس الدقة التي يفهم بها الآخرون ما يمكن أن يسمعه ويراه ويلمسه.
- يجد صعوبة في التعبير عن احتياجاته وأحاسيسه بطريقة يفهمها الناس.
- لديه اضطرابات متفاوتة في الذاكرة.
- لا يتمكن من التركيز والانتباه إلى شخصٍ واحد أو نشاطٍ واحد لمدة طويلة.
- يجد صعوبة في السيطرة على مشاعره وعواطفه.
- يجد صعوبة في التصرف واتخاذ القرارات المناسبة.
- لديه اضطرابات في النطق واللغة بدرجات متفاوتة.
- يحتاج إلى رعاية طبية دورية متعددة.
وهكذا، نأمل أن يشكّلَ هذا اليوم العالمي مناسبةً للاحتفالِ في الوطن العربي بإنجازات مجتمعاتنا، في خدمة هذه الفئة من أبنائها، وعرض التحديات الإنسانية والأخلاقية بل والحضارية التي تواجه مجتمعاتنا وسبل التغلبِ عليها، إنها مناسبةً أيضا لتكريم المتطوعين والعاملين وذويهم، ولمراجعة وتقويم الجهودِ والتشريعات والدراسات التي تسعى إلى تمكينِهم والنهوضِ بواقعهم نحو الأفضل.